اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب ما وراء الدعوة الفرنسية الألمانية للحوار مع روسيا؟

 

كتب /أيمن بحر

حيث طلبتا من دول الإتحاد الأوروبى إجراء حوارات مع روسيا وعدم الإكتفاء بحوار بايدن بوتين. على أن يكون الحوار طموحاً وحازماً. وطلبت ميركل تنسيق الحوار.
القمة الأوروبية ترفض الحوار مع بوتين وتهدد موسكو بمزيد من العقوبات. حسم قادة الإتحاد الأوروبى الخلاف خلال قمة شهدت إنقسامات كبيرة ورفضوا عقد لقاء قمة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كما إقترحت المانيا وفرنسا وعوضاً عن ذلك هدد قادة الإتحاد بفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
مجدداً تظهر دول الإتحاد الأوروبى إنقساما حول آليات التعامل مع روسيا بما فيها الدخول فى حوار مباشر مع الرئيس فلاديمير بوتين. فقد إستبعدت قمة دول الإتحاد عقد قمّة مع بوتين بسبب عدم توافر الشروط اللآزمة وفقاً لما أعلنه عدد من الزعماء الأوروبيين إثر قمّة فى بروكسل.

الفريق المناصر لإجراء حوار مباشر مع الرئيس الروسى، تزعمته المستشارة أنغيلا ميركل التى شددت فى آخر خطاب لها أمام البرلمان الألمانى (بوندستاغ) قبل إنتهاء الولاية التشريعية الحالية فى سبتمبر/ أيلول القادم أنه لا يكفى أن يتحدّث الرئيس الأميركى مع الرئيس الروسى. الإتّحاد الأوروبى يجب أن يخلق أيضاً صيغاً مختلفة للحوار مع موسكو.

بينما إعتبرت دول أخرى أن هذا المطلب سابقاً لأوانه لأنّنا حتّى الآن لا نرى تغييراً جذريّاً في سلوك فلاديمير بوتين وفق ما جاء على لسان رئيس وزراء ليتوانيا مضيفاً أن الدخول بحوار بدون أى خط احمر وبدون اى شرط مسبق سيكون إشارة سيئة للغاية. لكنّ ميركل إعتبرت أن من المهم الحفاظ على الحوار وأن نعمل على شكل هذا الحوار.
وكان بوتين قد أبدى فى وقت سابق تأييده وضع آليّة حوار وإّصالات مع الإتحاد وفق ما جاء على لسان الناطق بإسمه ديمترى بيسكوف.

قرارات القمة شملت فى نهاية المطاف إجراء حوار فى إنفتاح الإتحاد الأوروبى على مشاركة إنتقائية مع روسيا فى مجالات إهتمامات لدى التكتل. حسب ما جاء فى الخلاصات التى تمّ تبنيها. وبحسب هذه الخلاصات فإن القادة الأوروبيين سيناقشون صيَغ هذا الحوار مع روسيا وشروطه الى جانب دعوة روسيا الى إظهار إنخراط بنّاء بشكل أكبر والى وقف إجراءاتها ضدّ الإتحاد الأوروبى والدول المجاورة له. كما شدد البيان على إستعداد دول التكتل للردّ بطريقة حازمة ومنسّقة على أىّ نشاط جديد خبيث وغير قانونىّ ومُعطِّل من جانب روسيا، على أن يستخدموا بشكل كامل كلّ الأدوات المتاحة لهم.

وقد كُلّف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية فى الإتحاد الأوروبى جوزيب بوريل بتقديم “خيارات لمزيد من الإجراءات التقييدية، بما فى ذلك العقوبات الإقتصادية”، لتكون موضوعة على أهبة الإستعداد.
يذكر أن العلاقات الأوروبية الروسية تدهورت بشدة منذ ضم شبه جزيرة القرم وبدء النزاع فى أوكرانيا عام 2014. وقد فرضت بروكسل بالفعل عقوبات إقتصادية كبيرة على موسكو، تمّ تشديدها على خلفية الصراع فى أوكرانيا وفى أعقاب إسقاط رحلة طيران ماليزية تحمل 298 شخصاً. ووفقا للتحقيقات تم إسقاطها من قبل الإنفصاليين المؤيدين لروسيا فوق شرق أوكرانيا. ولا تزال هذه العقوبات قائمة حتى اللحظة.

وفى ذات القمة منح قادة الإتحاد الأوروبى الضوء الأخضر للمفوضية الأوروبية لإقتراح حزمة تمويل جديدة رسمياً لتوسيع نطاق إتفاق الهجرة بين الإتحاد الأوروبى وتركيا الذى يعود لعام 2016 – وهو عنصر رئيسى يدفع به التكتل لكبح تدفقات المهاجرين الذين يسعون الى الوصول الى أوروبا.
وأشارت وثيقة أولية إطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الى أن أنقرة يمكن أن تحصل على 3 مليارات يورو (3,6 مليار دولار) حتى عام 2004. وكانت قيمة الحزمة الأولى من التمويل فى إتفاق عام 2016 تبلغ 6 مليارات يورو (7,2 مليار دولار) تم صرف 4 مليارات يورو منها. وتستضيف تركيا ملايين اللآجئين، بما فى ذلك 3,7 مليون من سوريا التى مزقتها الحرب وفقا لأرقام المفوضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *