مكارم الأخلاق بقلم : محمود شلوف
من مكارم الأخلاق الصدق والأمانة والحلم والأناة والشجاعة والمروءة والمودة والصبر والإحسان والتروي والاعتدال والكرم والإيثار والرفق والعدل والحياء والشكر وحفظ اللسان والعفة والوفاء والشورى والتواضع والعزة والستر والعفو والتعاون والرحمة والبر والقناعة والرضى.
الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي :((وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت …. فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا))
وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات السيئة ، لذلك قال الرسول ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
دعت الشريعة إلى مكارم الأخلاق، ومُدح بها نبي الأمة صلى الله عليه وسلم؛ يقول تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، فأتى صلى الله عليه وسلم ليتمّم مكارم الأخلاق من السخاء والإيثار والعفاف والصبر والحلم وكف الأذى والشجاعة والوفاء وحفظ العهد ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف والإحسان إلى الجار وبر الوالدين وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير، وإصلاح ذات البين، والصدق في القول، والأمانة، والعدل، والتواضع، والقيام بالشهادة، وتوقير الكبير، والرحمة بالصغير، والإحسان للخلق، والدفع بالحسنى، وإنزال الناس منازلهم، وإعطاء كل ذي حق حقه.
فالإسلام دعا إلى كل فضيلة ونهى عن كل رذيلة، ونادى بتطهير المجتمع من كل منكر وفحشاء، وبغي محرم كالشرك والكذب والزور والظلم والبخل والجبن والخيانة والسرقة والغش والخديعة والمكر والنفاق والملق والأنانية والمداهنة، ونهى عن الأخلاق الساقطة والصفات الرذيلة كالكسل والإسراف والبذخ والترف والميوعة وتشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، والاختلاط، والسخرية والاستهزاء والغمز واللمز، والفساد.
وبالجملة فقد أمر الإسلام بكل خلق شريف من بر وتقوى ونهى عن كل خلق دنيء من إثم وعدوان، ومن أجمع الآيات في ذلك قوله تعالى: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ»، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم مضرب المثل في كل خلق نبيل. فقد وصفته زوجه خديجة فأخبرت بأنه يقري الضيف ويحمل الكل ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الدهر.
والإسلام أتى بالمعتقد الصحيح والعبادة الفاضلة والخلق النبيل، ولكن المشكلة عند كثير من المسلمين تجزئة الدين وأخذ ما تهواه أنفسهم فقط.
وعلى ذكر مكارم الأخلاق فإن الواجب على عقلاء المسلمين وأهل الريادة فيهم والمسؤولية حمل الجيل على أنبل الأخلاق ونشر ثقافة مكارم الخلق وإيجاد القدوة الصالحة والأسوة الحسنة من الآباء والدعاة والمربين والأساتذة، واهتمام الإعلام بالالتزام بتعاليم الإسلام ودعوته إلى كريم الأخلاق وجميل الصفات والبعد عن كل ما يناقض دستور الأخلاق الشريفة والسجايا الفاضلة والوصف الدنيء من الفحش والمنكر والخلاعة والمجون والإسفاف الرخيص والتبذل والانحطاط الخلقي سواء في الكلمة أو الصورة أو المسلسلات والأفلام. والواجب على الوالي الأخذ على يد السفيه وحراسة الفضيلة وحماية ما دعت إليه الشريعة ونادى به الإسلام.