خطبة نادرة للشعراوى من علي جبل عرفات تعود لعام 1976.

كتبت:وفاءالبسيوني

قال الإمام الراحل فى الخطبة النادرة: “بسم الله ولا يستعان إلا به ، والحمد لله ولا حمد إلا له ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أذن الخير التي استقبلت آخر إرسال السماء لهدي الأرض ، ولسان الصدق الذي بلغ عن الحق مراده من الخلق.

« لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك » شعار هذا اليوم ، ونشيد هذه الساحة وترداد هذا الركن لبيك اللهم لبيك ، ومن أولى بالتلبية منك يا رب العالمين،

وقد خلقت الخلق بقدرتك ، وأمددتهم بقيوميتك ، وأنعمت عليهم بدينك فلا لبيك إلا لك، تنادى الأوطان ، وأنت تدعو فأنت أولى بلبيك، وتمسك الأهل وأنت تدعو فلا يكون إلا لبيك، ويدعو المال والولد إلى أن يظل الإنسان حبيسهم، ولكن لا لبيك إلا لك سبحانك، ولا تقال إلا لك، لمن هذا الزحام والاحتشاد؟!

لمن هذه الكثرة الهائلة التي انصهرت فيها الأجناس وذاب البياض فيها وذاب السواد؟!

ولمن هذه الحشود التي تجتمع على هتاف واحد «لبيك اللهم لبيك»؟ !.

تسود فيه لغة القرآن، ولا تكاد دعوة إبراهيم حين أذن بالحج لبّاها عباد مخلصون مؤمنون قال الله: أذن فأذن، فكان الإعجاز الخالد في الدنيا، أن يكون مصداقًا لقوله: «يأتوك»،

سبحانك يا رب خصصت هذا الركن العظيم من حج بيتك ، والوقوف في ساحة رحمتك بما لم تميز به ركنًا من الأركان، خصصته بشيء حكمت فيه بما يكون إلى أن تقوم الساعة،

كلفت بالصلاة، وكلفت بالزكاة، وكلفت بالصيام، وتركت العبيد أخيارًا فيما يختارون من طاعة تقربهم إليك أو ابتعاد يبعدهم عنك، ولكنك سبحانك حكمت في هذا الركن،

أنه لا يكون حين يؤذن بالحج إلا أن يأتي القوم رجالا وركبانًا من كل فج عميق، ومصداق ذلك، هذه الظاهرة العجيبة في دنيا الناس، نرى انصرافا عن منهج الله في تكاليفه ،

ونرى احتيالا على أن يتخلص الناس من عبودية التكاليف في مسائل الدين ولكن حين نراهم في كل هذا نراهم يحرصون على هذا الركن ويزدادون عليه إقبالا يضيق به كل توسع ولا يمكن أن يؤويه أي نظام.

اللهم إنك قد قلت” وأذن “فأذن وقلت “يأتوك ” فأتى القوم من كل فج عميق “ سبحانك يا ربي حين تريد أن يكون لا يكون هناك رادّ لما تريد أن يكون، سبحانك يا ربى ، وما أصدقَ لهجة عبادك جميعًا حين يقولون : «لبيك اللهم لبيك»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *