رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بقلم \  المفكر العربى الدكتور خالد محمو عبد القوي د عبد اللطيف
مؤسس  ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة إلى عدنان.
كنيته:
أبو الحسن والحسين وابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وقد آخا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بينه وبينه.
لقبه:
أبو تراب، وهذا اللقب هو أحب ما يُدعى به؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- هو القائل له بهذا، حيث جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى بيته يبحث عنه فلم يجده إلا في المسجد نائمًا متمعكًا في التراب، فقال: “قم أبا تراب! قم أبا تراب!”. رواه البخاري في صحيحه.
مولده:
ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح.
إسلامه:
هو أول من أسلم من الصبيان، كما أن أبا بكر هو أول من أسلم من الرجال، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن الستة أصحاب الشورى، وقد لازم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- منذ صغره ومنذ أسلم، وهو رابع الخلفاء الراشدين باتفاق المسلمين من الصحابة والتابعين إلى يوم الدين.
قال الإمام أحمد: “من لم يربع بعلي – رضي الله عنه- في الخلافة؛ فهو أضل من حمار أهله”.
وشهد مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها وجميع الغزوات؛ إلا غزوة تبوك، فقد خلفه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على أهله وعياله.
وهو زوج الطاهرة البتول فاطمة بنت محمد الرسول – صلى الله عليه وسلم-، سيد نساء أهل الجنة، تزوجها في السنة الثانية من الهجرة.
أوصافه الخلقية:
كان علي رضي الله عنه رجلاً آدم، شديد الأدمة، أشكل العينين، عظيم اللحية، كثير شعر الصدر، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشي على الأرض، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم.
أوصافه الخلقية:
قد وصفه “ضرار الصدائي” حينما طلب منه معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه، فقال له: “صف لي عليًا، قال فيما وصفه: كان والله علي بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلًا، ويحكم عدلًا يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكم من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، كثير البكاء والعبرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا؛ يجيبنا إذا سألناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييئس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضًا على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا! غُري غيري، إلي تعرضت أم إلي تشوقت؟! هيهات هيهات، وقد طلقتك ثلاثًا لا رجعة لي فيك. قال معاوية: رحمة الله عليك يا أبا الحسن، والله؛ إنه لكذلك؛ فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح وحيدها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها”.
ما روي في ترشيح أمير المؤمنين علي في الخلافة ومبايعته:
لما قتل عثمان – رضي الله عنه؛ ثارت الفتن والزعازع، وأظلمت أرجاء المدينة، وعظمت المصيبة على المسلمين، وضاقت المدينة برجال الثوار، وبقي المسلمون أيامًا بدون إمام يرجع إليه في أمور المسلمين، وأخذ الثوار يلتمسون خليفة وفيمن يصلح وفيمن يلتزم، فطلب المصريون عليًا؛ فاختبأ عنهم. والبصريون وأهل الكوفة طلبوا من الزبير أن يكون خليفة؛ فأبى. وطلبوا من طلحة بن عبيد الله؛ فأبى ورفض. وأرادوا عبد الله بن عمر بن الخطاب وقالوا: أنت ابن أمير المؤمنين عمر، فأنت أحق بهذا الأمر من غيرك، فقال: والله؛ لا أتعرض لهذا الأمر التمسوا غيري.
وأتى عليًا – رضي الله عنه – كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وألحوا وقالوا: يا أبا الحسن! لا نجد اليوم أحدًا أحق بهذا الأمر ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- منك. فقال رضي الله عنه: لا يكون هذا من قبل الثوار، ولا يكون إلا عن طريق أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار، أهل السابقة والفضل، ولا يكون إلا في المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفية.
فاجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد، فتمت المبايعة منهم وممن حضر في المدينة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه، فصار خليفة من الخلفاء الراشدين باتفاق المسلمين، ولم يتخلف عن مبايعته إلا معاوية وأهل الشام، فأخذت له البيعة في جميع الآفاق من بلدان المسلمين عدا أهل الشام، ولكنه تولى الخلافة – رضي الله عنه – والأمور مضطربة بعد مقتل الشهيد عثمان – رضي الله عنه.
ولهذا يقول الأستاذ “سعيد الأفغاني”، وما أصدق ما قال! قال: “بويع علي بالخلافة، وإن الأمور لملتوية معتاصة، وإن كلمة الناس لمنتشرة وأهوائهم شتى”.
ولقد استقبل – رضي الله عنه – عهد خلافته بأيام سود وفتن كقطع الليل المظلم؛ فاقتحم الغمرات فلم يجد – رضي الله عنه – بين يوم بيعته ويوم مقتله ساعة خلا فيها من فتن تثار، وخوارج تنتقض عليه، ومشكلات تتوالد، وخصوم متكاثرة، فلا زال منذ تولى الخلافة في قلق واضطراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *