في خضم إنشغال الانسانية في هذا العالم بمواجهة وباء كورونا و في غياب جبهة عربية موحدة

الدكتورة فاطمة الزهراء شبيلي …

أكاديمية و باحثة من الجزائر

في خضم إنشغال الانسانية في هذا العالم بمواجهة وباء كورونا و في غياب جبهة عربية موحدة تمارس الضغط و كافة الخيارات الدبلوماسية والقانونية المتاحة و غياب المشروع العربي ، و الانسلاخ عن ثوابت الامة و التقارب و التطبيع مع الكيان الغاصب يأبي هذا الأخير إلا ان يكون نشازاً كما هو تاريخه ! و يقتنص الفرص و الظروف الإقليمية و الدولية لينقض و ينهش من جديد دون كلل أو ملل في جسمنا و أراضينا و حقنا !

إن اتفاق التحالف الجديد لحكومة الكيان الصهيوني التي تعتزم مطلع جويلية / 2020، ضم منطقة غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إلى سيادتها، بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة ! الأمر الذي قد يشكل مسمارا أخيرا في نعش عملية التسوية السياسية ! ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية وقرارات الامم المتحدة ، هو جريمة ستدخل المنطقة في دوامة إعتداء جديد لهذا الكيان الغاصب .

غطرسة الاحتلال الصهيوني و قراراته التعسفية و مساعيه إلى ضم 30% من أراضي الضفة الغربية ، يعبر عن انتهاك فاضح وصريح لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل ، و الأنظمة العربية التي تتجه لتطوير العلاقات مع إسرائيل، هي من أعطته هذه الجرأة و الإستهتار المفرط !

و في هذه الظروف الحرجة و واقعنا المؤلم و الذي نحن فيه بحاجة ماسة إلى تعميق تماسك الأمة ،و إعادة النظر في علاقاتنا البينية و اتخاذ خطوات فعالة وجريئة تعالج مختلف الملفات في منطقتنا العربية ، ليسلك العرب طريقاً جديداً في إدارة خلافاتهم و توجيه بوصلتهم إلى حيث يجب أن تكون ! و ليس آخرها الغاء كل الإتفاقيات معه

و في ذات الوقت لا يسعنا في هذا الوضع المأزوم إلا أن نؤكد أن ضرورة الوحدة الفلسطينية الداخلية هي الثابت الأساسي و المطالبة بضرورة القفز على كل الخلافات التي عمقت الجرح و زادت المشهد تعقيدا ، باتت مطلبا ملحا لا بديل عنه ! إنهاء الانقسام والتوافق على صيغة مشتركة موحدة لتوجيه كافة الجهود نحو الهدف

لا نملك كشعوب إلا تجديد العهد مع قضيتنا المركزية و التضامن مع إخوتنا و أشقائنا بصمودهم في وجه قرار الضم وجميع مخططات العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة و أمام كل ما يتعرضون له من انتهاكات !

تبقى خيارات فلسطين “محدودة” في مواجهة مخططات الضم، خاصة في ظل الوضع العربي الضعيف وتوجه العديد من الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل ، لكن الموقف المستجد هذا لا ينفي أن لدى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بطاقات مهمة يمكن أن تستخدمها ضد الكيان المحتل ،أهمها إنهاء التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية .

الفلسطينيون الكنعانيون جذورهم ضاربة في عمق التاريخ منذ خمسة آلاف سنة على تلك الأرض الطيبة الطاهرة ، هم الأصل و قضيتهم هي الحقيقة مهما زادت غطرسة الصهاينة و أتباعهم من الخونة المتآمرين !؟

و يبقى شعارنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة والدفاع عن الحق الفلسطيني و لو على البعد و بأضعف الإيمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *