الدكروري يكتب عن وفاة الإمام ابن تيمية
الدكروري يكتب عن وفاة الإمام ابن تيمية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن العلماء والأئمة، ومن بينهم شيخ الإسلام إبن تيمية وهو أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية، وقيل أنه كان ابن تيمية لا تأخذه في الحق لومة لائم، وليس عنده مداهنة، وكان مادحه وذامه في الحق عنده سواء، وتوفي الإمام ابن تيمية رحمه الله ليلة الاثنين، العشرين من شهر ذي القعدة، سنة ثماني وعشرين وسبعمائة من الهجرة، وذلك بقلعة دمشق التي كان محبوسا فيها، وقد عاش ابن تيمية سبعا وستين سنة وأشهرا ، وقد أخرجت جنازة الإمام ابن تيمية إلى جامع دمشق، وصلوا عليه الظهر، وكان يوما مشهودا، وقيل أنه لم يعهد بدمشق مثله، وقال رجل بصوت مرتفع هكذا تكون جنائز أئمة السنة، فبكى الناس بُكاء كثيرا.
واشتد الزحام، وألقى الناس على نعشه مناديلهم، وصار النعش على الرؤوس يتقدم تارة، ويتأخر أخرى، وخرجت جنازته من باب الفرج، وازدحم الناس على أبواب المدينة جميعا للخروج، وعظم الأمر بسوق الخيل، وتقدم في الصلاة عليه هناك أخوه عبدالرحمن، وتم دفنه وقت العصر، أو قبلها بيسير إلى جانب أخيه شرف الدين عبدالله بمقابر الصوفية، وقيل أنه بلغ عدد الذين حضروا جنازة الإمام ابن تيمية رحمه الله أكثر من خمسمائة ألف شخص، وقال العارفون بالتاريخ لم يُسمع بجنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وكما أن أيضا من شيوخ الإسلام هو شيخ الإسلام إبن سيرين هو أبو بكر محمد بن سيرين الإمام وشيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، الأنسي، البصري.
وهو مولى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو التابعي الكبير والإمام القدير في التفسير، والحديث والفقه وتعبير الرؤيا، والمقدم في الزهد والورع وبر الوالدين، وكان قد سمع عن أبا هريرة وابن عباس رضى الله عنهم أجمعين، وكثيرا من الصحابة وكان محدثا فقيها وإماما غزير العلم، وعلامة في تفسير الأحلام، رأسا في الورع ذا دعابة، لا يرى الرواية بالمعنى، وقد اشتهر ابن سيرين بالورع وكان عالما بارعا بتأويل الرؤى، وكان أبوه من سبي جرجرايا، وتملكه أنس بن مالك رضي الله عنه، ثم كاتبه على ألوف من المال، فوفاه وعجل له مال الكتابة قبل حلوله، فتمنع أنس من أخذه لما رأى سيرين قد كثر ماله من التجارة، وأمل أن يرثه، فحاكمه إلى عمر رضي الله عنه.
فألزمه تعجيل المؤجل، وقد ولد محمد بن سيرين في خلافة عثمان بن عفان، وكان أبوه سيرين مملوكا لأنس بن مالك الصحابي، وكان من نصيبه بعد معركة عين التمر وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق، فأعتقه أنس، وقال أنس بن سيرين ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب وأمه اسمها صفية، وكانت أمة لأبي بكر الصديق فأعتقها أيضا، وعرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة، وقال أنس بن سيرين وُلد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وولدت بعده بسنة قابلة.