رمضان وتعريفاته

رمضان وتعريفاته

بقلم عاطف محمد
تعريف وتخفيف
يحاول الكل أن يجتهد أكثر لينال رضا المولى عز وجل فى شهر رمضان الكريم ، ولهذا كان تعريف التعريف لشهر التخفيف، ففي هذا المقال نضع أيدينا بقوة على تعريفات هامة ترتبط بشهر رمضان ؛ لنصل إلى سمو العبادة وننال ثواب شهر التخفيف عن الأمة ذلك الشهر الذى منحه الله لنا ليزد حسناتنا ويطهر أرواحنا وينقى أجسادنا ، نفعنا الله عز وجل بما نعرف .
رمضان وأصل الكلمة
تعيش الأمة الإسلامية فى العالم أجمع فى هذا الوقت تحديدًا أيام أعظم الشهور ألا وهو شهر رمضان الكريم ، وقد سمى بهذا الاسم اشتقاقًا من الفعل «رمَض» ويعنى شدة ارتفاع الحرارة ، وجاءت التسميةعند العرب الاوائل مع مصادفة شدة الحرارة فظل الاسم متطابقًا مع طبيعة الشهر وصار جوف الصائم رمِضًا عندما يشتد حره من شدة جوعه وشدة الجوع تلهب الحس والإحساس .
مسميات رمضان
يزخر الشهر الكريم بمسميات عدة منها:
شهر الله ، شهر الصبر، شهر الصيام ،شهر القيام ، شهر الإسلام ، شهر الغفران، شهر نزول القرآن ، شهر التمحيص ، شهر الطهور ، شهر ربيع الفقراء.
تعريفات رمضانية
يزدان شهر رمضان بتعريفات اصطلاحية رمضانية سامية الأجر رفيعة الثواب ترغبها النفوس وتهوى إليها الأرواح مثل :
القرآن الكريم
يعد القرآن الكريم من أهم الكلمات التي تسمعها الأذن بكثرة، فالكل يقرأ أو يحفظ أو يرتل أو يتلو أو يفسر أو يبحث عن معانٍ فيصل بالبحث الحثيث إلى فضائل القرآن النفيس وأحكامه العادلة وأفكاره السامية ويستمتع بقصصه الملهمة التى تصلح الإتجاه وتهذب النفوس، فقراءة القرآن حياة نعيشها فى رمضان بكل احساس وشغف ، ولكن مااستغرب له توقف تلك المسيرة النورانية عند البعض ، و عدم استمرارا هذا الشغف لما بعد رمضان ( إلا من كان فى معية الله أكثر ).
قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1) سورة القدر
لقد تصور البعض أن قراءة القرآن فعل مرتبط برمضان فقط ، كأنه فعل اعد للمناسبات فقط مع أن القرآن يحلو فى كل وقت وفى كل مكان ، فهو كلامك مع الله عز وجل فمن أراد أن يفتح حديثًا راقيًا لنفسه مع الله فليقرأ قرآنه الكريم، فالقرآن خيرك الدائم فى الدنيا والآخرة .
ومصداقًا لذلك قول الله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف
مما يعنى أنه مستمر معنا وليس لرمضان فقط وعلينا هنا أن نعيد الحسابات ونقدر قيمة الهبات لنفوز برضا الله غافر الذنوب و الزلات
أجر تلاوة القرآن الكريم يوميًا في رمضان
لقارئ القرآن عن كل حرف عشر حسنات: لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ»،
حديثُ حسن.
ختم القرآن
يعد ختم القرآن الكريم من أهم الأعمال المستحبة فى رمضان وغيره من شهور السنة بالطبع ، وإن كان برمضان أفضل لمزية الزمان وطاعتنا تعظم بحسب زمانها ومكانها، وقد جاء في المبدع في شرح المقنع، في فضل قراءة القرآن في رمضان: وَيُسَنُّ لَهُ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَكَانَ مَالِكٌ يَتْرُكُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ ‌فِي شَهْرِ ‌رَمَضَانَ، وَيُقْبِلُ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقْرَأُ سِتِّينَ ‌خَتْمَةً.
ليس بدعة
وختم القرآن ليس من البدع فزيادة الطاعات خير ، فقد كان رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يخص شهر رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من شهور السنة ، ويكثر فيه من أنواع العبادات، فكان المَلَك جبريل يدارسه القرآن في رمضان.
ففي الصحيحين عن فاطمة -رضي الله عنها- وصلى الله وسلم على أبيها، قالت: أسرَّ إلي -تعني( أن أباها حدثها سراً) فقال لها- إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب.
ويتضح من هذا أن المعارضة كانت تتم مرة واحدة في السنة، وفي آخر حياته عارضه مرتين، وفي حديث آخر أن ذلك كان في رمضان وفي كل ليلة منه. ففي مسند أحمد عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل كل ليلة يدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة.
الصيام
الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة والتي لا يكتمل إسلام المرء إلا بها، فقد فرضه الله عز وجل على المسلمين أجمعين، كما فرض على من سبقهم من الأمم. أياماً معدوداتٍ يمتنع فيه المسلم عن جميع المفطرات المادية والمعنوية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله تبارك وتعالى، فهو من أعظم الطاعات التي يُتقرَّب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويثاب المسلم عليه ثواباً لا حدود له، وبه تغفر الذنوب، وبه يقي الله العبد من النار، وبه يستحق العبد دخول الجنان من باب خاص أُعدَّ خصيصـا للصائمين، وبه يفرح العبد عند فطره فرحًا شديدًا وعند لقاء ربه فرح أكبر .
يعد الصيام من المنح الربانية التى تحمل الكثير من الأجر والفضل وقد عظم رمضان لذكر العظيم له وأوضح لنا قيمة الصيام ؛ فهو تطهير للنفس من آثامها والقلوب من شهواتها والجسم من سمومه، كما أنها أعظم عملية تربية تزكينا لرضا الله عنا فالله هو الذى يجزي عباده لصيام رمضان كما يمنحنا الله عز وجل منحة أخرى بصيام الأيام الستة من شهر شوال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )صحيح مسلم
ثواب الصيام
جاء في الحديث الشريف : «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ما شاء الله، يقول الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان ،فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
قيام الليل
لقيام الليل سحر يفوق أى بهجة في الحياة فهو همس إنسانى لرب العالمين، مناجاة يطرح فيها كل مسلم عن كاهله ما ينغص عليه حياته ويهيىء نفسه للقاء رب العالمين ، وهنا ندعو الجميع إلى ركعة (وتر )فقط تستمر طوال حياتك تصبح بركة وخير فى حياتك يتضاعف أجرها فى كل بيت ويزاد فضلها ما حييت ،و قيام الليل من السنن التي تتأكد في رمضان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم من
حديث أبي هريرة
أما عن وقت صلاة قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة إلى قبل صلاة الفجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زادكم صلاة ، وهي الوتر ، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر “
ويفضل أن تكون الصلاة في آخر الليل لمن تيسر له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : ” من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل “
وإذا كانت المفاضلة بين الصلاة أول الليل مع الجماعة ، وبين الصلاة آخر الليل منفرداً ، فالصلاة مع الجماعة أفضل ، لأنه يحسب له قيام ليلة تامة .
الإنفاق والزكاة
وهبنا الله منة الإنفاق فى سبيله ما بين صدقة وزكاة، حتى نخلص النفس من شحها ومن طمعها فى الحياة، ونقتدي بحبيب الرحمن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، فقد كان فى جوده خير من الريح المرسلة ، ولهذا علينا أن نعي لنتعلم المحبة بكل صورها للفقراء خاصة و للناس أجمعين .
ولكن الأجمل أن نطبق هذا العطاء بعد رمضان ولا نحرم أنفسنا من خير الأجر والثواب .
فضل أداء الزكاة:
من حافظ على الصلاة والزكاة أمن الخوف في الآخرة فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
ولأن الزكاة فعل عظيم فأجرها عند الله العظيم:قال تعالى: ﴿ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾
كما أن الزكاة والصدقات تطهر المال وتزكي النفس:قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
بالإضافة إلى أن الزكاة رحمة الله تحل بالمتقين والمؤدين الزكاة:قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾
الدعاء
يعد الدعاء قلب العبادة ولبها وخير أيام الدعاء شهر رمضان وخصوصًا عند افطارك ففيه يحلو الدعاء ويستجاب دعاء الصائم الحق لرب العالمين الذى يسجيب لمن يدعوه بحق .
اجتهادنا فوز لنا
علينا أن نجدد العهد مع الله بداية من رمضان ونعمد للطاعات قبل الفوات قبل أن تضيع الفرصة ونندم على ما ضاع منا وعلينا جميعا أن نغتنم رمضان ونجعل حياتنا كلها رمضان قدر المستطاع .
وفى النهاية
اللهم تقبل منا كل عمل وفعل يرضيك عنا
ويقربنا من ذاتك العلية، ويُكتب كل فعل وعمل فى كتاب حسناتنا، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *