الداعية: بهنسي سيف يكتب: [كورونا عابر الحدود]

الداعية: بهنسي سيف

اتفق سكان الكرة الأرضية- مع كثرة اختلافهم- على وجوب الخوف بل الهلع من فيروس كورونا، الذي يكسب كل يوم أرضاً جديدة،

وينتقل غير آبه بالحدود، ويقع تحت سطوته أنفساً بريئة، وبعيداً عن تحليلات السياسيين والاقتصاديين .. فقد رأى جميع الناس خطره المتسلل إلى قبض لجام غرورهم في صمت، فقد اغتروا بأنهم ملكوا زمام الأمور يعالجون أشد الأمراض فتكاً،

ويبدلون للناس أعضاء قد تلفت بأعضاء أخرى ظنا منهم أنهم تحكموا وقدروا ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

وكلما كان العدو خفياً يأتيك من حيث لا تدري؛ كان خطره أعظم:. وقد أبدع كل ذي قلم وفكر في الاستفادة التربوية منه، فقال قائل لو خاف الناس من الذنوب خوفم من كورونا؛ لانصلح أمرنا، وقال آخر:

لو خاف المفسدون من الفساد خوفهم من كورونا لتقدمت الأمة، وقال آخر: لو خاف الناس من الإهمال في أعمالهم خوفهم من كورونا؛ لنجحت شركاتهم…

إن هذا المرض كغيره من الأمراض التي تستدعي أخذ كل احتياط والسير مع المختصين من الأطباء، والتوكل على الله الذي يحب المتوكلين ويكره المتواكلين،

قال النبي ﷺ «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء» والالتجاء والتضرع إلى الله في كل الصلوات ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فقسوة القلب تمنع التضرع إلى الله

لعدم ثقتهم في الله كاشف الضر ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ نسأل الله أن يكشف البأساء والضراء ويرزقنا العفو والعافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *