الحبكة القصصية بإستخدام كلب بقلمي لزهر دخان وحمدي بهاء الدين
الحبكة القصصية بإستخدام كلب بقلمي لزهر دخان وحمدي بهاء الدين
كتب لزهر دخان
قصة “كلب عربي ” من مجموعة ،فتاة أحلام طرزان للزهر دخان .
كلب أو كمية من الكلاب ، هيا يا سيدي أخبرني ماذا تريد قبل أن أغادر. ونبح كلب من جوار سيده نـُباحاً شديداً . كأنه يود إشعاره بأن إزعاج السيد ممنوع . وقال المعذرة يا سيدي فقد لا تكفي الأموال ماذا أقول ؟ . وفي إجابة سيده كان الجواب أربعة كلاب . وأضاف له بعض المال . وأوصاهُ بعدم العودة بسرعة لآن الكلاب لا بد أن لا تأتي إلى بيته بسرعة . كي لا يشعر به جاره الذي سيفاجئه بأفخر أنواع الكلاب مرة أخرى.
وصل التاجر الذي رباه المزارع الفرنسي إلى المدينة . وقد خلف خلفه ريف يُحرس بكلاب إشتراها على مر السنوات في صفقات جعلت أهل المدينة يسمونه كُليب.
السلام عليكم يا سيد محرز . وبمجرد ما شعر به محرز بجوار دكانه فعلاً رد عليه السلام . مرحباً بكليب لقد عرفت صوتك تفضل أدخل . ومر كليب إلى حيث يجلس محرز الذي أغلق الدكانة الكبيرة خشية من تعرضه للصرقة من قبل جُنود الإستعمار ، الذين يُمرون في الطريق دَورياً. وبدأ كُليب يُشاهد الكلاب المَعروضة . وهي في ساحة خلف المحل تتجول حرة طليقة . وتنبحُ بفخرٍ كأنها تعرفُ فعلاً أنها من فصيلة ” كَلب عَربي” ولما طلبَ محرز من كليب الإفصاح عن طلبه . قال كُليب هذا بالظبط ما أريد شراءه . أي هذا الكلب العَربي الثمين السَمين ذو النباح المتين الرَّصين .
فقال محرز أنا لا أريد بيع هذه الكلاب بثمن لا يُناسب سعرها . ولهذا سأبيعها لكَ كما تريد مُجتمعة . وسعر الأربعة كما قلتُ ولا يُمكن تخفيضه .
إستسلم كليب لآنهُ على عَجلة من أمرهِ.وإستلم الكلاب وربطها بحبلٍ واحد من أعْناقها . وسلم المَال إلى محرز وترك الدُكان وخرج يجُر الأربعة كلاب خَلفهُ .
وصلَ إلى مكان يتجمعُ فيه عَساكر فرنسيين .فسألوه هل هو من الجَزائر وتعلم فيها تربية الكلاب . أو سافر إلى فرنسا وتعلم هُناك ؟ . وسَألوه عن ثمن الكلاب ومن أين إشتراهم .؟ وسألوهُ عن إسم سيدهِ وعن إسم التاجر ؟. ثم حَاولوا مساعدته في توصيل الكلاب إلى الرَيف . طمعاً منهم في الحُصول على واحد من الكلاب . كان قدَّ أعجب أحد الجُنود ، ففكر في مساعدة كليب مُقابل الحُصول على كلب.
وصل الجَميع في قافلة مكونة من كُليب والكلاب الأربعة والجُنود العشرة. الجُندي الطماع إسمهُ جاك . ويُعرفُ في كل أوساط الجَيش الإستعماري بكونهِ دائماً يحصدُ ما خطط لنيلهِ. َوَعِندَمَا سمع منه المزارع الفرنسي صَاحب الشأن . قال لهُ لقد قرأتَ عَنك وسمعت عَنك وأعجبتُ بك . وكنتُ من البداية قد خَصصتُ لكَ كلب هَدية وكُلبة حَيّةَ . تستخدمها بعدمَا تقتلها في بعضِ السحر وتصبحُ جِيفتهَا الجثة جالبة للحظ .
فقال جَاك وكيفَ يا سَيدي يكونُ لي هَذا الحَظ ؟ وَهَل هُو من نصيب كل الفرنسيين ؟ أو هُو مُخصص للطماع أنَا فقط. ؟
فقال المُزارع :مخصص لكل الفرنسيين طبعاً . ولكن بالنسبة لكَ ستكون الهَدية لكَ فخذ الكلب ورَبيه ، وإسمه m. أمَّا الكلبة فإسمها مِيّمْ . ولا تصدقها لآنها عَربية تربتْ عن الوفاء للعرب . والكلب M رَبيناه عَن الإخلاص لفرنسا .
