من أول نقطة عسل الجزء الأول
من أول نقطة عسل الجزء الأول
بقلم: عاطف محمد
عسل الحديث
يأخذنا الحديث فى أجواء مفعمة بالنشاط مليئة بالأسرار عن مخلوق ضئيل جبار فهو أحد المعجزات الإلهية الناطقة بعظمة الواحد القهار ، وبالحديث عنه سنعرف أسراره المتعددة ، فعندما درسه المفسرون توصلوا إلى أسرار تدهش العقول وعندما درسه العلماء توصلوا لنتائج قدمت الخير للبشرية ،إنه النحل صاحب الذهب السائل والنظام السائد.
القرآن والتفكير
لقد وجه القرآن دعوة عقلية للتفكير والتأمل بشكل عام وفى خلق النحل بشكل خاص، حتى نصل إلى لب الإيمان الصادق وندرك ماهية الله عز وجل لدرجة أن مجرد تأمل كلمة “عسل” وهو نتاج النحل الحلو والذهب السائل تؤدي من شدة بلاغتها إلى قوة الإيمان بل دعوة صريحة لدخول الإسلام ، وكما أشار أحد الاعراب والذى عرف بالفطرة ، فقد قرأ يوما كلمة “عسل ” من اليمين كانت “عسل” ومن اليسار”لسع” ففكر واعمل عقله بشدة ، ونظر للنحلة وقال من الأمام …من فمها “عسل” ومن الخلف…. “لسع” فنطق الشهادة وأسلم .
منظومة متكاملة
وعند النظر لمنظمومة النحل نجد أنها منظومة مثالية فريدة من نوعها، كرمت “الأنثى” أشد التكريم وجعلتها ملكة كما وأوضحت حقائق غاية فى الأهمية، ورغم ما سوف اذكره “بعد الدراسة والبحث فى عالم النحل ” مازال النحل يحمل أسرارا لم تكتشف بعد ولم يصل العلم إلى مواطنها .
سورة النحل
وماذا عن سورة النحل ؟؟؟؟
إنها السورة التى جاءت فى القرآن الكريم لتكون دعوة صريحة للتفكير والبحث حول النحل، لما فيه من أسرار أودعها الله سبحانه وتعالى فى ذلك المخلوق الضئيل حتى أن علماء الغرب مازالوا يبحثون فى تلك الأسرار حتى يومنا هذا ، ولكن الغريب فى الأمر أن سورة النحل والمسماه بهذا الاسم والتي تبلغ(١٢٨ أية) و تقع فى (الجزء الرابع عشر بالقرآن الكريم ) لم يذكر فيها عن النحل سوى فى آيتين( ٦٨و ٦٩)فقط وهذا أمر محير……
لكنهما يحويان أسرارا لا حد لها ومعاني يعجز علم اللغة عن تفسيرهما .
قال تعالى
“وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ..” هذا فى البداية ثم جاء الختام المعجز
بقوله تعالى: “…إنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”؛ البداية بالفعل الماضي( أَوْحى) دليلا على الثبوت والتحقق الذى لا تغيير فيه وانتهت بالفعل المضارع يَتَفَكَّرُونَ والذى يدل التجدد والاستمرار واستحضار الصورة وبقاء الأمر حتى يوم القيامة ، ونعود للدعوة التى وردت بالآيتين ، يتلخص القول فى تلك الدعوة التى جاءت ليس من أجل التفكر فى حياة النحل فقط ولكن معناه ألا يكون توقف الإنسان عند محدودية الأشياء “النحل ” فقط بل يبسط نظره بعيدا ويطلق لتفكيره العنان ليصول ويجول ، فالنحل ليس فقط ما يستحق التفكير ولكن هناك الكثير من الأشياء التى تستدعى ذلك فالأزهار مثلا تستحق التفكير والبحث فالنحل يمتص رحيقها المتنوع الطعم واللون وهذا فى حد ذاته عظة و عبرة لكل معتبر .
ونعود لسورة النحل…
و إذا عدنا إلى الآية القرآنية و قوله تعالى: “وأوحى ربك إلى النحل..” سنعرف السبب ويزول العجب، فهو “وحى” يعمل النحل من خلاله دون إرادة منه أو سيطرة لأحد علي النحل ، وأما عن تفاهم النحل نجد أن لغة الإشارة بالحركة ، و يعد الرقص هو اللغة المعتمدة لدى النحل ،والرقص له دور هام فى حياة النحل فعندما تكتشف نحلة زهورا غنية بالرحيق تقوم بحركة دائرية راقصة مع خفق الجناحين واخراج قطرة رحيق حتى تكون دليلا دامغا ليأتى النحل العامل ويخرج متجها للزهور المشار إليها ، والمدهش أن النحلة المرشدة تشير لبقية النحل عن المكان بالضبط وترقص فى حركة دائرية يشقها خط يمين أو يسار الشمس لتوضح اتجاة التحرك خصوصا إذا كانت المسافة أكثر من مائة متر مع هز البطن بحركات سريعة إذا كان المكان على مسافة متوسطة ، وهز ببطء إذا كانت المسافة كبيرة ، بالإضافة إلى نظر النحلة للمكان المشار إليه لفهم الإشارة وقد يكون الوصول للاكتشاف بعد الغروب فتراعى النحلة ذلك فى وصفها .
إيضاح وتفسير
وقد أوضح المفسرون للآيتين اللتين تحدثتا عن النحل أن هناك عدة تفسيرات وأراء عدة منها:
أن الله عز وجل قد “من” على عباده بمنة عظيمة وعظة فى نفس الوقت، وقد جاءت العظة والمنة مختلفة عما هو معروف لتحمل تنبيها لمدى حكمة الله الذى وضع الكثير من الأسرار فى ذلك المخلوق الضعيف ، وأول هذه الحكم أن الله عز وجل أعطى النحل إدراكا وإلهاما لصناعة ولا اروع لإنتاج الذهب السائل ذلك الشراب الشهي والطعام النافع والذى يخرج دون حلب أنه العسل أحد معجزات النحل ، وكلمة “اوحى” تعني أنه ” مسخر” من الله عز وجل لما خلق له أى لوظيفة محددة .
واعطى الله النحل الإلهام والرشاد لتنفيذ الأعمال العجيبة التى يستحيل على البشر القيام بها ،فالبيوت سداسية الشكل لها أضلاع غاية فى التساوي وهى أكثر الاشكال ترابطا ولا يوجد بينها فراغات تهدر المساحة، كما أن الشكل السداسي يحكم الترابط والالتحام ولو كانت على شكل دائرة أو مثلث أو مربع لظهر الخلل وما تم المراد وهذا الإلهام دليل على عظمة الله وقدرته .
فرد الأمن للخلية
أنه إلهام إلهي إلى النحل أن يجعل لكل خلية بوابا أو فردا للأمن له مواصفات خاصة لديه أجهزة داخلية خاصة للكشف الامني، يسمح فقط بدخول أهل الخلية ولا يسمح لغيرهم ، فهم يخرجون للعمل والرعى يدورون فى كل مكان وعند العودة لا يضلون الخلية أبدا ، وقد اختص الله ذلك المخلوق الضعيف شكلا ولكن لديه من الفطنة والذكاء ما ليس له حدود .
والإلهام من الله عز وجل النحل يتمثل فى أن يكون النحل له طبيعة خاصة تمكنه من العمل المنظم المرتب والمدرك لكل خصائص البيئة حوله تحقيقا لقوله تعالى
: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ”
بقية التفسير
وعند التفسير المتأني نجد قوله تعالى (فاسلكي) والفاء هنا هى فاء” التفريغ” تعني أن الله عز وجل وضع طبيعة وسمة أصيلة بالنحل تجعله متنقلا من زهرة لأخرى ومن بستان لآخر، كما نجد أن إضافة سبل إلى ربك (فاسلكي سبل ربك ذللًا) به إيضاح كبير وإشارة إلى أن الله سخر النحل لسلوك” السبيل” الذى لا يخرج عن نطاقه ، فخروج النحل عن ذلك الدور مؤاده الخلل فى افراز العسل، كما يوجد بالقول توجيه رباني ، اوجد وخلق “غريزة” لدى النحل لا تقابل أى صدام “ما” سواء من تفكير أو من إرادة ذاتية لأنها تسير على فطرة الله .
وأما كلمة” شفاء” جاءت نكرة فى قوله «فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ» تعنى أن هذا العسل ذلك الشراب والغذاء هو شفاء تام لجميع الناس من “بعض” الأمراض والعلل وليس “كلها ” فتعريف كلمة” الشفاء ” يعنى شمول وعموم الشفاء من كل العلل والأمراض وهذه حكمة ربانية فاستقامة الحياة الإنسانية دون خلل مع المرض والصحة كلاهما سواء بسواء.
حديث شريف
وقد بين الحديث النبوي الشريف
في الصحيحين عن أبى سعيد الخدري “أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلًا فذهب فسقاه عسلًا ثم جاء فقال يا رسول الله سقيته عسلًا فما زاده إلا استطلاقًا قال اذهب فاسقه عسلًا فذهب فسقاه عسلًا ثم جاء فقال الله ما زاده إلا استطلاقًا فقال رسول الله: صدق الله وكذب بطن أخيك فذهب فسقاه عسلًا فبريء
دقة الألفاظ
ومن العجب العجاب أن الألفاظ التى استخدم فيها الضمير للمفرد المؤنث (اتَّخِذِي.. كُلِي…فَاسْلُكِي) فى حين أن النحل اسم مذكر فكيف هذا ؟؟؟؟
السبب أن المراد هنا “جماعة” النحل الذى يعيش فى نظام جماعى مرتب ومنظم وفق أطر الجماعة ، مما يشبه أرقى المجتمعات الإنسانية حيث أن لكل فرد عمل يقوم به دون كسل أو خروج عن إطار الجماعية والجميع يشارك سواء الذكور أو الإناث أو الجنود أو العمال وصولا للمملكة فالكل يعمل فى خدمة الخلية ، ثم جاء الختام المعجز ….
بقوله تعالى: “إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون” والتفكر هو العبرة والاستدلال على وحدانية الله عز وجل وعلى عظيم قدرته، فهو المستحق بالعبادة، فالله عز وجل سخر النحل و هداه لأكل الثمرات وبناء البيوت فى الجبال والأشجار وحتى العروش ، كما أخرج من بطون النحل العسل الذى جعله الله كشفاء ودواء للناس ،
ولكن السؤال
لماذا اتخذ وصف التفكر؟؟؟؟ والإجابة أن ذلك تحقيقا لتفصيل ما اجملته الآية عن نظام النحل الذى يحتاج لإعمال الفكر الدقيق والنظر العميق فى كل شىء .
ومع كل يوم من البحث فى حياة النحل سوف يتوصل الباحثون إلى حقائق مذهلة تدفعهم للمزيد من التحليل والتفكير فى الآيات التى ذكرت النحل .
دراسات علمية حول النحل
لقد جاء العلم الحديث بدراسات أثبتت معجزات وعجائب ، هذا وفق دراسة الباحثين في “جامعة نوتنغهام ترنت البريطانية” ، فقد رصدوا أصوات النحل والذبذبات التى يخرجها والمسماه ب (الطنين) فتوصلوا إلى حقائق مذهلة، وجدوا أن تلك الذبذبات ماهى إلا أصواتا تحفيزية من أعضاء النحل القديم والخبير لبعض النحل الكسول أو صغير السن عديم الخبرة من أجل العمل بسرعة تتوافق مع الهدف العام للخلية لإنجاز الأعمال فى أقصر مدة ممكنة ، ويرجع هذا للمحافظة على ثبات معدل النشاط وعدم انخفاضه لمعدلات تفشل منظومة العمل ككل ، وعند سماع تلك الذبذبات يتحرك النحل وكأنه قد حلت به قوة خفية لا حدود لها تنقله من حالة إلى حالة أخرى ، وتوصل الباحثون إلى أن تلك الذبذبات تصدر ليلا من أجل القيام بمهام العناية بصغار النحل وتحضير الطعام ، والنحل لا يترك أى نفايات فى الخلية حتى لا تكون سببا فى فناء العسل أو ضيق الخلية .
ترويض النحل
وعند دراسة النحل تبين أن منه
20 ألف نوع خضعوا جميعا للترويض عدا نوعين فى دول شرق آسيا على حالهما من الحياة الأولى وهما “النخل العملاق والمتقزم ” والغريب أن النحل يملك قدرة مدهشة على أن يميز الوجوه وحفظ معالم كل وجه كأنه كمبيوتر يحفظ لديه الصور .
مخ النحل
ومن خلال الدراسة وجد أن مخ النحل أقل من 1على 10آلاف من مخ الإنسان لكنه يفعل الأعاجيب من الأمور ،وهذا ما يزيد من دهشتنا لنقف عاجزين عن تفسير علمي يوضح كيف يفعل النحل كل هذا فنعيد الأمر فيما يفعل إلى قوله تعالى: “و أوحى ربك إلى النحل..”
ملك النحل
إنه “اليعسوب ” أمير النحل نافذ الأمر كبير الجسم عظيم الخلقة فهو ملك النحل .
أفكار يجب تصحيحها
_ يطلق على عسل النحل “العسل الأبيض” مع أن الله عز وجل أوضح أنه شراب وأنه مختلف الألوان يبدأ متدرجا من الأصفر الفاتح إلى إلى الأصفر الداكن ولا يمت إلى اللون الأبيض بصلة، والغريب أنه كلما زاد العسل فى لونه الداكن فهذا يعنى ارتفاع كبير فى قيمته الغذائية والعلاجية بسبب محتواه الكبير من العناصر المعدنية والتى يحتاجها جسم الإنسان .
_ كما أن الكثير من الناس لايعرف من منتجات النحل سوى العسل فقط ، ولكن هناك شمع العسل و الغذاء الملكي غذاء ملكات النحل ” البروبوليس” والمسمى (صمغ النحل)
هل للنحل أعداء ؟
سؤال قد يتبادر إلى الذهن
اجيب….
بالفعل النحل له أعداء ولكن هل يقف النحل عاجزا أمام أعدائه لا بالطبع .
من أبرز أعداء النحل “طائر الوروار” هذا الطائر الذى يعد العدو الأول للنحل، فسماع صوته تجعل ملكة خلية النحل تعلن حالة الطوارئ القصوى ويتم الاستنفار استعدادا للدفاع عن الخلية تحت شعار “لا انهيار أمام الوروار”
أما العدو الثانى “دبور البلح” وهو بحق الخطر الداهم على خلايا النحل واختبار حقيقى لمدى قوة وصلابة خلية النحل ويبدأ الدفاع بمناورات تكتيكية تقوم فيها كتائب حراس النحل بعمل عنقود يشبه عنقود العنب يصدر طنينا مفزعا ليرسل إشارة قوية توضح لكل معتد أن النحل فى غاية الاستعداد تحت شعار “لن تهون أمام الدبور ” وهذا بالطبع يرهب أعداء النحل من الدبابير وغيرهم ، فيهربون باحثين عن خلية أضعف ،بينما تقوم الشغالات بعملية اختطاف لأى دبور يقترب من الخلية “بالخطأ” حيث يقمن بتقطيعه وإلقاء الأشلاء أمام الخلية ليكون عبرة لمن يعتبر وحتى لايفكر أى معتد من الإقتراب من الخلية فالنتيجة معروفة سلفا ، وعندما يزداد الخطر يعلن ” الاستدعاء العام” ،فيتوقف جميع أفراد الخلية عن أعمالهم ويتحولون إلى جيش مرتب منظم مكون من كتائب تضحى بنفسها من أجل سلامة الخلية وسلامة الملكة فالوطن انتماء والأم ولاء وهما يستحقان التضحية .
ومن أعداء النحل تلك (المؤمراة)الزوجية بين طائر وحيوان و التى تتم من جانب طائر الصداح جميل الصوت حاد البصر وحيوان الغرير ضعيف البصر ويشبه الدب ، فالأول يهدى بصوته الثانى لخلايا النحل فيمد يده وينهل من العسل مستغلا فراءه الغزير الذى لا يؤثر فيه لسعات النحل بينما يستفيد الصداح من شمع العسل الذى يتساقط على فراء الغرير أثناء التهامه للعسل فيأكله بشراهة .
لا تهاجم النحل فى هذا التوقيت
تأكد لكل اعداء النحل بما لا يدع مجالا للشك أن مهاجمة خلايا النحل فى الصباح الباكر أو عند غروب الشمس أمرا مستحيلا
فالنحل فى هذا التوقيت يصبح شديد الشراسة بسبب تجمع جميع أفراد الخلية فى هذه الأوقات ويتم الاستقواء بالجمع الغفير الذى يخلق قوة لا تهاب أى عدو مهما كان .
الأمومة مناصفة
ومازال النحل يحمل عجائب الأسرار سنعرفها كلما توغلنا فى الأغوار ،ومن الأسرار المدهشة أن ملكة النحل تمتلك جهازا تناسيلا كاملا أما الشغالات فجهازها التناسلي غير متكامل ، فما الحكمة من ذلك ؟؟؟؟
ولأن الأمومة صفة أودعها الله بالنحل بغزارة لكن نجدها غير مكتملة فالملكة تضع البيض وهذا جزء من الأمومة وتقوم الشغالات باحتضان ورعاية البيض وهذا الجزء المكمل للأمومة المقسمة بين الملكة والشغالات فكل له دور لا يقصر فيه فعقم الشغالات أعطى لهن الفرصة للرعاية والاحتضان والراحة من الوضع والملكة تضع فقط البيض ،
ويقوم الذكر بتلقيح الملكات ويقوم بدوره دون تجبر ، الكل يعمل وفق قوله تعالى “وأوحى ربك إلى النحل…”
مملكة النحل طبقية
تعد مملكة النحل مثالا صارخا على النظام الطبقي ولكن دون مغالاة و يبدأ النظام بالملكة ثم الشغالات ثم الذكور ثم كتائب الجنود، ورغم طبقية النظام لكن لكل فرد دور يقوم به على أكمل وجه، ولكن تدخل الإنسان أحيانا قد يصيب هذا النظام بالخلل و يجعل بعض أفراد النحل يتقاعس عن أداء دوره عندما يقوم الإنسان بتوفير الغذاء الجاهز داخل الخلية، هنا يظهر التواكل ، فيقولون فى أنفسهم ما الضرورة للخروج لامتصاص الرحيق فالطعام والشراب صار متوفرا ، ولكن تعود طبيعتهم لتغلب عليهم فيرفضون الجاهز ويفضلون العمل والتعب .
التحنيط أصله” نحل”
اثبت النحل أن فن التحنيط ليس قاصرا على القدماء المصريين وأن أسراره ليست حكرا عليهم، فقد لجأ النحل للتحنيط حفاظا على عدم فساد أجواء خلية النحل، فعند مهاجمة أحد الفئران للخلية تهاجمه كتائب النحل وتقضى عليه بلسعاتها المميتة فى معركة قصيرة المدى حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وعندما يموت الفأر تظهر المشكلة كيف يتم التخلص منه وحمله للخارج، فيأتى دور التحنيط ليضع الحل المثالى للحفاظ على سلامة أجواء الخلية .
مذبحة الذكور للمصلحة العامة
نعيم فى الصيف والربيع ومذبحة فى الشتاء والخريف أنها مقولة توضح حال الذكور فى الخلية ومفداها مايحدث فى خلية النحل، حيث ينعم الذكور فى الربيع والصيف بالكثير من العناية والرعاية و التى تصل إلى حد “الدلع ” لحاجة الخلية إليهم لتلقيح الملكة فى تلك الفترة فهى فترة النشاط والحيوية الكبيرة ولكن مع بداية الخريف ينقلب الحال رأسا على عقب، تدفع قلة الغذاء إلى ما يعرف” بمذبحة الذكور ” حيث يتم التخلص منهم بواسطة الشغالات من أجل بقاء الخلية، فالذكور تحتاج إلى إلتهام الكثير من الغذاء والذى يقل بالطبع فى الشتاء والخريف وهذا يمثل عبئا على الخلية ، وتوضع الخلية أمام خيارين لا ثالث لهما إما إبقاء الذكور وهذا يعد تهديدا للخلية أو التخلص منهم وهذا ضمان كامل للخلية، فيتم التخلص من الذكور أجل مصلحة الخلية العامة ثم يعاد انتاج الذكور مع الربيع لتلقيح الملكات العذارى .
لم ينتهى الأمر بعد …..سنعرف إن شاء الله فى الأجزاء التالية المزيد عن النحل ….