لماذا يدعي الرئيس البلغاري أنه لا يفهم لماذا يطفأ الغرب النار بالبنزين في أوكرانيا؟؟
لماذا يدعي الرئيس البلغاري أنه لا يفهم لماذا يطفأ الغرب النار بالبنزين في أوكرانيا؟؟
مقالة لزهر دخان
في الوقت الذي قطعت فيه الولايات المتحدة وحلفائها دولياً وأوربياً أكبر الأشواط في حرب روسيا وأوكرانيا الدموية، التي عمرت حتى الأن ما يقارب سنة كاملة . وقد قطع الشوط كله بنجاح غربي في الحرب المقصود بها أصلاً إضعاف دولة روسيا وإجبارها على الإنهيار والتفكك . في الوقت الذي تنجح فيه أوروبا والولايات المتحدة نجد في المقابل من يعكس إتجاه التوجه الغربي نحو الإنتصار . ويقلل من شأنه ويرى أنه هزيمة ليس إلاَّ ..
حول عدم جدوى تسليح الجيش الأوكراني يقول الرئيس البلغاري رومين راديف في أخر تصريحاته ما طالب به بوفق تزويد كييف بالأسلحة فإستمرار المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا بالنسبة إليه ((يمكن أن يؤدي إلى صراع عالمي))
سؤال المقال : لماذا يدعي الرئيس البلغاري رومين راديف أنه لا يفهم لماذا يطفأ الغرب النار بالبنزين في أوكرانيا؟؟
ويظهر جلياً من هذا الرأي الرئاسي البلغاري أن السيد راديف يجهل وجهة التفكير الغربي .ولا يعلم أن ما تخوف منه هو ما يتخوف الغرب من عدم حدوثه . فالصراع في العالم بين الغرب وروسيا قبل أن يتحقق ويصبح واقعاً معاشاً. كانت كل الدول الغربية ترمي بكل ثقل سياساتها الخارجية والداخلية لأجل الشروع في الحرب. ليكون المشروع بفعل نارها كافياً لعسكرة كرة أرضية بفضائها الواسع وبحرها الشاسع .ثم السيطرة عليها بقوة قطبها الغربي وحده بعد التخلص من شرور روسيا وشروروها كلها. وأولها النفاق ،ولأجل الخلاص من المنافق الروسي لجأت عواصم الغرب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الروس ,,
وحول تسليح أوكرانيا قال رئيس بولغاريا أيضاً :((إمداد كييف بالأسلحة يعني أننا نقوم بإطفاء الحريق بالبنزين، وهذا يعني الإعتراف بأنه سيكون هناك المزيد من الضحايا، أهم قيمة هي السلام والحياة البشرية ))
وهنا أيضاً لم يفهم رئيس بلغاريا أن تسليح كييف يعني تقوية جيش يحارب وأثناء المعارك الحربية التي يستخدم فيها السلاح الغربي ولا يستخدم فيها المجند الغربي. وهذه التقوية تتم بطرق وأساليب وتوقيتات ذكية يقصد منها صب البنزين على النار. ليس بنية العبث بقدر ما هي خطط لإلحاق الهزيمة الكبيرة بدولة روسيا . التي تعترف بضعف ظهر مؤخراً في تسلحها. وهذا معناه أن روسيا عجزت عن صناعة سلاح كافي للقتال الأبدي . ومن يعجز عن هكذا تصنيع حربي يعتبر لا يملك علماء ألة حربية قادرين على خلق السلاح وصناعته . ويعني أن روسيا كانت دولة العلماء قديماً، أما اليوم فقد أصبحت تعاني من فقر العلم؟؟ هذا طبعاً إذا ثبت أنها لا تستطيع توفير سلاح للحرب ..
الرئيس البلغاري قال أيضاً إن (( المساعدة العسكرية لأوكرانيا تعني الإتفاق على الموقف القائل، بأن العمليات العسكرية يجب أن تتم حتى هزيمة أحد الجانبين، والتي ستشرك البلاد في صراع عالمي وستكون لها عواقب وخيمة، تصل إلى “التدمير الذاتي” النووي.))
وهنا أيضاً لم يفهم الرئيس البلغاري أن الغرب يقصد إغضاب الروس حتى تدافع روسيا على نفسها . وتستخدم كل أسلحتها وكل خططها . لأن المهم ليس إلا تدمير روسيا بحرب مدمرة جرها الغرب لها فدخلتها على مضض .ولن تخرج منها منتصرة في كل الأحوال لأن الغرب متكفل بتلقينها دروس تناستها مكابرة . ثم إن الغرب يشك أيضاً في إمتلاك روسيا لسلاح نووي ، لهذا السبب يستدرج روسيا لحروب قد تهزم فيها دون أن تضرب بالنووي ، لأنها ببساطة ليست نووية إلا بترسانة الكذب ؟؟ أما الولايات المتحدة فلا أحد يُكذِب وجود قنابلها النووية المجربة سابقاً في اليابان بفاعلية أودت بحياة عشرات الألوف من البشر في دقائق .
الرئيس راديف يعتقد أنه لا ينبغي على بلغاريا دعم الصراع في أوكرانيا، ويتساءل((اليوم لا توجد أسلحة كافية، لكن إذا وصلنا إلى وقت ما، ولم يكن لدينا ما يكفي من الناس، فماذا سنفعل بعد ذلك؟))
بالتأكيد سوف نصل إلى اليوم الذي يراه الرئيس البلغاري غير أتي . إذا تفادينا الحرب مع روسيا . وهو لا يعلم أن روسيا تقاتل بشر وحقد ظهر جلياً في سوريا والشيشان وجورجيا . وحتى إذا لم يتدخل الغرب في عمليتها في أوكرانيا، سوف تكون النتائج نفسها أو ربما أسوأ وسوف تتدمر كل أوكرانيا لأن روسيا غاضبة ؟؟؟
تجدر الإشارة إلى أن الإعلام الروسي إلتقط تصريحات الرئيس البلغاري وروج لها على أساس أنها صحوة أوروبية ومعارضة غربية غربية لما تقوم به كبار دول الغرب على حساب صغارها . وكذلك قارنت فضائية روسية اليوم كلام راديف بما قاله سياسي فرنسي وعضو برلمان أوروبا السابق السيد فلوريان فيليبو، الذي قال: إن الولايات المتحدة تحاول إثارة حرب في أوروبا، وإن دول الإتحاد الأوروبي أصبحت في حالة هذيان كامل ، بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
خلاصة القول وإجابة على سؤال المقال : لا ينبغي أن نعتبر أن الرئيس الأوكراني غير داري بخفايا الأمور. أو نقول ما يؤيد ما أظهره ونتجاهل ما أبطنه . ولا نظن إلا أنه صرح تصريحات مصلحية تصب في صالح أوروبا وأمريكا .كذلك من المرجح أن كلامه جاء وفق طلب حلف الأطلسي في إطار خططه السرية الحربية التي يستعد لضرب روسيا بها . فهو على علم مسبق بأن الغرب سيقدم أسلحته وأمواله لكل دول شرق أوروبا بما فيها بلغاريا . ليشارك الجميع في ضربات الناتو لروسيا ، حتى تتحول من حالة إتحاد إلى حالة دويلات .