نسائم الإيمان ووقفه فى حياة يذيد بن أسيد السلمى

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

هو يزيد بن أسيد زافر بن أبي أسماء بن أبي السيد بن منقذ بن مالك بن عوف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم، وهو من بني سليم بن منصور، وبنو سليم هم قبيلة عربية عدنانية قيسية، وكانوا وما زالوا يقيمون في الحجاز ونجد، وقد هاجرت بطون منهم إلى ليبيا وتونس، وبقيت بطون منهم من فرع بنو الحارث بن بهثة بن سليم في ديارهم الأصلية في الحجاز ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة خاصة في محافظة الكامل وفي وادي ستارة ووادي ساية ووادي قديد وفي حرة بني سليم على طريق الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهم أخوال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

حيثُ أنه قال في حديثه الشهير: ” أنا ابن العواتك من سليم” والعواتك هُن ثلاث نساء من جدات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وجميعن يحملن اسم عاتكة ومن قبيلة بني سليم، وكانت أولهن هيّ عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصَفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تزوجها سيد قريش قصي بن كلاب فأنجبت له عبد مناف جد قبيلتي بني أمية وبني هاشم، وابنها عبد مناف تزوج ابنة خاله عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان .

بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فأنجبت له سيد قريش هاشم بن عبد مناف جد آل البيت بني هاشم، وعاتكة الثالثة ابنة أخ عاتكة الثانية وحفيدة أخ عاتكة الأولى وهي عاتكة بنت الأقوص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تزوجها عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي سيد بني زهرة وابن أخ قصي بن كلاب جد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وزوج عاتكة الأولى، فأنجبت عاتكة الثالثة لعبد مناف بن زهرة وهب بن عبد مناف والد آمنة بنت وهب أم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان يزيد هذا من القادة المعروفين في دولة بني العباس، وبنو العباس هي قبيلة عربية من نسل العباس بن عبد المطلب، وقد خدم الخلفاء من بني العباس بكونهم قادة للمسلمين لمدة خمسة قرون حتى سقوط الخلافه فى بغداد، وكانت هذه الخلافة العباسية، وينحدر بني عباس من عبد الله بن عباس، وهو أحد صحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كذلك ابن عم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه، وكان أحد علماء القرآن الأوائل، ويعود نسبهم إلى عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب

بن كعب بن لؤي بن غالب بن فيهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معاد بن عدنان، وبنى سليم، وهم أكثر قبائل قيس عدداً، وفيهم الأبطال الأنجاد، والخيل الجياد، وبني سليم هؤلاء فبطن متسع من أوسع بطون مضر وأكثرهم جموعاً، وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس، وفيهم شعوب كثيرة، وقد تولى يزيد بن أسيد السلمي أرمينيا في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وتولاها لإبنه المهدي العباسي كذالك، وغزا الروم سنة مائه وثمانيه وخمسين من الهجره، وقد استولى على حصون من ناحية قاليقلا سنة مائه واثنين وستين من الهجره.

وقيل أنه كانت أمه نصرانية، فهو يزيد بن أسيد بن زافر، وهو المعروف بيزيد سُليم، الّذي تداول الناس فيه وفي يزيد بن حاتم، قول ربيعة الرقي: لشتان ما بين اليزيدين في الندى: ويزيد سليم، والأغر ابن حاتم وكان ربيعة قد ذهب إليه، واستقلّ ما أعطاه، وذهب إلى يزيد بن حاتم الأزدي والي إفريقية، فلقي منه كرما بالغا، فجعل، اليزيدين، مضرب المثل، وكان من أخباره عزل المنصور يزيد بن أسيد عن الجزيرة، وولى أخاه العباس، فعسف العباس على يزيد، فقال يزيد لأبي جعفر : يا أمير المؤمنين، إن أخاك أساء عزلي وشتم عرضي فقال أبو جعفر : يايزيد، اجمع بين إحساني وإساءته يعتدلان.

فقال يزيد : ياأمير المؤمنين، إذا كان إحسانكم جزاء لإساءتكم كانت الطاعة منا تفضلا، وفي سنة مائه وخمسه وخمسين من الهجره، خرج يزيد بن أسيد السلمي، لغزو دان قشة وهي بأطراف بحر الخزر وغزا الروم في الصائفة سنة مائه وسبعه وخمسين من الهجره، وبحر الخزر، هو بحر مغلق يقع في غرب آسيا وهو أكبر بحر مغلق في العالم، وتطل على بحر الخزر، خمسة دول هي روسيا وإيران وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، وقال أبو دعامة: هجا الشاعر ربيعة بن ثابت الرقي يزيد بن أسيد السلمي وكان يزيد جليلا ومقربا عند المنصور والمهدي وفضل عليه يزيد بن حاتم قلت لربيعة يا أبا شبابة .

ماحملك على أن هجوت رجلا من قومك وفضلت عليه رجلا من الأزد فقال أخبرك، أملقت فلم يبق لي شيء إلا داري فرهنتها على خمس مئة درهم ورحلت إليه إلى أرمينيا فأعلمته ذلك، ومدحته وأقمت عنده حولا فوهب لي خمس مئة درهم فتحملت وصرت بها إلى منزلي فلم يبقي معي كبير شيء فنزلت في دار بكراء فقلت لو أتيت يزيد بن حاتم ثم قلت هذا ابن عمي فعل بي هذا الفعل فكيف غيره ثم حملت نفسي على أن أتيته فأعلم بمكاني فتركني شهرا حتى ضجرت فأكريت نفسي من الحمالين وكتبت بيتا في رقعة وطرحتها في دهليزه والبيت هو : أراني ولا كفران لله راجعا، بخفي حنين من يزيد بن حاتم.

فوقعت الرقعة في يد حاجبه فأوصلها إليه من غير علمي ولاأمري فبعث خلفي فلما دخلت عليه قال هيه أنشدني ماقلت فتمنعت فقال والله لتنشدني فأنشدته، فقال والله لا ترجع كذلك ثم قال انزعوا خفيه فنزعا فحشاهما دنانير وأمر لي بغلمان وجوار وكسا أفلا ترى لي أن أمدح هذا وأهجو ذاك قلت بلى والله ثم قال وسار شعري حتى بلغ الخليفة المهدي فكان سبب دخولي إليه، وتوفي يزيد بن أسيد السلمي سنة مائه واثنين وستين من الهجره، وقد تأمر إبنه أحمد بعده أيضاً لدى العباسيين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *