مها أباظة تكتب:  تخيلوا لتعيشوا أصحاء

الإعلامية الدكتورة /مها أباظة تكتب: 
تخيلوا لتعيشوا أصحاء 
*******************
جميعنا يعرف أن الإبداع لابد له من خيال.. فإذا كتبت بعين الواقع لن تبدع فالواقع لن يرضيك إلا قليلا و لن تصل إلى أعلى مراحل الإبداع إلا إذا كنت صاحب خيال واسع، لذلك نلاحظ أن أغلب المفكرين و المبدعين يجلسون أحيانا في أماكن هادئة أثناء الكتابة ليتمكنوا من التخيل، نجد منهم الأديب القدير نجيب محفوظ و غيره الكثير ينفردون أحيانا في ركن من الأركان لينعموا بالجو الرومانسي الذي يمكنهم من التخيل و الإبداع.
لكن لكي تكون مبدعا لا تفكر أبدا في آراء الآخرين.. سيموت إبداعك إن فكرت بآرائهم.. فلن يفهم لغتك إلا من كان مبدعا أو مفكرا مثلك..أو من كان قارئا جيدا على درجة عالية من الوعي.. تخيل و أكتب و ستكون النتيجة مبهرة ما دمت تعشق القلم، نعم إن الرباط الروحي بين القلم و الكاتب هو رباط قوي.. إنه لغة عشق تنطق بالحروف على ورقة ساكنة فتزينها و تجعلها روضة يتجول فيها كل قاريء.
و يعرف” الخيال”في علم النفس بأنه : قدرة الفرد على تكوين صورة و أحاسيس و تمثيلات عقلية بدون استخدام حواسه الخمسة المعهودة لينتج عملا إبداعيا مختلفا يتميز به عن غيره سواء كان رواية أو لوحات فنية أو موسيقى.. إن الله قد وهب المبدع بعض السمات المميزة و التي تمكنه من تصور الأشياء لإنتاج عمل متميز يفوق القدرات العامة للفرد.
و يعتبر “الخيال” من أهم الأشياء التى تشكل وعي الانسان ، و تزداد تلك القدرة عادة في مرحلة الطفولة حيث أنها تشكل جزءاً كبيراً من تطورهم العقلي و العاطفي ، لذا يستخدم الأطباء عادة العلاج بالألعاب في هذا السن معتمدين على خيال الأطفال للتغلب على مشاكلهم النفسية ، و مساعدتهم على التأقلم بالحياة .
لذا يجب أن ندرك أن الخيال يلعب عدداً من الأدوار الهامة في الصحة النفسية ، فالقدرة على تخيل الأشياء التى لم تحدث بالفعل تساهم في حل المشكلات النفسية مثل القلق ، و الخوف من فقد عزيز ، و الألم، لذلك يستخدم في العلاج حيث ينصح الأطباء مرضاهم بالجلوس في أماكن هادئة و تخيل نهايات سعيدة ، لتحسين الحالة العاطفية ، كما يتم الدمج بين “الخيال” و بين تقنية” التأمل” في بعض الأحيان، و مثال على ذلك تخيل المرضى لأماكن آمنة و مريحة للتخلص من الخوف و الاكتئاب.
لذلك فإن طاقة” التّخيل” من أعظم الطّاقات التي استخدمها عظماء العالم ليخلقوا نجاحاتهم ، لقد تخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *