قصف شرايين الحياة.. مخطط إرهابي حوثي لتجويع اليمنيين
قصف شرايين الحياة.. مخطط إرهابي حوثي لتجويع اليمنيين
قصف شرايين الحياة.. مخطط إرهابي حوثي لتجويع اليمنيين
مخططات إرهابية حوثية بدأت خيوطها لدى الهجوم الغادر على مطار عدن الدولي في رأس السنة والتي خلف 135 قتيلا وجريحا، وتكشفت فصولها في الهجوم الإرهابي على ميناء المخا التاريخي غداة زيارة وفد حكومي رفيع من وزارة النقل اليمنية.
وكانت القوات المشتركة قالت في وقت سابق إن 4 مسيرات و3 صواريخ باليستية استهدفت ميناء المخا.
لكن مصادر حكومية قالت ، في وقت لاحق إنها 4 طائرات بدون طيار تم إسقاط اثنتين منها، فيما ضربت مسيرتان أخرى وصاروخ باليستي مستودعات تجارية وإغاثية في الميناء التاريخي.
ولم يخلف هجوم المخا أي خسائر بشرية، لكن تسجيلات مرئية أظهرت حرائق ودمارا واسعا في مستودعات تجارية وإغاثية وإتلاف عشرات الأطنان من المواد التي كانت مخصصة لإغاثة الفقراء والنازحين في الساحل الغربي لليمن.
ويتميز ميناء المخا التاريخي التابع إداريا لمحافظة تعز، جنوبي البلاد، بموقعه الاستراتيجي على بعد 75 كيلومترا مربعا من مضيق باب المندب الدولي، ويعد أحد أقدم موانئ شبه الجزيرة العربية.
ولاقى الهجوم على ميناء المخا إدانة حكومية وحقوقية وشعبية واسعة، حيث اعتبر حقوقيون استهداف الموانئ والمواد الغذائية فيها يأتي في سياق تجويع اليمنيين وحصارهم، وضمن مساعي المليشيات لإغلاق منافذ إمدادات الطاقة والغذاء والمساعدات ومفاقمة معاناة الناس واستثمارها في سوق السياسة.
توقيت الهجوم
توقيت الهجوم الإرهابي لمليشيات الحوثي على ميناء المخا يحمل دلالات وأبعادا مختلفة، أهمها التحدي الصارخ للمجتمع الدولي، حيث جاء الهجوم بعد أقل من 24 ساعة من أول إحاطة لمبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن هانس جروندبرج أمام مجلس الأمن الدولي.
كما استهدف الهجوم الإرهابي تعطيل جهود الحكومة اليمنية لتشغيل شرايين الحياة، وضمن مخطط إرهابي لتشديد الحصار وتجويع اليمنيين، إذ ترفض المليشيات أي مبادرات أممية ودولية لفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة الاستراتيجي.
وسعت مليشيات الحوثي لتبرير الهجوم الإرهابي على وسائل إعلامها، حيث نقلت تصريحات عن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة يزعم أن الميناء كان يستخدم لأغراض عسكرية.
افتراءات حوثية وضعت الأمم المتحدة في واجهة المشهد عن طبيعة عمل بعثتها بالحديدة، فيما اعتبرت الحكومة اليمنية أن الهجوم جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية.
وأبدت الحكومة استغرابها من صمت رئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي أبهجيت جوها إزاء خروقات مليشيات الحوثي المتواصلة لاتفاق ستوكهولم، وتصعيدها الخطير باستهداف مينا المخا باعتباره منشأة مدنية، ومخازن لمنظمات الاغاثة.
واعتبرت الحكومة اليمنية الهجوم الذي شنته مليشيات الحوثي، على ميناء المخا “تحدياً صارخاً لكل الجهود الدولية والأممية لتخفيف الأزمة الإنسانية والعمل على إنهاء الحرب في اليمن”.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، في بيان، إن الهجوم على منشأة مدنية ما كان ليحدث لولا إفلات هذه المليشيات المتمردة من العقاب عن جرائمها المتكررة في حق الشعب اليمني في مختلف مناطق اليمن.
ودعت الوزارة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى إدانة الجرائم الحوثية واتخاذ موقف حازم إزاءها ومعاقبة مرتكبيها وعدم مقابلتها بالصمت.
من جانبه، قال مدير ميناء المخا، عبدالملك الشرعبي، إن الهجوم جاء بالتزامن مع استئناف العمل في الميناء الذي يعد “شريانا حيويا تاريخيا، وكان منذ أسابيع مقرا لمؤسسات الحكومة الشرعية والمكاتب التنفيذية الحكومية بالساحل الغربي لليمن”.
فشل التجويع
مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية، عبد الناصر المملوح، قال إن الهجوم فشل في تحقيق هدفه الاستراتيجي، حيث كان يستهدف تدمير البنية التحتية للميناء والتي تم إعادة تأهيلها جراء الأضرار التي لحقت بها من الحرب المفروضة على شعبنا من قبل المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا.
وأوضح المملوح في تصريحات، أن الهجوم جاء بعد أيام من اجتماع فريق المليشيات مع رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة وهذا يعد تحديا سافرا للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفيما اعتبر المسؤول اليمني أن الجريمة تأتي في سياق تصعيد ممنهج ضد المدنيين والإعيان المدنية، كشف أن الهجوم تزامن مع استهدف المنفذ البري الرابط بين مديريتي “الخوخة” و”حيس” وتعريض آلاف الأبرياء من المارة للخطر.
كما عاودت استهداف مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري في مدينة الحديدة، وقصفت بأكثر من 100 قذيفة “هاون” على قرى وتجمعات سكانية في مديريات الدريهمي والتحيتا وحيس خلال الساعات الماضية.
وأشار المملوح إلى أن هجوم المخا يعد مخططا لتجويع الشعب والتحكم بكل احتياجاته وإمدادات الغذاء والوقود من خلال ضرب كل شرايين الحياة من موانئ ومطارات.
ولفت إلى أن مليشيات الحوثي من خلال حربها لتجويع اليمنيين تقوم بقصف ميناء المخا ومطار عدن الدولي وتسعى لفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود وإفشال أي مبادرات لإعادة فتحهم للأغراض الإنسانية.