وقام جَاك بمَا سَمعهُ من وصية المُزارع المُعمر الذي كان فعلاً ساحراً ماهراً . وكانت النتائج بالنسبة لهُ كبيرة وذات فعالية . ورَبحت تجَارته وتمت ترقيتهُ وأصبح من المُحاربين الشُجعان . وكان يشعر بضعفِ العرب الذين كان يَخافُ مِنهم . ولاَ يَخشاهم أبداً عندما يقفون بجواره أو يمرون بجانبه أو يشتبكُ معهم في مَعارك بالسلاح.
وأصبحَ المُزارع فرحاً بالنتيجة التي حصلَ عليها نتيجة قتل الكلبة مِيم . وَوَاصل تطوير الكلبات العَربيات وقتلهنْ . مُقابل تربية الكلب الرُومي M. وتدريبه على حبِ فرنسا وجلب الحَظ . أما كليب فقد كان سعيداً جداً بسيدهِ الذي رَباه . ورُغم أنه فكر عِدة مرات في التوبة والرُجوع إلى أمه ميم ، مات قبل التوبة . كمَا مات بعدهُ الجندي جَاك ومات قبل موتهما المُعمر السحار ..وإستمر عُمر الكلب M حتى يومنا هَذا !!؟
قصة ( أنا وميلو وغروب الشمس ) بقلم حمدى بهاء الدين
أصر إبنى أن يضم ميلو إلى أسرتنا وأن يعيش بيننا ، يأكل ويشرب وينام ويستحم ويتريض فى الحديقة أمام منزلنا وفى النهاية ينام فى البلكون لأنه ليس له مكان فى بيتنا المخصص غرفه لأفراد الأسرة
ورغم رفضى الشديد فى البداية ورضوخا للأمر الواقع إنضم ميلو إلى العائلة رغما عن إرادتى وكنت حذر من التعامل معه وتدريجيا تعودت عليه وتعود على وجود شخصى المتواضع وصارت صداقة بيننا لدرجة أنى أحببته بعدما وجدت منه محبة وإخلاص وسعادة فى وجودى حيث كان يجرى ويحضننى حين أعود إلى المنزل أو يصادفنى فى الشارع حال تريضه وأصبحت أستمتع بالجلوس معه أو التريض معه حيث يمتثل للأوامر ، والحديث معه ممتع ، حيث كان ينظر وكأنه يفهم وأنا أشكوا له حالى وعقوق غيره وعدم لهفته حين يرانى كما يفعل هو ، وتدريجيا إستحوذ على محبة كل من بالمنزل وأصبح ينام فى الغرفة مع أحد أفراد العائلة ثم إستقل بالغرفة بمفرده مما خلق أزمة حيث أصبحنا نتناوب النوم أو ينام أحدنا فى الصالة وأصبح له حقوق مثل باقى أفراد الأسرة كالإنفاق على طعامه ونظافته وعلاجه ، وحيث ضاقت مساحة المنزل علينا فكرنا فى إبتياع مسكن أكبر يتكلف الملايين لأنى تعودت عليه وعلى وفاءه وإخلاصه وحبه الذى يعبر عنه دوما وهو ما أفتقده وأحتاج إليه فى هذه السن لأن منحنى العمر فى النزول وقاربت نهاية العمر فأصبحت أسأل عنه فى غيابى أو غيابه وأهتم بشئونه لأنه عوضنى الكثير ورغم أنى لست فقيرا ولا ميسورا فقد أخذت على نفسى عهدا بعدم التقصير نحوه فهو أكثر وفاءا من كثيرين وأصبح يفهمنى دون أن أتكلم ويتودد بالفطرة دون طلب والحق أقول أنه لم يكن مزعجا سوى فى قضاء حاجته أو رائحة المكان التى أصبحت مصبوغة برائحته لكن كل ما أخشاه أن يموت أو يرحل عن المكان ويكف عن مرافقتى فأنا لا أطيق الفراق بل أكرهه كما أكره الجحود والعقوق والنكران ، وتعلمت أن الشمس يمكن أن تشرق مع ميلو وإن غربت فى علاقتى بالبشر
هل تعلمون من هو ميلو ؟ ميلو هو كلب وآسف أن أصفه بأنه كلب
# بقلم حمدى بهاء الدين