العمل الصحفي موهبة أم دراسة (العمق نيوز)
العمل الصحفي موهبة أم دراسة (العمق نيوز)
بقلم/مرفت عبدالقادر
تجد بين كل صحفي وصحفي ستجد صحفي متخفي بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ينشر خبرا اوحدسا لشائعة لتصبح بين ليلة وضحاها حديث الساعة وناقلي الأحداث دون التحقق من صحته فأنت يمكنك أن تأخذ لقب صحفي فقط انسخ والصق واحشد المتابعين والذي يتسم بظهور تقنيات متتخصصة لجمع المعلومات ونشرها على أساس منتظم والسرعة التى تنقل بها الأخبار وكانت الصحف في الزمن السابق الوسيلة الرئيسية للصحافيين منذ عام 1700 م ثم اضيفت المجلات في القرن الثامن عشر والاذاعة والتلفزيون في القرن الحادي والعشرين وفي عبارة تتردد علي مسامعنا كثيرا في ظهور عدد كبير من الصحفيين في الآونة الاخيرة وخاصة مع تطور التكنولوجيا والانترنت حيث لم يعد من الصعب كتابة خبر ونشره دون عقد عمل مع وسيلة إعلانية محددة فإن الفيسبوك حاليا أصبح يتيح للجميع فرصة نقل الوقائع بعين صاحبها ونري عدد كبير من الصحفيين المرموقة في الوطن العربي وفي مصر لا يملكون شهادة في الصحافة ولم يدرسوها كعلم اي ممارستهم للصحافة هي موهبة واكتساب خبرات متتالية خلال سنوات عملهم في هذا المجال واختلفت الاراء حول رؤية الصحافة هل هي علم ام موهبة أم كلاهما وماهي الأسس الواجب توافرها بالشخص كي يكون صحفيا ناجحا ويلقب بالصحفي؟
ويجيب الاستاذ رومل السويطي/ مدير شبكة اخباريات ومدير مكتب الحياة الجديدة في نابلس علي هذا السؤال بأن الصحافة تبدأ عند الشخص كرغبة في نقل الحقيقة للناس واذا ماكانت هذه الرغبة تتولد لدي هذا الشخص تلقائيا في القدرة على الابداع قي صناعة المادة الإعلامية وحتي تكون هذه الرغبة في الإطار السليم يتم نصح الشخص بالقرآءة المكثفة في الكتب وخاصة القرآن الكريم الذي يصنع لديه القدرة في الابداع اللغوي ثم قرآءة الروايات الأدبية والاطلاع بتمعن علي أكبر عدد من التقارير والتحقيقات الصحفية أما إذا قام هذا الشخص بدراسة الصحافة اكاديميا فبكل تأكيد سيكون لديه قدرة أكبر علي العمل الاعلامي علي المستوى العالمي والعربي بل أن بعضهم لا يحملون شهادات جامعية من الأصل مثل (عباس العقاد ومحمد حسنين هيكل) الذي يحمل شهادة دبلوم تجارة ودبلوم في القانون والاعلان بالمراسلة
ويشير استاذ الإعلام في جامعة النجاح الدكتور فريد ابو ضهير/ بان الصحافة علم وموهبة ولآ يمكن فصلهما عن بعضهما البعض حيث أن اللذين لم يدرسوا الصحافة كعلم يبقي لديهم مشكلة في فهم فلسفة الاتصال ولربما هم عندهم موهبة في صياغة الرسالة لأكن لم يدرسوا الابعاد النفسية والاجتماعية للاتصال فلو كان الإعلام كتابة خبر أو مقال اوصورة صحفية لاغلقنا أقسام الإعلام والصحفي الذي يملك الموهبة دون العلم سوف يشعر نفسه غير ملم بكثير من الأشياء حتي بعد خبرة عشرين عام وأن الصحفي الذي تعلم الصحافة السلطة الرابعة بعد التشريعية والقضائية والتنفيذية فإن أهميتها لاتقل عن أهمية اي تخصص آخر بل ونزيد عليه انه بوق المجتمع والوسيلة الوحيدة لنقل الحدث والمعلومات من مكان لآخر
يضيف أيضا محاضر الإعلام فيه جامعة النجاح الوطنية الأستاذ سعيد المصري/(الصحافة تخصص يقوم على أساس علمي ولكن علم دون موهبة يصبح شىء عادي او تقليدي وان الموهبة هي الأساس والعلم مكمل لها)ويتابع( أن في الإعلام الاولوية لصاحب التخصص إذا تم التعامل مع الحالة علي اساس موضوعي بعيدا عن المحسوبيات ولاكن لا يخلو الأمر من أن بعض وسائل الإعلام التي تحترم نفسها تقوم علي اختيار أشخاص على علم وموهبة وكلمة العلم لا تصلح في كثير من الأحيان في مجال الاعلام وحدها فإن موضوع الإعلام يحتاج إلي إعادة نظر والوقوف على مواطن الخطأ الموجودة وفي غياب التخصص والموهبة سبب في تدني مستوى الإعلام والاعتماد على الممارسة العملية من قبل أشخاص بعيدين كل البعد عن الصحافة وسبب رئيسي في هذا الخلل الموجود مع الاحترام لكثير من الإعلاميين اللذين لم يدرسوا الإعلام ولكن أثبتوا مقدرتهم وموهبتهم في مجال معين من مجالات الإعلام إضافة إلى السبب التاني المتمثل بالمحسوبية التي انهكت مجال الاعلام )
أما المصور الصحفي فى وكالة رويترز الأستاذ عبد الرحيم القوصيني يعقب بقوله(الصحافة موهبة وقدرات شخصية يصقلها العلم ويوجهها ويدعمها )
ويؤيده الاستاذ علي درغامة/ رئيس تحرير وكالة وطن للانباء بإعتبار الصحافة موهبة وأضاف(كم من أستاذ إعلام في الجامعة لا يستطيع كتابة قصة صحفية محترفة وأحيانا الطالب الموهوب يكتبها أفضل من أستاذه )لم تكن الصحافة يوما كاي تخصص آخر يعتمد علي الجانب النظري الأكاديمي فقط بل إنه في السياق الأول ينحاز إلي الجانب التطبيقي والعملي لا يمكن فصل العلم عن الموهبة في هذا التخصص فإنك دون علم لن تستطيع معرفة تاريخ الصحافة والتواصل والاتصال ولن تدرك اهمية المعايير الصحفية الناجحة في كتابة الخبر أو التقرير أو المقال او حتي في تحرير المواد الإعلامية المهمة التي يمكن أن تخضع لمقاضاة القانون إن لم تكن على إطلاع عليها وايضا أنت دون موهبة لن تصل بعلمك إلي المجتمع فإن قلمك هوالاساس الحقيقي لطريق النجاح وشخصيتك الجذابة وحضورك اللأئق وجراتك في خوض المغامرات الصحفية لنقل الحقيقة على أكمل وجه كما أن لقدرتك على التواصل أهمية ليست بقليلة لتنجح في المجالات الصحفية المتنوعة ودمتم في حفظ الله ورعايته