فى طريق النبوه ومع نبى الله لوط عليه السلام

بقلم / محمـــــد الدكـــــرورى

نبى الله لوط بن هاران بن تارح عليه السلام ، واحد من الرسل والأنبياء الأكارم الذين جاء ذِكرهم في القرآن الكريم، وهو ابن أخ خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، وقد بُعث نبيّ الله لوط في زمن إبراهيم عليهما السلام ، وكان أبيض الوجه جميلًا، له أنف صغير ودقيق، وأصابعه طويلة، وأذناه صغيرتان، وقد كان ضاحك الوجه .

وكان عليه السلام ، يمتلك من الحكمة والرزانة الكثير ، ولوطٌ من الأسماء الأعجمية أي أنه ليس باسمٍ عربي ، أي أن اسمه عليه السلام ، غير مشتق من كلمة اللواط أى الفاحشة المنافية للفِطرة والمعروفة بالشذوذ الجنسي ، فأسماء الأنبياء ذات تكريمٍ كأشخاصهم عليهم السلام .

وقد آمن لوط برسالة عمه إبراهيم عليهما السلام ، وصدقه بكل ما جاء به من عند الله تعالى وهاجر معه من العراق في جميع رحلاته وأسفاره حتى نزل عليه الوحي من الله لدعوة أهل سدوم من أرض الأردن للإيمان بالله تعالى وترك فِعل الفواحش التي لم يسبقهم إلى فعلها أحد من العالمين .

وقد جوبهت دعوته عليه السلام ، بالرفض الشديد من أهل سدوم وأصدروا حكمًا عليه بإلإجماع بطرده وأهله من المدينة بعد أن دعاهم وجاهدهم جهادًا كبيرا كي يثوبوا إلى رشدهم ويُقلعوا عن فِعل الفواحش التي تتنافى مع الأخلاق والفِطرة السوية ، فكانت نتيجة دعوته إيمان أهل بيته فقط باستنثناء زوجته التي استحبت الكفر على الإيمان .

وهنالك دعا نبيهم لوط عليه السلام ، طالبًا النصر من الله بعد أن يئس من إيمانهم واستقامة حالهم، فاستجاب الله لطلبه وأوقع بهم العذاب الأليم وترك مسكنهم عبرةً ليوم الدِّين ، وقوم لوط هو الاسم الإسلامي الذي عُرف فيه سكان مدينة سدوم وعمورة وما حولهما في جنوب الأردن ، وهم الذين وقع عليهم العذاب الإلهي ، وإذ لم ينج من هذا العذاب سوى نبيهم لوط عليه السلام واهل بيته باستثناء زوجته التي لحِقت بقومها .

وقد أرسل الله عز وجل ، إليهم لوط بن هاران عليه السلام ، لدعوتهم إلى الإيمان وترك الفواحش التي اشتهروا بها ، إذ كانوا يقطعون الطريق ويتواصون بالإثم والعدوان والفجور والخيانة ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكرٍ بالإضافة إلى الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحدٌ ألا وهي إتيان الذكور شهوةً من دون النساء والمعروفة باسم اللواط أو الشذوذ الجنسي لدى الرجال والتي استحقوا عليها العذاب حين أصروا على ارتكابها .

وكان قوم لوط أشد الناس قبحًا وفعلًا للفواحش والسيئات، فقد كانوا يفعلون المنكرات في تجمعاتهم ونواديهم، وقد قاموا بفعل فاحشة لم يفعلها أحد من قبلهم وهي أنهم يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، وهذا ما يسمى باللواط الذي كانوا يقومون به جهارًا أمام الجميع دون خجل أو خوف .

أمّا بداية فعل اللواط عندهم فقد كانت عندما تميزت بلادهم بالخصوبة والخير الكثير، وكان الكثير من الناس يأتون إليها للحصول على بعض الخيرات والثمار، ولكنهم كانوا يقطعون عليهم الطريق ويؤذونهم، إلى أن جاءهم إبليس لعنه الله على شكل إنسان، وعندما أرادوا أن يؤذوه طلب منهم أن يمارسوا الفاحشة معه، فوافقوا على ذلك ثم تعودوا على هذا الفعل الشنيع .

وأصبحوا يفعلونه مع كل الرجال الذين يأتون نحو قراهم، وما لبث أن انتشر فعلهم انتشارًا كبيرًا، وعندما علم نبى الله لوط عليه السلام ، بهذه الأفعال الدنيئة طلب منهم أن يتوقفوا عن ذلك، وحاول أن يردهم إلى دين الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم استكبروا وأصروا على الفواحش .

وعلى الرغم من توعده لهم بعذاب شديد من الله سبحانه وتعالى إلا أنه لم يؤمن أحد منهم وزادوا في فعلهم وتمادوا أكثر وأكثر، ولكنه في نهاية المطاف يئس منهم فطلب من ربه أن ينزل عليهم العذاب، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم العذاب وأهلكهم ونجّى سيدنا لوط عليه السلام وأهله .

وكان لقوم لوط أفعال وصفات فكانت من صفات قوم لوط ، هوالتصفير ، فكان قوم لوط الملعونون يقمون بالتصفير علي بعضهم ، لكي يقمو بفعل الشذوذ الجنسي فكان يصفر الرجل لرجل أخر ، لكي يأخذه يمارس الشذوذ معه او العكس تصفر بنت علي بنت ، أخري مثلها لكي تعرفها انها تريد ان تمارس السحاق معها .

وكانت الصفه الثانيه وهى ، فتح صدر القميص ، فكانت صفة من صفات قوم لوط ، وكانت الصفة الثالثة ، وهى الوقوف علي النواصي ، فكان عادة يومية لقوم لوط لكي يتعرفوا ، ويعاكسو ويتغازلو علي بعض فيها وغير انها عادة من قوم لوط .

وقال الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ، انها عادة غير محببه لأنك بالوقفة علي النواصي لن تغض بصرك ولن تغض سمعك وهذا تاخذ عليه سيئات ، وهذا الموضوع فيه تحذير شبابنا المسلم من فعل هذه الصفات لكي لا يكونو مع قوم لوط في جهنم .

وجاءت الملائكة إلى سيدنا لوط عليه السلام لتنبيهه للخروج من القرية هو وأهله الذين آمنوا معه باستثناء زوجته التي لم تؤمن معهم ليلًا قبل وقوع العذاب في الصباح وألا ينظروا إلى الخلف أبدًا عند خروجهم من القرية.

فاتجه الملائكة إلى قرية سدوم التي يسكن فيها قوم لوط وجاءوا بصورة شبان جميلان في الشكل والمنظر وهو اختبار من الله سبحانه وتعالى لهم ، وإقامة الحجة عليهم ، وعندما وصلوا القرية في الظهيره جاءوا إلى نبي الله لوط ، ودخلوا عليه في صورة شابان جميلان تشرق وجوههم بالنضارة والشباب .

ولم يخبروه بحقيقتهم ، فظن نبي الله لوط أنهم ضيوف جاءو لزيارته فرحب بهم وخاف عليهم عندما جاءوا في وقت الظهيرة ، من أولئك المجرمين وخشي أن يكون أحد راءهم فيذهب ويخبر قومه وقال في قوله تعالى : ( ولما جاءت رسلنا لوطاً سىءَ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يومٌ عصيب ) سورة هود .

أي يوم شديد بلاؤه وخاف من نفوس قومه ، وحدث ما كان يخاف منه ، فذهبت زوجة سيدنا لوط إلى القوم تخبرهم بوجود شابان جميلان الشكل (الذين هم ملائكة) باستضافة سيدنا لوط، فطلب القوم من سيدنا لوط أن يأتي بهم ليفعلوا فيهم الفاحشة، لكن سيدنا لوط عليه السلام رفض ذلك، وأمرهم بإتيان النساء بدلًا من الرجال.

وأخذ نبي الله لوط يتناقش مع قومه بالحسنى لعله يبتعدون ودعاهم بأن يتزوجوا من بنات القرية ، وأن يكتفوا بنسائهم دون الإعتداء على أحد ، ولكن قومه رفضوا نصيحته ، وصارحوه بغرضهم السيء من غير استحياء ولا خجل وقالوا له: أنهم ليسوا في حاجة الى بنات القرية .

وأخبروه أنهم لا يرغبون الا في أولئك الشبان الحسان الذين هم في بيتته ضيوفاً ، عند ذلك ازداد همه وغضبه عليه السلام وتمنى أن لو كان عنده القوه لمنعهم أو قوم ينصروه ويدافعون عنه .

ويقول الله عز وجل ( ولمَّا جاء رسلنا لوطًا سِىء بهم وضاق بهم ذرعًا وقال هذا يومٌ عصيب* وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنَّ أطهر لكم فاتقوا الله ولا تُخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رشيد* قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانَّك لتعلم ما نريد* قال لو أنَّ لي بكم قوةً أو ءاوي الى ركن شديد ) سورة هود .

فأخبروه بأنهم ملائكة لا يستطيع قومه الوصول إليهم وأمروه بالخروج وأهله من المدينة التي سيحل عليها غضب الله في الصباح ، وأمروه أن يسري بأهله من آخر الليل، وأن يتبع أدبارهم، أي: يكون سَاقةً لأهله، ولا يلتفت منكم أحد أي: إذا سمعت ما نزل بهم، ولا تهولنكم تلك الأصوات المزعجة، ولكن استمروا ذاهبين كما أنتم .

وفي الصباح بدأ عذاب الله تعالى لهم فاقتلعت الملائكة القرية على رؤوسهم وقلبها الملك جبريل عليه السلام بجناحه فجعل عاليها سافلها، ثم أرسل الله تعالى عليهم صيحة من السماء وحجارة من سجيل منضود فلم يبق منهم أحد .

وأهلك الله سبحانه وتعالى زوجة نبي الله لوط مع الهالكين ، لانها لم تصدق كلام الله وكفرت به ، ولم تستجيب للوط وبقيت كافره في قوله تعالى (ضرب الله مثلًا للذين كفروا امرأتَ نوح وامرأتَ لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) سورة التحريم .

فقلب جبريل عليه السلام ، تلك المدينة وما حولها عاليها سافلها ثم أُمطروا بحجارةٍ من السماء حتى ماتوا جميعًا بعد أن غارت مساكنهم في الأرض وخرج الماء المالح جدًا والمعروف حاليًا باسم البحر الميت لتكون عبرة وعظة للناس جميعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *