نص كلمة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، خلال المؤتمر الصحفى

نص كلمة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، خلال المؤتمر الصحفى

كتب شحاتة أحمد

فى البداية، أرحب بكم؛ متطلعًا إلى دوركم البنَّاء فى خدمة الوطن، وقد آليت أن يكون لقائى بكم هو أول اجتماع ينعقد بالقاعة الجديدة لمجلس الجامعة؛ تقديرًا لرسالة الإعلام الوطنى الداعمة لرسالة الأزهر: جامعًا، وجامعة.

 

إن جامعة الأزهر: قيادة، وأساتذة، وطلابًا، إذ تنظر بعين الامتنان والاعتزاز لثقة الدول الأفريقية وإدراكها للدور المصرى المتعاظم فى تعزيز روح التضامن بين الأشقاء، والسعى الجاد لتحقيق التكامل المنشود، وضمان التنمية المستدامة، تتقدم بأسمى آيات التهانى للرئيس عبدالفتاح السيسى؛ بمناسبة توليه رئاسة الاتحاد الأفريقى، وتُعرب عن تقديرها لما أعلنه فى الاستراتيجية القارية، من ركائز تُجَّسد أولويات مستحقة، تُراعى فقه الواقع، وفقه الأولويات، وتنطلق من مبدأ راسخ: «قوتنا فى وحدتنا.. معًا نستطيع قهر المستحيل».

واضطلاعًا بالرسالة العالمية للأزهر، بمختلف أبعادها التعليمية والدعوية والاجتماعية والإنسانية، انطلقت جامعة الأزهر، برعاية كريمة وتوجيهات مباشرة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للقيام بواجبها فى تبليغ أمانة العلم الشرعى عبر منهج رصين، يُعد ترجمةً صادقةً أمينةً لروح الإسلام بمنهجه الوسطى: عقيدة، وشريعة، وأخلاقًا، وتعزيز علاقات التعاون مع أشقائنا فى أفريقيا، وتوفير كل سبل الرعاية لمن توافدوا إلى الأزهر لتلقى العلم، وإيفاد البعثات العلمية والقوافل الدعوية والطبية والاجتماعية إلى بلدان قارتنا الحبيبة.

وإنه لمن دواعى السرور، أن تصدرت جامعة الأزهر نتيجة التصنيف الأفريقى للجامعات، ثم تم اختيارها، عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية، ممثلاً عن إقليم شمال أفريقيا، وعلى ضوء ذلك قررت إطلاق عدة فعاليات تُسهم فى احتضان شباب الجامعات الأفريقية، وترسيخ قيم الحوار، وشرعية الاختلاف، والتسامح، والمواطنة، والتعايش المشترك، والاندماج الإيجابى بما يُسهم فى صنع السلام العالمى، وإرساء دعائم الأخوة الإنسانية، بما يُحقق الثراء الحضارى فى خدمة البشرية جمعاء.

وقبل أن أذكر تفاصيل هذه الفعاليات، أُعلن أن جامعة الأزهر: قيادةً، وأساتذة، وطلابًا، تتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ لموافقته على الرعاية الكريمة لهذه الفعاليات، التى نتطلع أن تكون هى وغيرها من الأنشطة المزمع عقدها بجامعة الأزهر، من الإسهامات الفعَّالة ضمن الاستراتيجية القارية التى أعلنت مصر تنفيذها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى.

أما عن الفعاليات فأبدأ حديثى، معلنًا:

أولاً: افتتاح المقر الإقليمى لاتحاد الجامعات الأفريقية بشمال أفريقيا، بجامعة الأزهر فى احتفال رسمى يوم ١٢ مارس المقبل.

ونتطلع عبر هذا المقر الإقليمى الدائم، إلى مد جسور التواصل المثمر بين الاتحاد، وجامعات شمال أفريقيا، وتعزيز علاقات التعاون العلمى والثقافى، وبناء شراكات جادة بين مؤسسات التعليم العالى، تنطلق من الإيمان الكامل بدور التعليم فى بناء وتقدم الأمم، وتجاوز عثراتها؛ إعلاءً لمبدأ «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية».. شراكات تهدف إلى صناعة الأمل فى غدٍ أفضل يشهد ارتقاء بلداننا إلى مصاف الدول المتقدمة، وترتكز على مشروعات بحثية ثرية، تُدرك الواقع بإشكالياته، وتسعى للإسهام الفعَّال فى تحقيق التنمية المستدامة، من خلال الاستراتيجية القارية التى تتبناها مصر، خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى.

ثانيًا: تنظيم الأولمبياد الأول لاتحاد الجامعات الأفريقية خلال الفترة من ١٤ إلى ١٨ مارس المقبل، فى كرة القدم، والسلة، وألعاب القوى، بمشاركة ٦٦٠ طالبًا يُمثلون جامعات القارة بمختلف أقاليمها، وينتمون إلى ٢٢ دولة أفريقية، ونأمل أن يكون فرصةً للتلاقى، وترسيخ أواصر المحبة والأخوة بين الشباب الأفريقى، وأن يبعث برسالة سلام للعالم، من مصر، أرض المحبة والسلام، تعكس وحدة الصف الأفريقى بين قادة المستقبل؛ بما يتناغم مع ما تسعى إليه مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى؛ ترسيخًا للشراكة الأفريقية.

ثالثًا: تنظيم المؤتمر الدولى للتعليم العالى بالقارة الأفريقية بمركز الأزهر الدولى للمؤتمرات، فى الفترة من ٨ إلى ١١ يوليو المقبل، الذى يعقده اتحاد الجامعات الأفريقية كل عامين؛ لمناقشة الخطة الاستراتيجية للتعليم العالى بالاتحاد الأفريقى، بحضور وزراء ورؤساء مؤسسات التعليم العالى بأفريقيا وأوروبا.

ونتطلع إلى أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات قابلة للتنفيذ، تُسهم فى تحقيق الجودة الشاملة للتعليم العالى، وإرساء دعائم تبادل الخبرات الأكاديمية من خلال إنشاء بنك للمعرفة يضم الرسائل العلمية بمختلف الجامعات الأفريقية، وتشجيع ثقافة البحث العلمى والإبداع والابتكار خاصة فى المجالات التنموية؛ لمواجهة التحديات القارية، وتعزيز التنافسية العالمية، وزيادة فرص التعليم والتدريب التقنى والمهنى بما يُلبى احتياجات سوق العمل، إلى غير ذلك من الأطروحات الطموحة.

ومن ناحية أخرى، أنتهز هذا اللقاء، فى أن أتوجه، بجزيل الشكر والتقدير والامتنان، للرئيس عبدالفتاح السيسى؛ لاستجابته السريعة وتدخله الفورى بتوجيهات مباشرة بإيجاد مسار آمن يَعبر من خلاله طلاب جامعة الأزهر بمدينة نصر بالقاهرة الطريق إلى كلياتهم؛ حرصًا على سلامتهم، وتلافيًا لوقوع أى حوادث.

وقبل أن أختتم كلمتى، أود الإشارة إلى مايلى:

أولاً: انطلق الفصل الدراسى الثانى، وهناك تعليمات واضحة بضرورة انتظام الدراسة منذ الأسبوع الأول، وقد تم، لأول مرة، إعلان نتيجة امتحانات الفصل الدراسى الأول، الأمر الذى لمست استحسانًا طلابيًا منه، خلال جولاتى الميدانية.

وأؤكد أننى وجَّهت، عمداء الكليات بعقد منتديات للحوار والتواصل المباشر، مع طلَّاب العلم؛ لتحصينهم من الانزلاق إلى براثن الفكر المتطرف أو الوقوع فريسة لمن يسعون لهدم الوطن بإثارة الشائعات، وتربيتهم على استيقاء معلوماتهم من مصادرها الصحيحة عبر قنواتها الرسمية.

ثانيًا: تحتفل جامعة الأزهر، بالتعاون مع وزارة الداخلية، يوم ١٩ فبراير الحالى، بعيد الشرطة، وتعلن إطلاق أسماء شهداء الوطن على بعض مبانى المدن الجامعية؛ تخليدًا لذكراهم، وتقديرًا لتضحياتهم فى حفظ أمن الوطن والمواطنين، ودحر قوى الشر.

ثالثًا: هناك لجان علمية متخصصة بجامعة الأزهر، فى حالة انعقاد دائم، تعكف على مراجعة المناهج الدراسية المقررة على الطلاب بمختلف الكليات خاصة ما تُعنى بالعلوم العربية والشرعية؛ للتأكد من اتساقها مع المنهج الأزهرى الوسطى، والتوصيف الدراسى المقرر، وما يستهدفه من نواتج للتعلم، بما يضمن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُواكب آخر ما وصل إليه العلم، ويُلبى احتياجات العصر.

وتتخذ الجامعة ما يلزم من إجراءات فورية رادعة نحو من يثبت خروجه عن المنهج الأزهرى، وقد أحالت الجامعة، منذ فترة، البعض إلى التحقيق؛ لعدم التزامهم بتدريس المواد الدراسية للطلاب وفق التوصيف الدراسى المقرر، الذى يتسق مع المنهج الأزهرى، ويُجَّسد صحيح الإسلام بقيمه الوسطية السمحة.. ولكن ليس من الملائم الحديث عن تفاصيل أى موضوعات مازالت قيد التحقيق.

رابعًا: انطلاقًا من أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» التى وقع عليها فضيلة شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان؛ تعكس الفهم الحقيقى للدين الإلهي الواحد، وتُجَّسد الإدراك الواعى للمنهج الأزهرى؛ فإننا قررنا ترسيخها بوجدان طلاب العلم، فى قاعات الدرس، وعبر أنشطة فكرية متباينة داخل الحرم الجامعى.

خامسًا: إن نجاح تجربة الامتحان والتصحيح الإلكترونى بنظام «البابل شيت» التى تم تطبيقها فى بعض الكليات خلال الفصل الدراسى الأول، دفعنا إلى التفكير الجاد فى التوسع المنضبط فى هذه التجربة وفق جدول زمنى محدد، بمراعاة تدريب أعضاء هيئة التدريس، فى إطار سعينا إلى التحول التدريجى لمنظومة الجامعة الذكية؛ لضمان تكافؤ الفرص، ودقة وسرعة تقدير الدرجات؛ بما يُسهم فى قياس المستوى التعليمى الحقيقى للطلاب، وتنمية القدرات الإبداعية لديهم.

سادسًا: تعقد الجامعة دورات تدريبية لرفع قدرات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإدارى، وودورات أخرى للطلاب فى مجال ريادة الأعمال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *