نسائم الإيمان ومع جريمة الإنتحار

إعداد وتقديم / محمــــد الدكـــرورى

إن الانتحار من أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، والمنتحر قيل أن مصيره إلى النار والجنة عليه حرام ، وإذا علمنا أن الحياة في هذه الدنيا محاطة بالصعوبات، فماذا سيحدث إذا شعر المسلم بأن لا فائدة من حياته؟ فغالبا يظهر هذا الشعور بسبب فقدان الأمل وضعف الإيمان لدى من يصاب به ، فالأمل إذا هو أحد الأسباب الرئيسة للنجاح في هذه الحياة .

لكن أمل في ماذا؟ أمل في وعود الله تعالى بأن بعد كل عسر يأتي اليسر، كما وعد الله في كتابه العزيز ( فإن مع العسر يسرا ) وإن الاعتداء على مخلوقات الله دون وجه حق جريمة لا تغتفر، والاعتداء على الإنسان دون إذن من الشرع محادة لله، والنفس أمانةٌ عند صاحبها، والأجساد بما فيها ، الحواس من أسماع وأبصار ونحوها من نِعَم الله على الإنسان .

ويجب شكر هذه النعم لا التخلص منها ، وإن قتل الإنسان نفسه محرم لا يجوز الإقدام عليه، ولا التفكير فيه ، وكثير من الناس من يعتقد أن المنتحر كافر أو أشرك بالله ، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة على المنتحر عقابا له واعتبارا لغيره، لكنه أذن للناس بالصلاة عليه لأن مرتكب هذه المعصية لا يعد كافرا، ومصيره تحت مشيئة الله تعالى .

إن شاء تجاوز عنه وإن شاء عذبه بحكمته وفضله وعدله ، فعن جابر بن سمرة قال: “أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتَل نفسه بمشاقص ” والمشاقص هو سهم عريض له طرف حاد ” فلم يصل عليه” رواه مسلم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومَن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدًا فيها أبدا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنِه في نار جهنم خالدًا مخلدا فيها أبدا ” رواه البخاري ومسلم .

فمن لم يرض بقضاء الله، وتسخط من فعل الله، وجزع من قدر الله سبحانه وتعالى فقتل نفسه، فحرام عليه الجنة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومَن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنِه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ” رواه البخاري .

والانتحار من أقبح الكبائر، لكن عند أهل السنة والجماعة لا يكون كافرا إذا كان مسلما يصلي معروفا بالإسلام موحدا لله عز وجل مؤمنا به سبحانه وبما أخبر به، ولكنه انتحر لأسباب إما مرض شديد وإلا جراحات شديدة وإلا أشباه ذلك من الأعذار ، فهذا الانتحار منكر وكبيرة من كبائر الذنوب ولكنه لا يخرج به من الإسلام، إذا كان مسلما قبل ذلك لا يخرج بالانتحار من الإسلام .

والمنتحر فى هذه الحالات يكون تحت مشيئة الله عز وجل كسائر المعاصي، إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة بإسلامه وتوحيده وإيمانه وإن شاء ربنا عذبه في النار على قدر الجريمة التي مات عليها وهي جريمة القتل، ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله تعالى من النار إلى الجنة، فينبغي لوالدته أن تدعو له كثيرا وأن ترحم عليه كثيرا، وتصدق عنه كثيرا لعل الله يلطف به ولعل الله يرحمه إذا كان مسلما .

أما إذا كان ليس بمسلم لا يصلي أو يستهزئ بالدين أو يعبد القبور ويتعلق بالأموات ويدعو الأموات ويستغيث بهم هذا لا يدعى له وليس بمسلم في الظاهر وأمره إلى الله تعالى ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ” رواه البخاري ومسلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *