قطط بريئة من تهم العقم … خرافة يجب محوها.

قطط بريئة من تهم العقم … خرافة يجب محوها.

كتبت_شهد ماهر

في مجتمعنا تنتشر فيه الامثال الشعبية والخرافات المتوارثة من قديم الاذل ويتوارثها الاجيال جيلا تلو الاخر وعلى الرغم من ارتقاء المجتمع فكريا وعلميا لاتزال بعض الأفكار والمعلومات الخاطئة راسخة ومتداولة بين الناس، ويصدقها الكثيرون دون دليل علمي يثبت صحتها ويؤكدها ومن أبرز هذه الخرافات وأكثرها شيوعًا: (القطط تسبب العقم للفتيات).
ورغم أن تربية القطط أصبحت أكثر انتشارًا عن قبل، فإن هذه الفكرة ما زالت حاضرة في أذهاننا.
الخوف من التحذيرات المتكررة بشأن هذه الكائنات اللطيفة يدفع البعض إلى الامتناع عن تبنيها أو تربيتها في المنازل. فهل حقا تسبب القطط العقم؟ أم انها لا تمنع لكنها فقط تسبب إجهاض؟
يحاول هذا التحقيق تفنيد الفكرة الشائعة بشأن القطط وتسببها في العقم لدى النساء، من خلال الرجوع إلى مصادر موثوقة وأصوات من داخل التخصص، بالإضافة إلى شهادات وتجارب حية لمالكي القطط.

الرجال ايضا عرضة للإصابة بمرض التوكسوبلازما.

تحدث د.”احمد بيومي” الطبيب البيطري عن الفكرة المطروحة قائلا:
تربية القطط في المنزل لا يهدد خطورة على المرأة الحامل او الفتيات القطط كأي شيء متواجد في حياتنا يمكن ان يصبح مصدرا للضرر لكن ليس خطيرا ودليلا على ذلك وجود الكثير من المنازل التي تسكن فيها الفتيات وتُربى القطط داخل منازلهم، الموضوع يكمن في كيفية التعامل والتعايش مع الشيء الذي جلبته كعدم اطعامه أشياء تسبب مرض يسمى “التوكسوبلازما” ذلك المرض هو الذي يمكن ان ينتقل للمرأة ويسبب إجهاض اثناء الحمل لذلك يجب على المنزل المتواجد فيه نساء تعلم سؤال الطبيب البيطري عن ما يفعله لمنع عدوى القطط وبالتالي منع العدوى على المرأة ايضا، كما يجب عليه الحرص على اخذ القط لجميع التطعيمات المفروضة واذا تم هذا الأمر بشكل كامل لن تشكل القطة وقتها خطورة على الحامل والإهمال في ذلك قد يسبب مشاكل وبشكل عام ينصح المرأة الحامل بالحذر أثناء تعاملها مع القط،
مرض “التوكسوبلازما” هو طفيل يصاب به القط وينقله للانسان سواء رجلا او امرأة لكن ضرره الاكبر يكون على المرأة لانه يضعف من ثبات الطفل داخل الرحم، وينتقل ذلك المرض من فضلات القطط المصابة او بسبب اطعام القط طعام ملوث او لحوم مصنعة، فعند تناول القط هذا الطعام يصاب حينها بالمرض وينقله للانسان وفي الوقت ذاته عند تناول الانسان اللحوم المصنعة التي صنعت بحيوان كان يصاب بهذا المرض فسيصاب الإنسان ايضا “بالتوكسوبلازما” يعني ليس بالضرورة ان ينتقل المرض لك من القطط فقط يمكن ان يكون الشخص ليس مُربي لاحداهم لكنه مصاب “بالتوكسوبلازما” كما يمكن ايضا انتقاله من خلال لُعاب القط مثلا كتقبيل الفتيات للقطط من فمها،
يمكن اكتشاف المرض بتحليل يسمى “رابيد تيست” هذا التحليل يشبه شريط منع الحمل يؤخذ للقط وستظهر النتيجة اذا كانت ايجابية او سلبية وعندما نتاكد من إصابة القط يمكن علاجه، وللوقاية من انتقاله ينصح ببعض التعليمات اولا: عدم تناول لحوم مصنعة، ثانيا: من لديه قطة يجب التعامل معها بحذر ليس بالضروري أخذه وتقبيله من فمه ثالثا: غسل الخضار واللحوم جيدا قبل تناولها او طهيها، رابعا: غسيل اليدين قبل وضعها على الفم، هذا المرض لا ينتقل بالنظافة،
وذلك لا يعني ان المرض ليس له دواء لكن يفضل الحذر (الوقاية خيرا من العلاج)؛
وليس من الضروري على المرأة الحامل التخلص من قطها اذا كانت نظيفة وتهتم بها وتلتزم بالتعليمات التي وضعها الطبيب لحماية القط والبنت في ذات الوقت فلا تحدث مشكلة وقتهع لكن اذا خالفت ما تحدثنا عنه سابقا وانتقل المرض لها في فترة الحمل يمكن ان يصيب الطفل به فيموت الجنين.
واخيرا لمن تود تبني او شراء قطة يجب عليكِ بالتطمعينات العادية ومنع اللحوم المصنعة والطعام الملوث الغير نظيف وعليكي بالحذر أثناء التعامل مع فضلات القطة او اللعب معها ان تلمسي فمك بعدها مباشرتا بدون غسيل.

عقم ام إجهاض وتشوهات؟ أيهما صحيح؟!

وشارك د.”خالد عطا” طبيب النساء والتوليد واستشاري علاج العقم والحقن المجهري رأيه في الموضوع قائلًا:
طبياً القطط لا تسبب عقم للفتيات ابدا، لكن وجود قطة في المنزل يمكن ان تشكل خطورة على الحامل اذا كانت القطة تأكل طعاما غير نظيف او كان لديها ميكروب يسمى ب “التوكسوبلازما” لانه ينتقل إلى الام حينها يشكل ذلك خطرا،
في حال انتقال هذا الميكروب للفتاة او المرأة قبل الحمل فلا يمنع حدوث الحمل مطلقا خطأ …. بل يمكنها ان تحمل بشكل طبيعي لكن قد يسبب ميكروب “التوكسوبلازما” إجهاض او تشوهات في الجنين ويحدث هذا اذا انتقل المرض لها اثناء ثلاثة شهور حملها الأولى او في الثلاثة الأخيرة،
يتلخص الموضوع في انتقال الميكروب من براز القطة للطعام، فإذا كنتي نظيفة وتهتمي بغسل الطعام ويديك بشكل جيد فيمكنك الاحتفاظ بالقطة وحتى ان كانت مصابة بالميكروب فلن تصابي، بالتالي لن يشكل الامر خطورة عليكي او على الجنين،
وللوقاية من هذا المرض ينصح بعدم التعامل مع البراز بشكل مباشر، غسيل اليدين جيدا قبل تناول الطعام، تعقيم اليدين بعد تنظيف فضلات القط، عدم تناول الطعام والقطة مستلقية عليها ، والا تلعب مع القط وهذا لبقاء البراز عالقا في فروها، كل ما سبق هي الإجراءات الوقائية التي يجب عليها فعلها اثناء رعايتها لقطة؛
هذا المرض لا يصيب النساء فقط يصيب الرجال ايضا لكن لا تسبب له شيء او ضررا كبيرا لان “التوكسوبلازما” أعراضها ضعيفة للغاية ولا تسبب مشكلة سوى المرأة الحامل.

خرافات لم تمنعني من الامومة… تجربتي مع تربية القطط

اكدت (م) على كلام الطبيبين من خلال سرد تجربتها، والتي جاءت لتؤكد ما ذكراه سابقا، حيث قالت:
اربي قططا منذ ان كان عمري ١٥ عاما ولم اكره ذلك يوما،
لا يمكنني نسيان الهجوم الذي اتاني حينما قررت تبني احداهن وكان ذلك بسبب خوفهم الزائد من فكرة العقم الذي تتسبب فيه تلك الكائنات لنا، والكثير الكثير من التحذيرات وعدم الرضى عن ذلك الامر لكن انتهى المطاف بتبني احداهم، وعندما تمكنت من ذلك واستطعت الحصول عليها توقعت ان تهدأ التحذيرات والانتقاضات من حولي قليلا، توقعت انني انتهيت من ذلك لكن ما حدث كان العكس تماما الكثير من الانتقادات والتعليقات على هذا المخلوق البريء، انها تجعل المنزل متسخا، انها تفسد الاثاث، كيف تجعل المنزل رائحته كريهة الى هذا الحد، لا تنسي انها تتسبب في عقم الفتيات؛ يقولون ما يقولون انا لم اتأثر ولم يمس الخوف شيئا من قلبي ولم يهلكني القلق، كان حديثهم كالهواء بالنسبة لي وتمسكت بوجود القطط عن قبل وازداد حبي لهم اضعاف، تلك المخلوقات هي الاجمل حتما؛
ومرت الايام والسنوات وتزوجت، منزل جديد وحياة جديدة، تاركة أصدقائي في منزل والدالي وابقبتيهم هناك، لكن لم يتغير او يتأثر شيء، كنت اتردد عليهم دوما وازدادت ساعات بقائي هناك في فترة حملي؛
في النهاية وجود قطة في حياتي لم يضرني ولم يمنع عني شيئا، كانت حياتي طبيعية كأي فتاة.
ولا انصح بشراء او تبني قطة ستنوي يوما ما عن التخلي عنها او رميها في الشارع بعد تعودها على منزل دافئ وحنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *