عليكم بالطائفة الصالحة بقلم / محمـــد الدكـــروري

عليكم بالطائفة الصالحة بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه صلوات ربي وسلامه عليه ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل، فعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال ” أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء” رواه أبو داود، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أفلا أكون عبدا شكورا ” رواه البخاري.
وفيما بلغنا من تراحم أصحابه رضوان الله عليهم ما يكفي لتجسيد القدوة الحسنة للمجتمع المسلم، ثم إن كل عصر من العصور من بعدهم لا يخلو من وجود طائفة من أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تصلح لأن تكون قدوة حسنة، قَلت هذه الطائفة أو كثرت، فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ” وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ” وروى البخاري ومسلم عن معاوية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك “
فلا يخلو عصر من عصور الأمة المحمدية من طائفة صالحة، تصلح لأن تكون في عصرها قدوة حسنة للأفراد، وقد قام أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدور كبير في هذا المجال، فكان كل واحد منهم مدرسة فاضلة بالأخلاق الحسنة، والخصال الحميدة، فوجب علينا الاقتداء بهم لذا كان حريّا بنا أن نتمثل أخلاق نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم وصحبه البررة، وأن تكون أخلاقهم نبراسا لنا نهتدي به إلى الخير والفلاح لبناء مجتمع قوي متماسك يقوم على المحبة والسلام والتعاون، وحب الإنسان لأخيه الإنسان، ونبذ المنكرات وفعل الواجبات، وكفانا فخرا أن يوضع اسم نبينا صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة المائة الأوائل في التاريخ في أحد الكتب التي تم تاليفها حديثا مع أن مؤلفه ليس مسلما وكفانا أن نرى عشرات المستشرقين والباحثين الأجانب.
يدرسون الإسلام بروية وإمعان، ويبدون إعجابهم بشخصية محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الفاضلة، وأخلاق صحبه الكرام البررة، فها هو برناردشو وهو الكاتب الأيرلندي يرى في محمد صلى الله عليه وسلم منقذا للبشرية المعاصرة لو كان موجودا، فيقول “لو كان محمد موجودا لكان حل مشكلات العالم المعاصر المُعقدة” وإضافة لكل ذلك يجب أن نربي أطفالنا على الابتعاد عن التقليد الأعمى، والانجراف خلف تيار الصراعات الآتية إلينا عبر وسائل الإعلام، والتي تكون غريبة عن مجتمعاتنا، ويكون هدفها تخريب عقول أبنائنا لإخراجها من إطارها السليم وذلك بهدف القضاء على أهم لبنات البناء في المجتمع، كما يجب أن نزيد من توعية أولادنا وأن نجعلهم يدركون أن تقليد الأجنبي الذي لا يردعه وازع ديني أو خلقي.
والاقتداء به يؤدي إلى نتيجة وخيمة وكارثة مدمرة تؤدي بالمجتمع بأسره وتجرّه إلى حالة الضعف والوهن والضمور، وتكون النتيجة النهائية غياب العقل والسقوط في مهاوي الرذيلة والجهل والانحطاط، والانقياد للغرائز البهيمية التي يكمن فيها الموت الأكيد والشقاء المُحتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *