الدكروري يكتب عن رؤيا جهيم وغزوة بدر بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن رؤيا جهيم وغزوة بدر بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن رؤيا جهيم وغزوة بدر بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

روي عن ابن شهاب وابن عقبة وعروة بن الزبير قالوا، لما نزلت قريش بالجحفة، وكان فيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال جهيم بن الصلت بن مخرمة وقد أسلم بعد ذلك في حنين، فوضع جهيم رأسه فأغفى، ثم فزع فقال لأصحابه هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا؟ قالوا، لا، إنك مجنون قال، قد وقف علي فارس آنفا، فقال، قتل أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وزمعة، وأبو البختري وأمية بن خلف، وعدد رجالا ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه من دمه، فقال له أصحابه، إنما لعب بك الشيطان، ورفع الحديث إلى أبي جهل، فقال، قد جئتم بكذب المطلب مع كذب بني هاشم.
وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المدينة في رمضان، يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت، وقال ابن هشام، لثمان ليال خلون من شهر رمضان، وضرب عسكره ببئر أبي عنبة، وهي على ميل من المدينة، فعرض أصحابه، ورد من استصغر منهم، فرد عبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، ورافع بن خديج، والبراء بن عازب، وأسيد بن حضير، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعمير بن أبي وقاص، فقال صلى الله عليه وسلم ارجع، فبكى فأجازه، فقتل ببدر هو ابن ست عشرة سنة، وأمر أصحابه أن يستقوا من بئر السقيا، وشرب من مائها، وصلى عند بيوت السقيا، ودعا صلى الله عليه وسلم يومئذ للمدينة فقال.
” اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك دعاك لأهل مكة، وإني محمد عبدك ونبيك أدعوك لأهل المدينة، أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة، واجعل ما بها من الوباء بخم، اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك مكة ” وكان خبيب بن إساف ذا بأس ونجدة ولم يكن أسلم، ولكنه خرج منجدا لقومه من الخزرج طالبا للغنيمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يصحبنا إلا من كان على ديننا” فأسلم وأبلى بلاء حسنا، وراح عشية الاحد من بيوت السقيا، وقال صلى الله عليه وسلم حين فصل منها ” اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وعراة فاكسهم، وجياع فأشبعهم، وعالة فأغنهم من فضلك” فهؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الذين وقفوا معه صلى الله عليه وسلم، في كل فترات الرسالة السماوية، وجاهدوا معه صلى الله عليه وسلم، وبذلوا الغالي والرخيص في سبيل نشر هذا الدين وإعلاء كلمة الله تعالى، وإن لفظ الصحابة هو لفظ إسلامي حيث أنه لم يكن في الجاهلية، وقد أطلق على كل من قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مؤمن به حق الإيمان، ولقد كان للصحابة الكرام فضل كبير في انتشار الإسلام ووصوله إلى ما وصل إليه، حيث تابعوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمروا على ما علمهم عليه.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *