نسائم الإيمان ومع الصحابى عبد الله بن مسعود

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

إن النفوس لتكل عن العمل، وتفتر عن الطاعة، كما تكل الأبدان وتفتر، وإن ممّا يبعث نشاطَها ويزيدُ قوتَها ويقوي يقينَها قراءة سِيَرِ الصالحين ومعرفةُ أحوالِهم ، ولذلك قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: ” لسير الصالحين أحب إلينا من كثير من الفقه .

وإن بذكر أخبار الصالحين تستروح القلوب المؤمنة، وتبصر الحقَّ أعينٌ غشيها الباطل، وتستبين الطريق أقوام أضلته، وتلحق بالركب فئام تخلفت عنه، فذكر الصالحين يُعطر المجالس، ويُطِرب الأسماع، ولاسيما إذا كانوا من الصحب الكرام؛ إذ هم قدوتنا.

وهذه سيرة أحدهم، هاجر الهجرتين، وصلى إلى القبلتين، وشهد المشاهد مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي أجهز على أبي جهل، وبايع بيعة الرضوان، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان من السابقين إلى الإسلام ، حتى قال: ” لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض من مسلم غيرنا “، ذلكم هو أبو عبد الرحمن الهذلي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه .

فهو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة. وكناه النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا عبدالرحمـن ومات أبوه في الجاهلية، وأمُّه هي أم عبد بنت عبد وُدّ بن سُوَيٍّ، من بني زهرة وأسلمت أمه وصحبت النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك كان ينسب إلى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد وأم عبد كنية أمه رضي الله عنهما .

وكان ابن مسعود يقول أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة ، وكان يقول عن نفسه كذلك أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت ، وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول:

كان النبي يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل ، وقال حذيفة رضي الله عنه لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وأعلمهم بكتاب الله ، وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله ، وظل ملازمًا للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، يسير معه حيث سار، ويخدم النبي ، ويلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا اغتسل.

وكان أول شىء تعلمه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما ذكره الذهبي في سيره وغيره، عن لسان ابن مسعود أنه قال: قدمت مكة مع أناس من قومي نبتاع منها، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فإذا هو جالس عند زمزم، فبينا نحن كذلك إذ أقبل رجل من باب الصفا عليه ثوبان أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها .

حتى قصد الحجر فاستلم واستلم الغلام واستلمت المرأة، ثم طافوا البيت سبعًا، ثم استقبل الركن فرفع يده، وكَبَّر وقام ثم ركع ثم سجد ثم قام، فأقبلنا على العباس نسأله فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته ، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

ويحكي خبر إسلامه فيقول رضى الله عنه ،كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي مُعْيط، فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا غلام: هل من لبن؟ قلت: نعم ، ولكني مؤتمن، قال: “فهل من شاة لم ينزُ عليها الفحل؟، فأتيته بشاة، فمسح ضِرْعَها فنزل لبن، فحلب في إناءٍ فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: “اقلص”، فقلص، ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله: علمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: “يرحمك الله؛ إنك غُليِّم معلَّم”. رواه أحمد.

وكان رضي الله عنه يُعَدُّ من ضعفة الناس ومساكينهم، ومع ذلك تحمل الأذى وأسلم، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا ، وكنت أنا وابن مسعود وبلالٌ ورجلٌ من هذيل وآخران، وعلى الرغم من ضعفه في جسده وعشيرته فإنه كان قوي الإيمان، ثابت الجنان، يتحدى المشركين بكل إباءٍ وعزة.

وقال عروة بن الزبير: ” كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود”، قال: “اجتمع يومًا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، فَمَنْ رجل يسمعهموه؟! قال عبد الله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله عز وجل ، سيمنعني”.

قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، فقام عند المقام ثم قال: “بسم الله الرحمن الرحيم: رافعًا صوته: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ، قال: ثم استقبلها يقرأ فيها. قال: وتأملوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابنُ أم عبد، قال: ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد ، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه .

وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثَّروا في وجهه فقالوا: هذا الذي خشينا عليك، قال: ما كان أعداءُ الله أهونَ عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغدينهم بمثلها، قالوا: حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون”. رواه أحمد.

وكان رضي الله عنه ، كثير الاختلاف إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان في السفر يعتني بفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وسواكه ونعليه وطهوره، حتى من كثرة اختلافه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُظنُ أنه من أهل بيته، فقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ” قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينًا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم “.

وقال أبو الدرداء لعلقمة لما قدم عليه: ” أوليس عندكم ابنُ أم عبد صاحبُ النعلين والوسادةِ والمطهرةِ ” وبسبب هذه الملازمة أخذ ابن مسعود الهدي والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كان يُشبَّه به، وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما “إن أشبه الناس هديًا وسمتًا ودلاًّ بمحمد صلى الله عليه وسلم ، عبدُ الله بن مسعود من حين يخرج إلى حين يرجع، فما أدري ما في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أن ابنَ أم عبد من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة”. رواه الترمذي .

ولقد أخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كان عالمًا به، من كبار من يؤخذ عنهم القرآن من الصحابة ، بل جعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، في مقدمة القراء فروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: “خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة”. قال عبد الله بن عمرو في ابن مسعود: “لا أزال أحبه بعدما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بدأ به”.

ويبين مدى علمِه بكتاب الله فيقول رضي الله عنه ” والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلمُ أحدًا أعلمَ مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه”. رواه البخارى ومسلم .

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من ابن مسعود رضي الله عنه حتى قال له يومًا: ” اقرأ عليَّ القرآن”، قال: قلت: يا رسول الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: “إني أشتهي أن أسمعه من غيري”، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) سورة النساء ، فغمزني َرجلَه؛ ،فإذا عيناه تذرفان”. متفق عليه.

وقال علقمة: ” جاء رجل إلى عمر فقال: إني جئتك من عند رجل يملي المصاحف عن ظهر قلب؛ ففزع عمر، فقال: ويحك! انظر ما تقول، وغضب، فقال: ما جئتك إلا بالحق، قال: من هو؟! قال: عبدُ الله بن مسعود، فقال: ما أعلم أحدًا أحقَّ بذلك منه، وسأحدثك عن عبد الله: إنا سمرنا ليلة في بيت أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، بيني وبين أبي بكر، فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ .

فقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، يستمع إليه فقلت: يا رسول الله، أعْتَمتْ، فغمزني بيده: اسكت، فقرأ وركع وسجد، وجلس يدعو ويستغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، “سل تعطه”، ثم قال: “من سرَّه أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد”، فعلمت أنا وصاحبي أنه عبد الله، فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره، فقال: سبقك بها أبو بكر، وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه”. رواه أحمد .

وكان رضي الله عنه تلاّءً للقرآن، يحيي به ليله كما روى عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله قال: “كان عبد الله إذا هدأت العيون قام، فسمعت له دويًّا كدوي النحل” وقد بلغ ابن مسعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منزلة عظيمة، وتبوأ مكانًا عاليًا حتى قال عليه الصلاة والسلام في حقه: “رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد”. أخرجه الحاكم .

وما نال تلك المنزلة إلا لأنه كان معظمًا لله تعالى، معظمًا لكتابه، محتفيًا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يرتعد عند التحديث بها ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فرَعُد حتى رَعُدت ثيابه، ثم قال: نحو ذا أو شبيهًا بذا”. رواه أحمد

وكان عبد الله تأتي السنة لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدث ذات يوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بحديث فعلقه كآبة، وجعل العرق يتحادر على جبهته ويقول: ” نحو هذا أو قريبًا من هذا “. أخرجه الحاكم ، وكان رضي الله عنه ، فقيهًا عالمًا بالفرائض، اسْتُفْتيَ أبو موسى الأشعري في المواريث فأخطأ فصوبه ابن مسعود فقال أبو موسى: “لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم”. رواه البخاري. ولذلك كان أبو موسى رضي الله عنه يقول: “مجلسٌ كنت أجالسه ابن مسعود أوثقُ في نفسي من عمل سنة”.

وقد شهد له أكابر الصحابة بالعلم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال زيد بن وهب: “إني جالس مع عمر بن الخطاب إذ جاء ابن مسعود، فكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل عمر يكلمه، وتهلل وجهه، ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولّى فأتبعه عمر بصره حتى توارى، فقال: كُنيفٌ مُلِئَ علمًا”. أي: وعاءٌ ملئ علمًا.

وأثنى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فمما قال فيه: “قرأ القرآن وأحلّ حلاله، وحرم حرامه، فقيهٌ في الدين، عالم بالسنة” وشهد له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأن موازينه تثقل به يوم القيامة رغم أنه كان قصيرًا خفيف اللحم، فقال علي بن أبي طالب: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ابن مسعود فصعد شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مم تضحكون؟! لَرِجلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحد”.رواه أحمد.

وفي خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه ، أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم ووزير، ثم قال لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي ، وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب ، فقال عمر: ويحك ، ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود ، فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.

وكان رضي الله عنه حريصًا على جمع الكلمة، ملتزمًا السمع والطاعة في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، بعيدًا عن الفتنةِ وأهلها مع أنه كان متبوعًا في الدين، إمامًا للناس، له أتباعٌ يأتمرون بأمره، وينتهون بنهيه ، وكان بينه وبين عثمان رضي الله عنه خلاف في مسائل، فبعث إليه عثمانُ يأمره بالمجيء من الكوفة إلى المدينة، فاجتمع إليه الناس فقالوا: “أقم فلا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه”، فقال: “إن له عليَّ طاعة، وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أولَ من فتحها، فردَّ الناسَ وخرج إليه”.

فرضي الله عنه وعن عثمان وعن الصحابة أجمعين، ما أقوى إيمانهم، وما أشد اتباعهم، وما أعظم تحريهم للحق ، وكان الواحد منهم ينتصر للحق لا لنفسه؛ فكان الخلاف بينهم محمودًا، لأنه خلافٌ سببه اجتهادٌ في الوصول إلى الحق، وليس خلافًا في إثبات الرأي، وانتصار النفس ولو كان على حساب الحق والدليل كما في كثير من خلاف الخلوف المتأخرين.

ولبث عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة بعد عودته حتى ألمّ به مرض موته سنة 32 هـجريه، حيث توفي ابن مسعود في تلك السنة وعمره بضعًا وستين سنة، وكُفَّنَ في حُلَّة بمائتي درهم، ودفن بالبقيع ليلاً، عند قبر عثمان بن مظعون، بعد أن صلّى عليه الزبير بن العوام بحسب وصية ابن مسعود.

وقدترك ابن مسعود عند وفاته ضيعة براذان فمات عن تسعين ألف درهم، سوى الرقيق والماشية ، وكان قد أوصى إلى الزبير بن العوام، وإلى ابنه عبد الله بن الزبير، بالتصرّف في تركته، وإنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله بن مسعود إلا بإذنهما.

وبعد وفاة عبد الله بن مسعود، دخل الزبير على الخليفة عثمان يطالبه بعطاء ابن مسعود، وكان قد تركه حين مات عمر بن الخطاب، فأعطاه عثمان خمسة عشر ألفًا، وقيل عشرين ألفًا، وقيل خمسة وعشرين ألفًا، دفعها الزبير إلى عيال ابن مسعود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *