لا تسمح للألم ان يستنزف طاقتك ويستولي عليك الى ان يتمكن منك كليا فتخار قواك

لا تسمح للألم ان يستنزف طاقتك ويستولي عليك الى ان يتمكن منك كليا فتخار قواك

كتبت الاعلامية والاديبة/حنان بن نصر

مدربة وخبيرة التنمية الذاتية

تونس

لا تسمح للألم ان يستنزف طاقتك ويستولي عليك الى ان يتمكن منك كليا فتخار قواك وعندها يتدرج بك الى الفناء أين تشيخ وتهرم بافكارك التي تحوم وتدور حول فكرة اللامعنى من الحياة بعد فقدان حبيب أو عزيز أو قريب..

..فقدان الامان …الشعور بالعجز…أو بعد تجربة قاسية في طفولتك أو في اي فترة من حياتك …تلك التي تمكنت منك الى ان تحجرت وسكنت ذاكرتك واضحت مشاعر مكبوتة تزيد في معاناتك وبالتالي في معاناة من حولك

وستتبلور باشكال عدة رغم سعيك لطمس وجودها الا انها ستكون عنوانا لسلوك ومشاعر سلبية كالحقد والنقمة والكراهية والعنف اللفظي والجسدي الغيرة المقارنة الحسد الشعور بالاحتقار للذات أو النظرة الدونية التي ستتحول الى الرغبة في التسلط على الآخر وحب السيطرة والتحكم في الاخرين ….

.وغيرها من المشاعر السلبية التي هي وليدة قصتك أنت لا علاقة للآخرين بمشكلتك فقط كانوا ضحايا عدم تقبلك لواقعك أو عدم الاحساس بالمسؤولية واكتفائك بدور الضحية لأنه يضمن لك الراحة والأمان الوهمي …..

فتكتفي بتسول مشاعر الشفقة أو العكس تثور وتغضب اذا احسست بانك موضع شفقة…..

وهذا التذبذب وهذه الفوضى العارمة ستشكل محيطك وستتجسد في علاقاتك ومعاملاتك وانفعالاتك وردود افعالك…..السؤال هنا كيف لي ان اتجاوز الألم ان كان عميقا؟ …

ببساطة كلنا معرضون للألم فالكون قائم على هذه الثنائيات والتناقضات ليضمن الحركة واستمرارية نسق الحياة التي تابى الفراغ والجمود ..فحتى السعادة تشتق وجودها ومعناها من الألم فلولا الألم لما شعرت باهمية السعادة …

“فلولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى”……الحل صديقي القارئ في ان تستخدم الامك وقودا تبدد به مخاوفك وتشحن به عزيمتك وتجدد وتحفز به طاقتك وتنحت به ذاتك وتؤصل به كيانك وتغير به وجهتك فهو قنديلك في العتمة …فهو النور الذي يكشف لك الطريق..

… ليكن سلاحك في مزيد النهل من المعارف التي ستوضح رؤيتك وتؤسس لاهدافك ….

.كن مغامرا لاتتردد في خوض غمار تجربة جديدة ..

..لاتتحنط مع الجاهز والمالوف والمعهود الى ان تتجمد وتتكلس ….. فالتجربة تفتح الذهن على افق أخرى وتبدد تلك التجربة التي سبقتها وتمهد للتجربة التي تليها وهكذا الى ان تجد توازنك وحضورك هنا والان …..

..مادمت على قيد الحياة يعني ذلك ان مهمتك ورسالتك التي أتيت من اجلها لم تكتمل بعد يجب ان تكون على قيد الأمل بأن المستقبل أفضل اذا كانت افكارك أفضل فلن تتغيير مادامت افكارك هي نفسها تبرمجك بنفس الطريق وتنفعل بنفس الطريقة ايضا ستتدرك انك نضجت اذا اصبحت ردود افعالك مختلفة مقارنة بالماضي ….اذا اصبحت تسمح للآخرين ان يكونوا هم وتسمح لنفسك ان تكون أنت ..

.اذا لم تعد تغضب لنفس الاسباب التي كانت تزعجك في السابق….وعندها ستلحظ تغييرا واضحا على المستوى النفسي والاجتماعي …..⁦✍️⁩حنان بن نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *