الوصية عند الموت
الوصية عند الموت
بقلم :شيرين محمود عبد العزيز خلف
يتبادر لذهن كتير من الناس أن الوصية عند الموت لا تكون إلا بالمال وتقسيم الميراث من عقارات وممتلكات وذلك للتكالب علي الدنيا ةوما بها من إغواء وينسي الكثير الوصية بالدين ومكارم الأخلاق.
فبماذا أوصي يعقوب أولاده عند موته ؟
وبماذا سألهم عند قرب حضور أجله ؟
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنۢ بَعْدِى قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ إِلَٰهًا وَٰحِدًا وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ)البقره (١٣٣)
سألهم عن عبادتهم بعد موته ليطمئن قلبه وليتأكد من اتباعهم لدينه والثبات والرسوخ وعدم الانحراف .
فما بالنا بعصر الانفتاح وعدم الوعي الديني وافتقاد الهوية خاصة وهذا النشيء متروك أمام الشاشات بدون رقابة ووعي لما يشاهدوه أو يسمعوه أو ما يبث في عقولهم من أفكار مغلوطة ومسمومة تصل بالبعض لدرجة الإلحاد. بالإضافة إلي غياب القدوة أيضا وتهميش الدين في المدارس . أليس هذا أدعي بالوصية والتوعية في كل وقت وحين بدون كلل أو ملل . لكي لا يكونوا ممن قال الله فيهم
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩]
ولنتذكر أن الله تعالي أمرنا بالتقوي والقول السديد عند الخوف من الموت وترك الذرية
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )(النساء ٩)
فلا يندم الإنسان علي عدم الإكثار من المال أو الممتلكات من أجل أولاده بل يكون الندم علي عدمى فعل الصالحات
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (المؤمنون١٠٠/٩٩)
كما يندم الإنسان علي عدم إخراج الصدقة
(وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) (المنافقون ١٠)
وبماذا كانت وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع هل بالغنى أو خشية الفقر ؟
هل كانت بالفتوحات والغزوات ؟
كلا لم تكن بأي من هذا بل كانت بالتقوي وحرمة الدماء والأعراض وبالصلاة والنساء فأين نحن اليوم من وصية رسول الله؟ وماذا حققنا من مقاصده ا ومن تشريعات الدين وما حثنا عليه من أحكام تشمل كافة نواحي الحياة ؟
فكان للإسلام السبق في وضع مواثيق حقوق الإنسان والمساواة .وتنظيم جوانب الحياة . فنظم الحياة الإقتصادية بتحريم الربا والسرقة وبيان طرق الكسب المشروعة . والحياة الاجتماعية ببيان حقوق المرأة ورفع مكانتها ودورها في المجتمع . والحياة السياسية بحفظ الحدود وعدم التعدي وحفظ الأموال و الحث علي العمل وعدم الاتكالية من أجل النهوض بالمجتمع وعلو المكانة
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. )(المائده ٣)