فيروس كورنا كوفيد 19 وغضب الأرض على الإنسان ؟؟ أو إعادة توازن الحياة البيئية للأرض ؟

فيروس كورنا كوفيد 19 وغضب الأرض على الإنسان ؟؟ أو إعادة توازن الحياة البيئية للأرض ؟

كتبت / سليمة مليزي

شهدت الأرضُ منذ أكثر من ربع قرن تلوثاً وتدبدباً في التوازن الأيكولوجي ، بسبب الإنسان وما يخلفه من نفايات سامة تقضي على التوازن الطبيعي للأرض ،والقضاء على العديد من الحيوانات والحيتان في المحيطات ،
خاصة تلوث طبقة الأوزون والمحيطات التي أصبحت تئن في صمت, و مرجع ذلك في الغالب مادة البلاستيك هذه المادة التي لا تتأقلم مع الطبيعة ولا تتحلل في التربة وتبقى آلاف السنين ،
ناهيك عن الموت الذي يهدد الحيتان في المحيطات بسبب تناولها لهذه المادة القاتلة .. والكوارث الطبيعية التي أصبحت تهدد الكوكب المعجزة أو الكوكب الحي ، من فيضانات وزلازل وبراكين والحرائق التي فاقت في السنوات الأخيرة ذروتها ، وأصبحت تهدد حياة الكائنات الحية و بالخصوص الإنسان ،
الذي بدوره كان له الدور الكبير في تلوث البيئة ، من انبعاث غازات مميتة من المصانع وصنع الأسلحة الفتاكة التي تقضي على الأخضر واليابس ، والحرب البيولوجية التي أضحت تمارس بين الشعوب والدول المستفحلة في الأرض كأمريكا ،
والصين : الدولتان اللتان شهدتا مؤخراً صراعا كبيرا بسبب المنافسة الصناعية و من يكون الأقوى في الارض ؟؟؟ وما بين اتهامات بيولوجية بين الصين وامريكا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19،
الذي انتشر في العالم بشكل رهيب ، حيث ادعت امريكا أنه ( فيروس صيني) وما تروج له وسائل الاعلام في بيكين وموسكو، أنه فيروس وسلاح أمريكي لتدمير الصين؟ و هذا لخدمة أغراض اقتصادية دولية لا غير ،
الأمر الذي جعل العالم يتوق لمعرفة من المتسبب في افتعال هاته الكارثة الإنسانية التي راحت ضحيتها أرواح ليس لها أي ذنب ، وكادت أن تشن حرباً كلامية إعلامية بين الصين وامريكا ، لولا تفشي هذا الوباء بشكل سريع ..
وحسب خبراء علماء البيئة والبيولوجية فإن الأرض تدافع عن نفسها من أجل البقاء، بين المجموعة الشمسية ، وتقول الديانات السماوية، أن الله عز وجل هو من يرسل كل هذه الكوارث ليعلم الإنسان أن الأرض تركها له الله أمانة ليحافظ عليها ،
وجعله خليفة له عليها. وما هذه الكوارث إلا ليتقي الله ويعترف بأخطائه ويصلحها في سبيل حياة أفضل و استمراره عليها .
لكن الإنسان عثا في الأرض فسادا بسبب الاختراعات والتجارب البيولوجية التي أدت به الى تفشي الأوبئة القاتلة التي أصبحت تهدد الأرض وتهدده ..
. كوباء كورنا كوفيد 19 القاتل الذي ظهر نهاية ديسمبر 2010 ، والذي قتل الآلاف وحير العلماء في ايجاد حل له واستفحل البلدان يعبر القارات بدون جواز سفر ولا تأشيرة ولا حقيبة سفر ، حتى الدول المصنعة والمتطورة أركعها،
ودخل بيوت الجنيرالات والامراء والملوك ، والاغنياء ومشاهير السينما في هوليود فهددها، وأرعب أمريكا و أوروبا ، وزرع الرعب في كل رؤساء العالم ، وحير العلماء…
جرثومة صغيرة غيرت مجرى حياة الإنسان
، وعجز الطب على ايجاد دواء أو لقاح لها ، أو حتى الحد من انتشاره السريع… لم يمهل الدول العظمى للتصدي له ، وهناك من تهاون به ، ولم يكترث له … يقولوا علماء البيولوجيا ، أن فيروس كورنا كوفيد 19 ،
يتأقلم مع كل مناخ ومع كل البشر ويتماشى مع الإنسان أينما وجد في العالم ، لهذا انتشر بسرعة رهيبة عبر العالم ، هناك بعض الدول وخاصة الاوروبية ، استهانت به ولم تعمل له حساب ، فكانت النتيجة وخيمة حيث قتل الوباء الآلاف،
خاصة في ايطاليا واسبانيا وفرنسا ،وإيران ، والصين منبع الوباء التي أظهرت قدرتها الصين على مواجهة هذا الفيروس المميت ،
أما امريكا التي تعتبر الدولة الاقوى في العالم ، والتي تحكم العالم بقبضة من حديد ، لم تسلم من الانتشار الهائل والخطير لهذا الغول في صفوف شعبها، الذي يعتبر نفسه أنه هو الاقوى ولا أحد يهدده ، لكن هذا المجهول القادم من الصين العدو اللدود لأمريكا والمنافس القوي لها ، ها هو يقسم ظهرها، ويشوه مفاتنها..
فيروس ينتقل بسرعة البرق بين البشر ، حيث تجاوزت الإصابات والوفيات إلى حد لم يكن يتوقعه الرئيس دولاند ترامب ،
حتى إن الامريكيين تهافتوا على شراء الأسلحة ، خوفاً من تفاقم الوضع وحينها لم يجد المواطن الأمريكي ما يأكله ، لم يتخيل أن فيروسا سيتولد منه مخلوقات تشبه تلك التي مثلها شاهدها في سينما هوليود،
أو شاهدها على أنها أفلام من صنع الخيال العلمي .
لعل الحجر الصحي والبقاء في البيوت هو درسٌ للإنسان أن يعيد بناء نفسه بناءً صحيحاً كإنسان خُلقَ من تراب وإليه يعود ، وارسلهُ الله ليعيش في الأرض ويأكل من طيباتها الى حين ..؟ لكن أنانية الإنسان تجاوزت الحياة العادية ،
ها هي الأرض تعيد عافيتها بالتدريج ، توقفت كل المصانع التي تلوث الجوو تهدد طبقة الأوزون ، اغلقت المطارات وتوقفت عن التحليق في الجو وصفدت الحانات ، والملاهي الليلة ، وبيوت الدعارة ، والأنشطة الرياضية ، والثقافية ، واغلقت الدول حدودها ، وكل مظاهر العمل توقفت…
إلا الطبيعة لم يوقفها أحد ها هو الربيع حل ككل سنة، واستقبلته العصافير والحيوانات والكائنات الحية ، التي عاشت عبر آلاف السنين صديقة للطبيعة …
ها هو الانسان قابع في بيته إلى إشعار آخر ،
ها هي الارض تتنفس لتعيد ترتيب غشائها الفضائي ، وتمسح عن سمائها ثلوث صنعه الانسان ، كثيرا ما يقال أن معادن الناس تظهر عند الشدائد ، وقد كشف لنا فيروس كورنا المستجد ، الكثير من الأشياء التي كان الإنسان غافلا عنها ، كالتريث والتفكير مليا في الحياة التي يعيشها ، وهو يجري وراء لقمة العيش ،
ويقضي عز شبابه لاهثا وراء المجد وجمع المال ، وعندما يتقدم به العمر يندم على شبابه الذي لم يعيشه ، لذلك نجده يموت وهو يجري وراء تحقيق أحلامه والكثير منها لا يتحقق ..
فيروس كورنا المميت القاتل الصامت كشف أشياء كثيرة في الانسان ، من خلال الحجر الصحي في البيوت ، الشيء الوحيد الذي وجده نافعا له هي ثقافته التي اكتسبها من الحياة ، أو درسها والتي كانت تعتبر عند البعض لا قيمة لها مقابل المال ، حيث أصبح الفن والثقافة العزاء الوحيد الذي يخرجه من عزلته ،
ألا وهو الغناء والعزف من الشرفات وهذه الظاهرة بدأت أولا في ايطاليا وانتشرت في بقية دول العالم ، وكشف هذا الوباء عن سيمات ثقافية يمتاز بها كل بلد عن غيره ، وأعاد الى الواجهة أهمية التراث والتنوع الثقافي عند شعوب العالم. أما عند الشعوب العربية الإسلامية فالذي يفصل بين الليل والنهار هو الأذان ،
الذي يذكره بأن الله أقوى من كل سلطان ، وأرسل هذا الوباء للعالم لكي يذكره أن الأرض لها حق أن ترتاح من فسادك وتلوثك لها ، وأنها هي الام التي تعودون إليها ذات يوم ، ربما لو لم يرسل الله هذا الوباء لتنقية الأرض من البشر ،
لكانت ستحل بها كوارث لا يحمد عقباها …
لهذا :
اعد بناء نفسك أيها الإنسان قبل فوات الأوان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *