رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن العدل أساس الملك

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن العدل أساس الملك
بقلم \ المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أن العدل أساس الملك والأمن والإستقررفحيث إنتشرت العدالة ولم يكن هناك ظلم من كبير إلى صغير أومن مسئول أو ولى الأمر لابد أن يستقر العمل, ولابد أن تستقر الحياة بالعدل.
أما في جو الظلم, فلا يكون هناك أمن ولا استقرار, فتري المظلوم متبرما من العمل, ومن القائمين عليه ولا تري تعاونا بين العاملين الذين يشعرون بالظلم, فنهاية الظلم وخيمة, وعاقبته أليمة, وقد وضح الله تعالي أن الأمن والاستقرار للمؤمنين الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم, فقال جل شأنه:( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
ولقد طبق الرسول صلوات الله وسلامه عليه العدالة علي نفسه عندما طالبه أحد أحياء يهود بدين لم يأت موعده بعد فاشتد واحتد في الطلب مما أثار حفيظة سيدنا عمر رضي الله عنه فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: لا يا عمر أنا وهو أولي منك بغير ذلك تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التقاضي.
وفي ظل الحياة العادلة تري الجميع آمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولننظر الي حياة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وقد طبق العدل في أسمي معانيه, ها هو ذا يأتيه رسول كسري بالمدينة فلم يجد له قصرا ولا بيتا متميزا عن سائر الرعية ويراه نائما أمام بيته, فدهش وقال قولته المشهورة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر, إن الذين يعدلون فيما ولا هم الله تعالي هم الذين يجعلون من سلوكهم سببا لنشر الأمن والاستقرار في الأرض. والعدل مطلوب في العمل الإداري كما هو مطلوب في كل قول وفي كل عمل آخر, فهو مطلوب في القول: وإذا قلتم فاعدلوا, وهو مطلوب في الحكم: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.
وهو مطلوب في الاختيار وملء الأماكن بالكفاءات حتي لا تعصف الأهواء البشرية والرغبات الخاصة بأهل الجدارة والاستحقاق ففي الحديث من استعمل رجلا علي عصابة وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين إن العدالة في الحكم والإدارة, من أهم الأسس التي ينجح بها العمل الإداري, ويستتب بها الأمن والطمأنينة والاستقرار.
التحذير من استغلال الجاه والنفوذ:
إن العمل الإداري الناجح, هو الذي يقوم المسئولون به دون أن يتميزوا علي سائر الناس, بل يكونون قدوة لغيرهم في عدم التمييز, وفي عدم استغلال الجاه أو النفوذ, ولقد ضرب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أروع الأمثلة في ذلك, فمع أنه أشرف المرسلين وخير خلق الله إلا أنه كان لا يحب أن يميز نفسه علي أحد من المسلمين ففي واقعة ذبح الشاه التي قال بعض أصحابه فيها أنا علي ذبحها, وقال الآخر وأنا علي سلخها, وقال الثالث وأنا علي طبخها, قال عليه الصلاة والسلام: وأنا علي جمع الحطب فلما قالوا له كلنا يكفيك هذا يا رسول الله؟ قال: علمت ذلك, ولكني أكره أن أتميز عليكم.
الرجوع إلي الحق:
الرجوع إلي الحق, من أهم أسس العمل الإداري الناجح, وهو خير من التمادي في الباطل وخير من الاستمرار علي الخطأ أو ما ليس بمفيد…
وكثير من المسئولين يتعرضون لكثير من المواقف التي يتخذون فيها قرارا, أو يصدرون فيها بعض التوجيهات للذين يعملون معهم, ثم يتبين للذين معهم أن الأفضل هو إلغاء القرار أو إيقاف تلك التوجيهات لمجافاتها للحق أو لبعدها عن الصواب, أو إن غيرها أفضل منها للعمل وللصالح العام… وكثير من الموفقين للحق من يدركون ذلك فيرجعون للحق ويرون أن الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل, فلا يرون حرجا أن يرجعوا عن قراراتهم أو توجيهاتهم, ولا يتبرمون من ذلك ما دامت المصلحة العامة تقتضي ذلك, وكلنا بشر, وليس فينا أحد معصوم.
ورع المسئول وحفاظه علي المال العام:
فليس هذا المال ملكا للحكومة كما يزعم البعض, فإن الحكومة شخصيات مؤقتة لهم آجال معينة وهم أمناء علي المصالح العامة والأموال العامة ولا يملكون هذا المال, بل هم أمناء عليه, أما ملكية المال العام فهي للدولة كلها, ولكل فرد حق فيه فمن اعتدي عليه كان معتديا علي حق الدولة كلها أفراد أو جماعات, وكان المفرط في إهداره أو ضياعه مرتكبا لأكبر الذنوب وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة علي ذلك فيأخذ الثمرة التي يجدها علي الأرض في بيته ساقطة ليأكلها, ثم يعود فيلفظها ويقول: أخشي أن تكون من مال الصدقة. وناهض عليه الصلاة والسلام بعض المحاولات لإهدار المال العام في مهدها, عندما جمع ابن اللتبية مال الصدقة, وخص نفسه بما أهدي له وجاء يقول هذا لكم وهذا هدية أهديت لي, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هلا جلس في بيت أبيه وأمه فيري إن كان يهدي إليه أم لا ؟
النقاء الإداري وعدم الإصغاء للمتسلقين:
وأعني به أن يكون الرئيس والمرءوس في العلم يعيشان في جو نقي, صاف من الأكدار ومن القيل والقال, فلا يحاول المرءوس أن يتسلق عن طريق نقل الكلام وهدم الآخرين والتسلق علي أنقاضهم ورميهم بالنقائض وكتابة التقارير المظلمة والشكاوي المتعسفة والظالمة.
ولا يحاول المسئول أن يفتح بابه لبطانة السوء التي لا يهمها إلا المصلحة الخاصة, ولا يكون رجلا أذنا يسمع, كل ما يقال, ويصدق كل ما يسمع وأن يعلم أن من نم له نم عليه. وقد وجه الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلي سد منافذ القيل والقال وحذر أن يبلغه أحد عن أحد شيئا, فقال عليه الصلاة والسلام: لا يبلغني أحد عن أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر.

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *