الدكروري يكتب عن حياة الأسباط

الدكروري يكتب عن حياة الأسباط

بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان ينادي الحسن والحسين أبناء الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء بالسبطين كناية عن كونهما أبناء ابنته، وأما عن أبناء نبى الله يعقوب عليه السلام أو الأسباط الاثني عشر فأسمائهم هي روبين، شمعون، يهودا، يساكار، زبولون، بنيامين، دان، ونفتالي، وجاد، وأشير، وهناك ابنين اثنين لنبى الله يوسف عليه السلام وهما منشي وافرائيم وهما يكملون عدد الأسباط الاثني عشر، وهناك لاوي بن يعقوب لكنه لم يحمل اسم السبط، وقد تَم تقسيم الأراضي المقدسة في فلسطين من قبل وصي نبي الله موسى بن عمران عليه السلام يوشع بن نون بين الأسباط ومن ثم أعطى الكهانة لأولاد لاوي ابن يعقوب عليه السلام.
وقد عُرف عن أكثر الأسباط وذريتهم إيمانهم القوي بالله وصلاحهم، في بداية الأمر وفي الفترة ما قبل وفاة نبى الله سليمان عليه السلام كان الأسباط يعيشون تحت حكومة موحدة على الأراضي المقدسة، ويعيشون في اتفاق، ولكن وبعد وفاة نبى الله سليمان عليه السلام، تم تقسيم الأراضي المقدسة إلى قسمين وتقسيم الحكومة إلى حكومتين، فكانت واحدة يحكمها ذرية الأسباط العشرة من ذرية يعقوب عليه السلام وسموا دولتهم بمملكة يهوذا، والآخرى يحكمها ذرية ابني يوسف عليه السلام وسموا دولتهم مملكة إسرائيل، ومن هنا كبرت هذه الذرية وكونت شعوبا وقبائل كثيرة، فمن زبولون قيل أن هناك خمسة وخمسون ألف شخص من أعقابه ، ومن أولاد يهودا الخمسة أتى أكثر من أربعة ألاف وربعمائة شخص.
ومن أولاد روبين الأربعة أتى أربعون ألف شخص، ومن شمعون أتى ستون ألف شخص ودان أيضا أتى منه نفس العدد، وأما نفتالي فتجاوز أعداد ذريته ثلاثه وخمسون ألف شخص وجاد أكثر من أربعون ألف وأشير أكثر من واحد وأربعين ألف ولاوي أثنين وعشرين ألف وبنيامين أكثر من خمسة وثلاثون ألف، وأما ذرية يوسف عليه السلام فوصلت إلى أكثر من سبعون ألف، فالأسباط هم أولاد يعقوب عليه السلام، وليسوا جميعا أنبياء على القول الراجح، فقال الألوسي في كتابه روح المعاني، وقد اختلف الناس في الأسباط أولاد يعقوب هل كانوا كلهم أنبياء أم لا، والذي صح عندي الثاني وهو المروي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه وإليه ذهب الإمام السيوطي وألف فيه.
لأن ما وقع منهم مع نبى الله يوسف عليه الصلاة والسلام ينافي النبوة قطعا وكونه قبل البلوغ غير مسلم لأن فيه أفعالا لا يقدر عليها إلا البالغون، وعلى تقدير التسليم لا يجدي نفعا على ما هو القول الصحيح في شأن الأنبياء، وكم كبيرة تضمن ذلك الفعل، وليس في القرآن ما يدل على نبوتهم، ولقد كان هناك خلاف بين رجلين قال أحدهما إن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء، وقال الآخر ليسوا بأنبياء فمن أصاب ؟ وهو أن في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء، والذي عليه الأكثرون سلفا وخلفا أنهم ليسوا بأنبياء، أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم كذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا أحفظه عن أحد من التابعين، وأما أتباع التابعين، فنقل عن ابن زيد أنه قال بنبوتهم، وتابعه على هذا فئة قليلة، وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *