قام سعادة المهندس فتحي جبر عفانة – سفير الأسرة العربية والرئيس التنفيذي لمؤسسة فاست بدولة الامارات العربية بألقاء كلمة وذلك خلال حضوره وتشريفه فعاليات حفل الدورة الثانية من فعاليات ( الكونجرس الدولي للمسؤولية المجتمعية لعام ٢٠٢١م) وكذلك ( الملتقى الخامس للسفراء الدوليين للمسؤولية المجتمعية لعام ٢٠٢١م ) تحت رعاية فخرية من فخامة رئيس مجلس وزراء جمهورية قيرغيزيا ، إضافة إلى كبار الشخصيات الحكومية القيرغيزية وأعضاء البرلمان وسماحة مفتي الجمهورية، وأصحاب المعالي والسعادة السفراء الدوليون للمسؤولية المجتمعية، وعدد كبير من الخبراء والمستشارين في مجالات المسؤولية المجتمعية من الدول العربية والإسلامية ومن خارجها، إضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى جمهورية قيرغيزيا، وذلك بتنظيم من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وبالشراكة والدعم من جمعية السلام للأعمال الانسانية والخيرية الكويتية.
وجاءت نص كلمته كالتالي والتي قال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين ، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..أما بعد … أصحاب السعادة … السيدات والسادة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يوماً بعد يوم تزداد حدة الازمات الانسانية التي تعصف بالعالم اجمع وبدول العالم النامي بشكل خاص ، فهناك الملايين من الرجال والنساء يكافحون من اجل الحصول على وجبة غذاء ومأوى ودواء وماء . وعدم توافر احتياجاتهم الاساسية لا يتسبب فقط في معاناتهم انما يؤثر ايضاً على تقدمنا في العديد من المجالات ، لذا من الواجب علينا التكاتف والتعاون محلياً ودولياً لنحاول ان نغير واقعنا الى الافضل ، فحين تجتمع الايادي البيضاء والقلوب الرحيمة مع المحرومين والمحتاجين لتخفيف معاناتهم في ظاهرة انسانية يكون الجميع راض ، ولهذا السبب انشأت مؤسسة فتحي عفانة للاعمال الانسانية .
فنحن نسعى دوماً لدعم العديد من المبادرات الاجتماعية والاعمال التطوعية التي جعلتنا في الصدارة دوما مما يحفزنا على العمل والابداع والتميز ومواكبة مسيرة العطاء الانساني والتعامل الخيري على كافة الاصعدة ،، فقد دعمنا المرأة بكافة مجالاتها كونها تمثل نصف المجتمع ولديها طاقات وقدرات تؤثر في الحياة تأثيراً بالغاً ، وكان للتعليم الجزء الاكبر والاهم لمبادرات المؤسسة وآخرها كرسي فتحي عفانة لرعاية بحوث المسؤولية الاجتماعية ، اضافة الى المنح الدراسية لمئات الطلاب سنويًا في العديد من الجامعات العربية .
و تعمل المؤسسة دوماً على دعم أفكار العمل المجتمعي لمؤسسات وجمعيات مختلفة و تقديم الدعم لكثير من الحملات ، و نعمل دوماً على مواكبة الاحداث المستجدة في العالم مثل ، كسوة عيد ، و سلام لبيروت بعد فاجعة الميناء و الدمار الذي لحق في بيروت و تبرعات شتاء دافئ و كسوة عيد و ذبح الأضاحي و بناء و إعادة تأهيل المنازل و مراكز الخدمات و مراكز كبار السن في جمهورية السودان من أثر السيول ، و أيضاً تقديم المساعدات الطبية لأهلنا في غزة و كسوة عيد و توزيع الأضاحي ، و دعم المشاريع الصغيرة للكثير من الناس و كذلك دعم أصحاب الهمم بكل طاقاتنا . و تعمل المؤسسة على برنامج أفطار صائم و توزيع الطرود الغذائية و الكثير من التفاعلات المجتمعية و الانسانية في عدة دول .
فالمسؤولية المجتمعية تتسع مع اتساع مساحة التفاعل الاجتماعي ولها بنية تتأسس عبر التوازن بين الحقوق والواجبات ، حتى يقوى إرتباط الفرد بمجتمعه ويؤكد إنتمائه لهذا المجتمع .و بصفتي أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة فاست للمقاولات وجدت أن المسؤولية الاجتماعية للشركة أمر أخلاقي في المقام الأول و تطبيقها يعود على الشركة بالمنافع و المكاسب الاقتصادية و الدعاية و السمعة الحسنه للشركة وتحسين صورتها في المجتمع ، و بالفعل وجدنا فوائد عديدة فيما يتعلق بالسمعة الحسنة و التسهيلات و انتاجية العاملين و من هنا باتت الاستدامة و المسؤولية المجتمعية توأمان لا ينفصلان في شركة فاست .و قد خصصت الشركة نسبة من أرباحها السنوية للعمل المجتمعي .
ونحن نرى أن استدامة المسؤولية الاجتماعية للشركات يأتي من خلق لوائح تلزم الشركات بدورها نحو المجتمع ، و عندما تعمل الشركات على تنمية المجتمع وتطويره فبالتأكيد ستكون تلك الشركات أول المستفيدين من هذا التطور.ما نعيشه اليوم يحفزنا اكثر للتعاون خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا التي تسببت باضرار كبيرة في مختلف نواحي الحياة فالتصدي للوباء شكل فرصة لتعزيز الشعور بالمسؤولية فالتعاون والانسجام وقت الازمات يعزز قيم التضامن والتماسك المجتمعي ويرسخها اكثر . وفي الختام نحن نأمل لشعوبنا الامن والاستقرار والحياة الكريمة ، فالشعوب التي تتصف بخصائص الانسانية الراقية و المسؤولية المجتمعية تستطيع ان تكون ذاتها وان تعلي مكانتها وتحافظ على كرامتها وبالتالي تتمكن من فرض وجودها في المجتمع العالمي .
وفي نهاية كلمته وجه الشكر لجميع الحضور والقائمين علي هذا اللقاء لجهودهم وعزيمتهم . دمتم برعاية الله و حفظه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
