هبة عبد الفتاح .. تكتب “دارت الأغنام” .. “فدك الزلزال الأرض”
هبة عبد الفتاح .. تكتب “دارت الأغنام” .. “فدك الزلزال الأرض”
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (صدق الله العظيم
تجلت قدرة الله في منح بعض المخلوقات قدرات استشعار عالية، لم يتمكن البشر حتي الآن من محاكاتها بأجهزتهم رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، فها هي بعض الحيوانات لديها قابلية لا يُعرف منبعها في استشعار الزلازل قبل حدوثها ، فهناك العديد من الأبحاث التي أجريت على كثير من الحيوانات لمعرفة مدي قدرتها على استشعار الزلازل ، حيث لاحظ البشر منذ آلاف السنين أن الحيوانات كثيراً ما تتصرف بشكلٍ غريب، قبل وقوع الكوارث الطبيعية. فهل يمكننا الاستفادة من هذه الإشارات كإنذارٍ بكوارث وشيكة؟؟؟؟!!!!!
فبالرغم من فشل جميع أجهزة الإنذار المبكر من مستشعرات حركة المد والجزر والزلازل في التحذير من وقوع التسونامي المدمر الذي ضرب العديد من المناطق الساحلية حول المحيط الهادي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 225 ألف شخص في 12 دولة. ويذكر أنه في الدقائق والساعات التي سبقت الكارثة، بدا للكثيرين وكأن الحيوانات كانت تشعر بالخطر الوشيك، وتحاول الفرار. ويقول شهودُ عيان إن الفيلة هرعت إلى المناطق المرتفعة، والطيور هجرت أعشاشها في المناطق المنخفضة، وإن قطيعاً من الجواميس شنَّف آذانه فجأة، ونظر إلى البحر قبل أن يندفع إلى قمة تلٍّ قريب قبل دقائق من وقوع الكارثة.
وقد دفعت مثلُ هذه الروايات عن سلوك الحيوانات قبل الكوارث، العديدَ من العلماء إلى الاهتمام الجاد بالبحث في النظرية القائلة بأن الحيوانات لديها أنظمة داخلية تنبهها إلى قرب وقوع الكوارث الطبيعية، والتساؤل فيما إذا كان من الممكن الاستفادة من هذه الأنظمة كأجهزةِ إنذارٍ مبكر قبل وقوع الكوارث .
فهناك كثير من الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط والأبقار والدجاج والأرانب وبعض الحشرات والطيور، وكثير من الحيوانات البحرية، تملك القدرة على استشعار الزلازل قبل وقوعها، إلا أن ما يعتري هذه الحيوانات من اضطراب قبل وقوع الزلزال، يحدث معها أيضًا في الأوقات العادية، مما يجعل البحث غير منضبط وغير كاف لتثبيت وقت الزلزال وتحديد موقعه.
فمثلا عند تسليط الضوء على هذين الكائنين النمل والثعبان ، وذلك لأسباب عدة ، منها تمتعهما بخصائص مشتركة ومفيدة حول استشعار الزلازل، فكلاهما أصمّ ولا يقدران على سماع الموجات الصوتية الهوائية التي تمرّ عليهما، ولكن الغريب في الأمر، أنهما يستشعران الأصوات والموجات الصادرة من باطن الأرض، كالأمواج الكهرومغناطيسية، أو الغازات التي تتصاعد من باطنها ،وهذا يجعلنا نسترجع ما ذكره القرآن في قصة النملة التي أحست بقدوم جيش النبي سليمان ، وأنذرت قومها بالخطر القادم، وكأن هذه النملة استشعرت الاهتزازات الأرضية التي أحدثتها الخيول ، وانطلاقًا من ذلك، فإذا لوحظ أن النمل يخرج من جحوره بطريقة غير طبيعية، ثم يسير بصف واحد أو بشكل تجمعات متكتلة، ثم لوحظ أثناء ذلك موت الكثير منها دون سبب؛ فالأرجح أن ذلك نذير للزلزال.
فقد كان الاعتقاد سائداً لعدة قرون بأن الحيوانات قادرة على التنبؤ بحدوث الزلازل، وقد سجل المؤرخون عام 373 قبل الميلاد أن الحيوانات بما فيها الفئران والأفاعي و العرس هجرت المدينة اليونانية HEILS قبل أيام من تدمير الزلزال لها ، وهناك حالات مماثلة لتنبؤ الحيوانات بالزلازل كانت قد سجّلت عبر القرون ، فمثلا تحرّك سمك السلمون بعنف، و توقف الدّجاج عن وضع البيض ، ومغادرة النحل للخلية في حالة من الذّعر ،كما ادعى أصحاب الحيوانات الأليفة بمختلف أنواعها مشاهدتهم الكلاب والقطط تتصرف بغرابة قبل اهتزاز الأرض ، حيث كانت تنبح أو تأن دون سبب واضح ، كما كانت تظهر عليها علامات التوتر والأرق .
ولكن بماذا تشعر الحيوانات بالضبط ؟ هل تشعر بأي شيء ؟ فإن ذلك يعتبر لغزاً !!!!!
بدأت إحدى أهم الدراسات حول هذه القدرة عند الحيوانات، قبل خمس سنوات، في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا، وتضمنت تسجيل أنماط حركة الحيوانات المختلفة؛ كالأبقار والأغنام والكلاب في منطقة مارشيس المعرضة للزلازل في وسط إيطاليا، حيث تم تزويد الحيوانات برقائق إلكترونية ترسل إشاراتٍ إلى كمبيوتر مركزي كل بضع دقائق.
وعلى مدى عامين، تم تسجيل أكثر من 18,000 زلزال في المنطقة تراوحت بين هزات بسيطة إلى زلازل بشدة أربع درجات، أو أكثر، بما في ذلك زلزال نورسيا المدمر الذي بلغت شدته 6.6 درجات ، ولاحظ الباحثون تغيراً في سلوك حيوانات المزرعة قبل نحو 20 ساعة من وقوع الزلازل ، وربط العلماء بين وجود نشاط جماعي زائد بأكثر من 50% لمدة تزيد على 45 دقيقة عند الحيوانات مع توقع حدوث زلزال بقوة أربع درجات أو أكثر ، ونجحوا في توقع سبعة من أصل كل ثمانية زلازل حدثت في تلك الفترة.
وفي أمريكا الجنوبية توصلت عالمة البيئة السلوكية راشيل غرانت إلى نتائج مماثلة، حيث سجلت الكاميرات التي وزعتها في محمية ياناكاجا الوطنية في بيرو إنخفاضاً في أعداد الحيوانات قبل 23 يوماً من وقوع زلزال كونتامانا الذي بلغت قوته سبع درجات عام 2011 ، وزاد انخفاض أعداد الحيوانات قبل ثمانية أيام، وفي الأيام 6 و5 و3 و2 لم تسجل الكاميرات حركة أي حيوانات، وهذا أمرٌ غير معتاد نهائيا، وتقول غرانت إن السبب في تغير سلوك الحيوانات ربما يرتبط بسلسلة من الاضطرابات القوية في الشحنات الكهربائية في الغلاف الجوي، تتكرر كل بضع دقائق قبل وقوع الزلازل ، تنشأ هذه الاضطرابات بسبب الضغوط الهائلة في الصخور العميقة التي تخلق شحنات إلكترونية، يمكن أن تتدفق إلى سطح الأرض لتولد موجات كهرومغناطيسية منخفضة التردد للغاية لتشكل إشارة ربما تكون بعض الحيوانات قادرة عل التقاطها.
وقد أنشأت الصين مركز تحذير من الزلازل في مكتب الزلازل في نانينع لمراقبة سلوك الأفاعي ، وهي أقرب الحيوانات إلى الأرض في المزارع المنشرة في منطقة واسعة معرضة للزلازل ، وكانت التغيرات المفاجئة في سلوك الثعابين هي التي دفعت السلطات إلى إخلاء مدينة هايتشينغ في عام 1975 قبل فترة وجيزة من وقوع زلزالٍ مدمر، مما ساهم في إنقاذ أعداد لا تُحصى من الأرواح ، وليست الزلازل هي الكوارث الوحيدة التي يبدو أن الحيوانات تستشعرها، ففي عام 2014 سجل علماء كانوا يتتبعون أسراب طائر النقاد الذهبي الجناح هجرةً مفاجئة في غير موعدها لأسرابٍ من هذه الطيور من أرض تكاثرها في ولاية تينيسي إلى مسافة تزيد على 700 كيلومتر، وبعد مغادرة الطيور بوقتٍ قصير ،ضربت مجموعة مرعبة من الأعاصير المنطقة قتلت 35 شخصاً وتسببت بأضرارٍ فاقت قيمتها مليار دولار ، وقد بدا واضحاً أن الطيور إستشعرت بالإعصار عندما كان على بعد أكثر من 400 كيلومتر ، ويرجح العلماء أن تفسير ذلك يعود إلى وجود موجات فوق صوتية منخفضة التردد تلتقطها الطيور، ولا يمكن للبشر سماعها ، ويعتقد العلماء أن هذه الأمواج فوق الصوتية هي ما يساعد الطيور المهاجرة عبر المحيطات على تجنب العواصف العاتية أثناء رحلتها ، وقد قام فريقٌ من المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بتركيب أجهزة تتبع على 56 طائراً من خمسة أنواعٍ مختلفة من الطيور المهاجرة عبر المحيط، وتقوم محطة الفضاء الدولية بالتقاط إشارة تلك الأجهزة لمراقبة حركة الطيور أثناء هجرتها، ومراقبة كيفية استجابتها للمخاطر الطبيعية في طريقها .
هبة عبد الفتاح .. تكتب “دارت الأغنام” .. “فدك الزلزال الأرض”
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( صدق الله العظيم
تجلت قدرة الله في منح بعض المخلوقات قدرات استشعار عالية، لم يتمكن البشر حتي الآن من محاكاتها بأجهزتهم رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، فها هي بعض الحيوانات لديها قابلية لا يُعرف منبعها في استشعار الزلازل قبل حدوثها ، فهناك العديد من الأبحاث التي أجريت على كثير من الحيوانات لمعرفة مدي قدرتها على استشعار الزلازل ، حيث لاحظ البشر منذ آلاف السنين أن الحيوانات كثيراً ما تتصرف بشكلٍ غريب، قبل وقوع الكوارث الطبيعية. فهل يمكننا الاستفادة من هذه الإشارات كإنذارٍ بكوارث وشيكة؟؟؟؟!!!!!
فبالرغم من فشل جميع أجهزة الإنذار المبكر من مستشعرات حركة المد والجزر والزلازل في التحذير من وقوع التسونامي المدمر الذي ضرب العديد من المناطق الساحلية حول المحيط الهادي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 225 ألف شخص في 12 دولة. ويذكر أنه في الدقائق والساعات التي سبقت الكارثة، بدا للكثيرين وكأن الحيوانات كانت تشعر بالخطر الوشيك، وتحاول الفرار. ويقول شهودُ عيان إن الفيلة هرعت إلى المناطق المرتفعة، والطيور هجرت أعشاشها في المناطق المنخفضة، وإن قطيعاً من الجواميس شنَّف آذانه فجأة، ونظر إلى البحر قبل أن يندفع إلى قمة تلٍّ قريب قبل دقائق من وقوع الكارثة.
وقد دفعت مثلُ هذه الروايات عن سلوك الحيوانات قبل الكوارث، العديدَ من العلماء إلى الاهتمام الجاد بالبحث في النظرية القائلة بأن الحيوانات لديها أنظمة داخلية تنبهها إلى قرب وقوع الكوارث الطبيعية، والتساؤل فيما إذا كان من الممكن الاستفادة من هذه الأنظمة كأجهزةِ إنذارٍ مبكر قبل وقوع الكوارث .
فهناك كثير من الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط والأبقار والدجاج والأرانب وبعض الحشرات والطيور، وكثير من الحيوانات البحرية، تملك القدرة على استشعار الزلازل قبل وقوعها، إلا أن ما يعتري هذه الحيوانات من اضطراب قبل وقوع الزلزال، يحدث معها أيضًا في الأوقات العادية، مما يجعل البحث غير منضبط وغير كاف لتثبيت وقت الزلزال وتحديد موقعه.
فمثلا عند تسليط الضوء على هذين الكائنين النمل والثعبان ، وذلك لأسباب عدة ، منها تمتعهما بخصائص مشتركة ومفيدة حول استشعار الزلازل، فكلاهما أصمّ ولا يقدران على سماع الموجات الصوتية الهوائية التي تمرّ عليهما، ولكن الغريب في الأمر، أنهما يستشعران الأصوات والموجات الصادرة من باطن الأرض، كالأمواج الكهرومغناطيسية، أو الغازات التي تتصاعد من باطنها ،وهذا يجعلنا نسترجع ما ذكره القرآن في قصة النملة التي أحست بقدوم جيش النبي سليمان ، وأنذرت قومها بالخطر القادم، وكأن هذه النملة استشعرت الاهتزازات الأرضية التي أحدثتها الخيول ، وانطلاقًا من ذلك، فإذا لوحظ أن النمل يخرج من جحوره بطريقة غير طبيعية، ثم يسير بصف واحد أو بشكل تجمعات متكتلة، ثم لوحظ أثناء ذلك موت الكثير منها دون سبب؛ فالأرجح أن ذلك نذير للزلزال.
فقد كان الاعتقاد سائداً لعدة قرون بأن الحيوانات قادرة على التنبؤ بحدوث الزلازل، وقد سجل المؤرخون عام 373 قبل الميلاد أن الحيوانات بما فيها الفئران والأفاعي و العرس هجرت المدينة اليونانية HEILS قبل أيام من تدمير الزلزال لها ، وهناك حالات مماثلة لتنبؤ الحيوانات بالزلازل كانت قد سجّلت عبر القرون ، فمثلا تحرّك سمك السلمون بعنف، و توقف الدّجاج عن وضع البيض ، ومغادرة النحل للخلية في حالة من الذّعر ،كما ادعى أصحاب الحيوانات الأليفة بمختلف أنواعها مشاهدتهم الكلاب والقطط تتصرف بغرابة قبل اهتزاز الأرض ، حيث كانت تنبح أو تأن دون سبب واضح ، كما كانت تظهر عليها علامات التوتر والأرق .
ولكن بماذا تشعر الحيوانات بالضبط ؟ هل تشعر بأي شيء ؟ فإن ذلك يعتبر لغزاً !!!!!
بدأت إحدى أهم الدراسات حول هذه القدرة عند الحيوانات، قبل خمس سنوات، في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا، وتضمنت تسجيل أنماط حركة الحيوانات المختلفة؛ كالأبقار والأغنام والكلاب في منطقة مارشيس المعرضة للزلازل في وسط إيطاليا، حيث تم تزويد الحيوانات برقائق إلكترونية ترسل إشاراتٍ إلى كمبيوتر مركزي كل بضع دقائق.
وعلى مدى عامين، تم تسجيل أكثر من 18,000 زلزال في المنطقة تراوحت بين هزات بسيطة إلى زلازل بشدة أربع درجات، أو أكثر، بما في ذلك زلزال نورسيا المدمر الذي بلغت شدته 6.6 درجات ، ولاحظ الباحثون تغيراً في سلوك حيوانات المزرعة قبل نحو 20 ساعة من وقوع الزلازل ، وربط العلماء بين وجود نشاط جماعي زائد بأكثر من 50% لمدة تزيد على 45 دقيقة عند الحيوانات مع توقع حدوث زلزال بقوة أربع درجات أو أكثر ، ونجحوا في توقع سبعة من أصل كل ثمانية زلازل حدثت في تلك الفترة.
وفي أمريكا الجنوبية توصلت عالمة البيئة السلوكية راشيل غرانت إلى نتائج مماثلة، حيث سجلت الكاميرات التي وزعتها في محمية ياناكاجا الوطنية في بيرو إنخفاضاً في أعداد الحيوانات قبل 23 يوماً من وقوع زلزال كونتامانا الذي بلغت قوته سبع درجات عام 2011 ، وزاد انخفاض أعداد الحيوانات قبل ثمانية أيام، وفي الأيام 6 و5 و3 و2 لم تسجل الكاميرات حركة أي حيوانات، وهذا أمرٌ غير معتاد نهائيا، وتقول غرانت إن السبب في تغير سلوك الحيوانات ربما يرتبط بسلسلة من الاضطرابات القوية في الشحنات الكهربائية في الغلاف الجوي، تتكرر كل بضع دقائق قبل وقوع الزلازل ، تنشأ هذه الاضطرابات بسبب الضغوط الهائلة في الصخور العميقة التي تخلق شحنات إلكترونية، يمكن أن تتدفق إلى سطح الأرض لتولد موجات كهرومغناطيسية منخفضة التردد للغاية لتشكل إشارة ربما تكون بعض الحيوانات قادرة عل التقاطها.
وقد أنشأت الصين مركز تحذير من الزلازل في مكتب الزلازل في نانينع لمراقبة سلوك الأفاعي ، وهي أقرب الحيوانات إلى الأرض في المزارع المنشرة في منطقة واسعة معرضة للزلازل ، وكانت التغيرات المفاجئة في سلوك الثعابين هي التي دفعت السلطات إلى إخلاء مدينة هايتشينغ في عام 1975 قبل فترة وجيزة من وقوع زلزالٍ مدمر، مما ساهم في إنقاذ أعداد لا تُحصى من الأرواح ، وليست الزلازل هي الكوارث الوحيدة التي يبدو أن الحيوانات تستشعرها، ففي عام 2014 سجل علماء كانوا يتتبعون أسراب طائر النقاد الذهبي الجناح هجرةً مفاجئة في غير موعدها لأسرابٍ من هذه الطيور من أرض تكاثرها في ولاية تينيسي إلى مسافة تزيد على 700 كيلومتر، وبعد مغادرة الطيور بوقتٍ قصير ،ضربت مجموعة مرعبة من الأعاصير المنطقة قتلت 35 شخصاً وتسببت بأضرارٍ فاقت قيمتها مليار دولار ، وقد بدا واضحاً أن الطيور إستشعرت بالإعصار عندما كان على بعد أكثر من 400 كيلومتر ، ويرجح العلماء أن تفسير ذلك يعود إلى وجود موجات فوق صوتية منخفضة التردد تلتقطها الطيور، ولا يمكن للبشر سماعها ، ويعتقد العلماء أن هذه الأمواج فوق الصوتية هي ما يساعد الطيور المهاجرة عبر المحيطات على تجنب العواصف العاتية أثناء رحلتها ، وقد قام فريقٌ من المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بتركيب أجهزة تتبع على 56 طائراً من خمسة أنواعٍ مختلفة من الطيور المهاجرة عبر المحيط، وتقوم محطة الفضاء الدولية بالتقاط إشارة تلك الأجهزة لمراقبة حركة الطيور أثناء هجرتها، ومراقبة كيفية استجابتها للمخاطر الطبيعية في طريقها .
مما لا شك أن موضوع الحيوانات التي تستشعر الزلازل جذب انتباه علماء الصين، فأجروا أبحاثًا عديدة في هذا المجال ، فمنذ عام 1971 وهم يؤسسون مراكز مراقبة في المناطق الأكثر عرضة للزلازل ، ومن خلال المراقبة تبيّن لهم أن هناك الكثير من الحيوانات تملك موهبة الشعور بالزلازل قبل وقوعها، حيث تقوم هذه الحيوانات بتصرفات غريبة على غير عادتها، مثل الفئران والأسماك والثعابين ، حتى إنهم وجدوا أن بعض هذه الحيوانات تشعر بالزلزال قبل وقوعه بعدة ساعات والبعض الآخر بثلاثة أشهر.
وفي ديسمبر 1974 لاحظ العلماء أن الثعابين تنتحر ، إذ تخرج من بياتها الشتوي وتسير تحت الجليد حتى تتجمد وتموت ، ولاحظوا أيضًا أن الفئران تخرج من جحورها على شكل مجموعات وتنتشر في الشوارع، وذلك دفعهم إلى التنبؤ بوقوع زلزال قوي ومدمر، وفعلاً وقع الزلزال في فبراير 1975 في مدينة “هاي تشينج” بقوة 7.3 على مقياس ريختر، وبالفعل فإن الدولة كانت قد أخذت حذرها وأَخْلتْ حوالي مليون شخص من المدينة قبل وقوع الزلزال، وهذا بطبيعة الحال قلل من الخسائر إلي حد ما ، ولو لم تقم السلطات بأخذ التدابير اللازمة لكان من المتوقع أن يتوفى في هذا الزلزال أكثر من 150 ألف إنسان ، ولقد ذكر “فريدمان فريند” الذي يعمل في وكالة ناسا، والمتخصص في العلوم الجيوفيزيائية، بأنهم توصلوا إلى وجود شحنات كهربائية تطلقها الأرض نتيجة الاحتكاكات بين اللوائح التكتونية، فهذه الشحنات عندما تنطلق في الهواء أو الماء، تكون سببًا في ظهور مواد مختلفة ، فمثلاً يظهر في الماء مادة بيروكسيد الهيدروجين، ويُعتقَد أن هذا التغير الكيميائي سيؤثر على الرواسب العضوية في ماء البحيرات وسيؤدي إلى تسمم وموت الحيوانات الموجودة فيها ، حيث تقول إحدى النظريات أن الكائنات البرية تشعر باهتزازات الأرض قبل الإنسان ، وتشير المعلومات الأخرى بأن تلك الحيوانات تكتشف التغيرات الكهربائية في الهواء أو الغاز المنطلق من الأرض .
تعتبر الزلازل ظاهرة مفاجأة حيث لا يستطيع علماء الزلازل توقع متى وأين سيحدث الزلزال القادم ، حيث يحدث ما يقدّر بـ 500000 زلزال سنوياً حول العالم، 100000 منها يمكن للإنسان أن يشعر به و100 زلزال هو الذي يحدث ضرراً ، و تعتبر اليابان من أكثر الدول عرضة للزلازل في العالم حيث تسببت بأضرار جسيمة وضخمة على الصعيدين البشري والمادي ، وقام الباحثون هناك بدراسات طويلة على الحيوانات آملين اكتشاف ما قد تشعر به قبل اهتزاز الأرض لاستخدامه كأداة للتبنؤ بالزلزال ، ومن ناحية أخرى شكك علماء الزلازل الأميريكيون بذلك بالرغم من وجود حالات موثقة للسلوك الحيواني الغريب قبل حدوث الزلزال ، حيث تقول إحدى الوكالات الحكومية والتي توفر معلومات علمية عن الأرض إن الاتصال بين سلوك معين وحدوث الزلزال لم يحدث أو أنه غير موجود، وفي عام 1970 أجريت بعض الدراسات على ظاهرة التنبؤ عند الحيوانات ، ولكن لم تعطي نتائج ملموسة ، ومنذ ذلك الوقت لم تقم الوكالة بأية تحقيقات أخرى حول هذه النظرية .
يقول (أندي مايكل- Andy Michael ) وهو جيوفيزيائي لدى الـ USGS ، تقوم الحيوانات بالتفاعل تجاه الكثير من الأشياء مثل الجوع والدفاع عن أراضيها والتزاوج ومقاومة الحيوانات المفترسة لذلك من الصعب الوصول لدراسات للحصول على إشارات التحذير المتقدمة.
ولكن استمر الباحثون حول العالم في متابعة إثبات هذه الفكرة ، وفي سبتمبر عام 2003 قدم طبيب في اليابان العناوين الرئيسية مع الدراسة التي أشارت إلى وجود سلوك خاطئ أو تعسفي عند الكلاب ، مثل النباح المفرط أو العض الذي يمكن استخدامه في التنبؤ بالزلزال وهنالك أمثله أخرى، حيث نجح توقع السلطات بحدوث زلزال كبير ، وقد اعتمد جزء من هذا على السلوك الغريب للحيوانات ، على سبيل المثال في عام 1973 قام المسؤولون بإخلاء مدينة هايتشنغ وهي مدينة تحوي على مليون نسمة قبل أيام من زلزال بدرجة 7,3 ، و لم يتأذى سوى جزء قليل من السكان، وتشير التقديرات أنه لو لم يتم إخلاء المدينة، لكان عدد القتلى والجرحى تجاوز 150000 شخص ، وقد أعطت حادثة هاتشنغ الأمل للناس بإمكان التنبؤ بالزلازل وهذا مادفع الـ USGS لدراسة سلوك الحيوانات، ولقد تم إكتشافها بشكل متأخر على الرغم من أن سلاسل نادرة من الهزات الصغيرة تحدث قبل أن يضرب الزلزال المدينة ، حيث يقول مايكل ، حالة مابعد الصدمة هي التي أعطت السلطات الصينية هذا التوقع الشبه مؤكد .
يضيف (روبرت شيلدراك- Rupert Sheldrak ) وهو عالم أحياء ، مازال الصينيون يستمرون بالنظر لسلوك الحيوانات كمساعد للتنبؤ بحدوث الزلزال وقد حققوا نجاحات ملحوظة والقليل من الإنذارات الكاذبة ، وأضاف أنه من الممكن وجود اتصال بين حدوث الزلزال وسلوك الحيوان ولكن كما اكتشف الصينيون فلم تسبب كل الزلازل سلوكاً غير معتاد عند الحيوانات ، في حين تسبب بذلك عند بعضها الآخر، فقط من خلال البحث يمكننا أن نعرف لماذا تنشأ مثل هذه الاختلافات ، حيث قام شيلدرك بدراسته الخاصة مراقباً ردود أفعال الحيوانات قبل الهزات الكبرى بمافي ذلك كاليفورنيا عام 1994 وهزات اليابان وتركيا عام 1999 ، وقال إنه في جميع الحالات هناك تقارير عن سلوك غريب مسبقاً بمافي ذلك عواء الكلاب في الليل بشكل غريب وتوتر الطيور في الأقفاص .
هذا وقد رفض علماء الجيولوجيا هذا النوع من التقارير معللين ذلك بأنه ( تأثير التركيز النفسي ) حيث أن الناس تتذكر التصرفات الغريبة فقط بعد وقوع الزلزال أو أي كارثة أخرى ، وإذا لم يحصل شيء يؤكد العلماء أن الناس لن يتذكروا السلوك الغريب .
ولكن لايوافق شيلدراك على ذلك وقال إنه يتم الإبلاغ عن أنماط مماثلة من سلوك الحيوان قبل الزلزال بشكل مستقل من قبل الناس في جميع أنحاء العالم وقال: لاأصدق أن جميع الناس قادرون على اختلاق هذه القصص المتشابهة، وهناك حاجه لإجراء المزيد من الأبحاث وهذا أمر طال انتظاره ، وقال شيلدروك الذي يقترح إنشاء خط ساخن خاص أو موقع ويب حيث يمكن للناس الاتصال أو الكتابة إذا رأوا سلوكاً غريباً صادراً عن حيواناتهم ، ومن ثم تقوم الحواسيب بتحليل الرسائل القادمة لتحديد المكان الذي نشأت فيه فإن موجة مفاجأة من المكالمات أو الرسائل الإلكترونية في منطقة معينة قد تشير إلى أن الزلزال وشيك ، وسيتم التحقق من المعلومات للتأكد من أن هذه الملاحظات لم تحدث بتأثير ظروف أخرى مثل الألعاب النارية أو تغيرات مناخية ، وأيضا لتجنب إصدار تحذيرات كاذبة يقول شيلدرك سنستخدم البيانات بالتعاون مع أجهزة الرصد الأخرى مثل المقياسات الزلزالية ، مثل هذا المشروع من شأنه أنّ يثير خيال الملايين من الناس ويشجع مشاركة الجمهورعلى نطاق واسع، ومايقيد هذا البحث ليس المال بل التسليم بالمعتقدات والتفكير ضيق الأفق.
أظهرت نتائج دراسة أمريكية حديثة أن للحيوانات “قدرة خارقة” على استشعار الزلازل قبل وقوعها ، وأنه يمكن الاستعانة بها إلى جانب شبكات الرصد الأخرى في إطار منظومة زهيدة التكلفة للكشف المبكر عن الزلازل ، في دراسة نشرت نتائجها في دورية فيزياء وكيمياء الأرض مؤخرا أكد علماء على قدرة الحيوانات البرية على التنبؤ بالزلازل قبل بضعة أسابيع من وقوعها، مما قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات في الدول المعرضة بصورة متكررة للهزات الأرضية ، وذلك في إطار منظومة زهيدة التكلفة للإنذار المبكر.
في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سلطت الضوء على الشائعات التي تداولتها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي حول سلوك بعض الحيوانات قبل لحظات من وقوع الزلزال في تركيا وسوريا والذي سجل سقوط أكثر من 14000 آلاف قتيل ، حيث تنقل الصحيفة عن علماء أن الحيوانات تستشعر بشكل أفضل الصدمات الصغيرة التي تنتقل عبر الأرض قبل ثوان من ظهور موجات زلزالية أقوى بنفس الطريقة التي يمكن أن تلتقط بها آلات رصد الزلازل الهزات التي يتعذر على جسم الإنسان الإحساس بها ، وتقول الصحيفة إن الروايات قديماً كانت تتناقل هذا الأمر، وتعد أقدم الروايات القصصية حول شعور الحيوانات بالزلزال هي المنسوبة إلى الكاتب الروماني إيليان، حيث توضح بالتفصيل كيف هربت الفئران والثعابين والحشرات والخنافس من مدينة هيليك قبل أن يدمرها زلزال وتسونامي عام 373 قبل الميلاد ، وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركي، فإن سلوك الحيوانات غير الطبيعي في الثواني التي تسبق الزلزال يفسر من خلال الفرق بين نوعين من الموجات الزلزالية ، الموجات الأولية (P) والموجات الثانوية (S) ، وتعتبر الموجات الأولية (P) أول الموجات التي تنبعث من مركز الزلزال الأساسي وتنتقل بسرعة عدة أميال في الثانية الواحدة ، وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الحيوانات تلاحظ بشكل أكبر هذه الموجات ، أما الموجات الثانوية (S) هي التي تأتي بعد الموجات الأولية وهي التي تهز الأرض بحركة متدحرجة ، وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن قلة قليلة من البشر يستطيع ملاحظة الموجة الأولية (P) الأصغر التي تنتقل بسرعة من مصدر الزلزال وتصل قبل الموجة الثانوية (S) الأكبر .
وأضافت: لكن العديد من الحيوانات التي لديها حواس أكثر حدة يمكنها أن تشعر بالموجة (P) قبل ثوان من وصول الموجة (S) ، ويعتقد أحد الباحثين أن الحيوانات قد تكون قادرة على استشعار الزلازل حتى قبل وقوع الهزة .
وقال مارتن ويكيلسكي، مدير معهد “ماكس بلانك” لسلوك الحيوان الذي قاد دراسة حول هذا الموضوع، “لدينا مؤشر جيد جدا على أن الحيوانات تشعر حقا بمسببات الزلازل دون أن تصل لدرجة النشاط” ، وفي دراسته والتي نُشرت في عام 2020، قام الباحثون بوضع أجهزة إلكترونية على أبقار وكلاب وأغنام في مزرعة إيطالية لمراقبة تحركاتها على مدار عدة أشهر عندما تم اكتشاف الزلازل في مكان قريب ، ووجدوا أن الحيوانات كانت فائقة النشاط بشكل غير عادي بعد أن كانت تتحرك باستمرار لأكثر من 45 دقيقة قبل اكتشاف سبعة من الزلازل الثمانية الكبرى في مكان قريب ، واقترحت الدراسة التي تم إجراؤها باستخدام الأجهزة التي وصفها ويكيلسكي بأنها هواتف خلوية صغيرة للحيوانات ، أن الحيوانات قد تكون قادرة على اكتشاف الزلازل المحتملة قبل أكثر من 12 ساعة قبل البشر ، وهو وقت طويل قبل حدوث أي هزات ، لكن الأسباب وراء رد فعل الحيوانات قبل وقوع الزلازل واستشعارهم الخطر لا تزال غير واضحة ، وقال ويكيلسكي إن هناك مؤشرات على أنه يمكن للحيوانات أن تخبرنا بشيء ما ، كيف يمكنهم ذلك، نحن لا نعرف حتى الآن ، و أشار إلى أنه يعتقد أن قدرة الحيوانات على الشعور بالخطر قد تكون مرتبطة بقدرتهم على التواصل مع بعضهم البعض ، حيث قال ويكلسكي إن هناك عوامل أخرى يبدو أن هذه الحيوانات تدركها ، لكن كل هذا لا يزال صندوقا أسود .
حيث وجدنا في أوائل شهر نوفمبر الماضي 2022 في ظاهرة نادرة وغريبة، حيث ظهر قطيع من الأغنام يتجول بشكل دائري دون توقف لمدة 12 يومًا في مزرعة بالصين دون معرفة السبب وراء ذلك ، وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة الأغنام وهي تتجول في حركة مستمرة في اتجاه عقارب الساعة داخل حظيرة تقع في مدينة بوتو شمال الصين ، وتسببت هذه اللقطات في حيرة الأشخاص وارتباكهم في محاولة لفهم هذا السلوك الغريب الذي انتهجته الأغنام، وقد وثقت كاميرات المراقبة ظاهرة غريبة لقطيع من الأغنام في منغوليا الداخلية شمالي الصين، حيث بدأ قطيع الأغنام يسير بنمط دائري ، واستمر في الدوران بدون توقف لمدة 12 يوما، ما تسبب في إثارة الخوف ونشر الشائعات حول سبب ذلك السلوك ، فمن المعروف أن الأغنام تحاكي سلوكيات زملائها في القطيع، بسبب غريزتهم الاجتماعية، التي تخبرهم باتباع الحيوان أمامهم لصد الحيوانات المفترسة وحماية أعضاء المجموعة، لكن الغريب هو حركة أغنام القطيع المتزامة لمثل هذه الفترة الطويلة ، وفي السلوك العام للأغنام، فهي عادة ما تسير خلف كبش يقود القطيع، والذي يبدو ذا هيبة مع قرونه وصوفه الكثيف، وتُعلّق حول عنقه الأجراس الرنّانة، فإذا سار الكبش يسير القطيع وراءه معتقداً أنّه يسير خلف زعيمه.
من جانبها، فقد قالت صاحبة المزرعة إن الأمر بدأ ببضعة خراف فقط قبل أن ينضم إليها آخرون من القطيع، حيث تمكنت من رؤية مئات الأغنام التي تتبع بعضها البعض في دائرة ، ومن غير المعروف ما الذي جعل الأغنام تتصرف بهذه الطريقة، حيث يوجد في المزرعة 34 حظيرة مخصصة للأغنام، إلا أن الأغنام الموجودة في الحظيرة 13 فقط هي التي تحركت بهذا الشكل ، فقد تسبب دوران الحيوانات بشكل دائري حالة من الهلع أصابت الكثير من المواطنين في الآونة الأخيرة ، خاصة بعد تداول مقاطع فيديو تُظهر قطيع من الحيوانات تدور بشكل دائري لمدة طويلة، وتكرر المشهد خلال الشهر الحالي مما أثار القلق لدى الكثير من العلماء وبدءوا بالبحث والدراسة من أجل تفسير الظاهرة ، حيث يُعرف أن الحيوانات تسير باتجاه أفقي في مسارات متتابعة ومنتظمة أثناء الهجرة أو الرعي أو أي من الأنشطة الأخرى ، فما سبب دوران الحيوانات بشكل دائري.
حيث تناقل رواد مواقع التواصل الإجتماعي مشاهد مقلقة لقطيع الأغنام الذي استمر في الدوران بشكل دائري دون الوصول إلى الحظيرة الخاصة به لمدة تزيد عن 12 يومًا ، وقال الرواد أن الفيديو أظهر الأغنام وهي تدور بشكل منتظم في اتجاه عقارب الساعة داخل الحظيرة ، فيما أشارت صاحبة الحظيرة في الصين والتي وثقت المشهد أنه في أوائل نوفمبر الحالي كان في حظيرتها عدد من الأغنام تدور بشكل دائري في الحظيرة إلا أنها لم تُلق بالًا لتصرفها ، ولكن بعد أن انضم إليها قطيع آخر واستمرت في حركتها الدائرية لأكثر من 12 يومًا بدأت بالقلق والتساؤل عن سلوك القطيع وسبب تصرفه بالدوران بهذا الشكل على نحو مستمر .
ولكن وفقًا للخبراء في علم الأحياء والحيوان فإن بعض الحيوانات أحيانًا تفقد تركيزها وتقوم بعروض حركية مختلفة ، إلا أنها سرعان ما تعود إلى طبيعتها ، ولكن في المشهد الذي تم تصويره في مدينة باوتو في منغوليا الداخلية خلال شهر نوفمبر الحالي واستمراره لأكثر من 12 يومًا متواصلة يُشكل حالة من القلق والتساؤل حول ما إذا كان هناك مرض معين لدى تلك الحيوانات يجعلها تقوم بتصرفها الغريب أم لا ، وبحسب العلماء فإن مرض معين يُعرف بداء الليستريات من شأنه أن يُؤثر على حركة الحيوانات ويجعلها تتصرف بشكل غريب .
يُعرف المرض الذي يُصيب بعض الحيوانات بحالة من التشوش بداء الليستريات ، وهو جرثومة الليستيرية المستوحدة، وعادًة ما يحدث بعد تناول بعض الأغذية التي تحتوي على تلك الجرثومة ، وبحسب ما أوضحت صاحبة المزرعة في الصين فإنها قدمت لقطيع الأغنام خاصتها وجبة خفيفة من العلف ، ومن ثم بدأوا بالتصرف بشكل غريب ، وقد استمر دورانهم أكثر من 12 يومًا ، وأضافت أنه على الرغم من وجود حظائر أخرى، إلا أن حظيرة واحدة هي التي تناولت وجبة الأعلاف الخفيفة ، و هي التي أصيبت بحالة الدوران المستمر ، وبحسب الخبراء فإن داء الليستريات يُسبب التهاب جانب واحد من الدماغ مما يؤثر على الحيوانات المصابة به ، ويجعلها تقوم بتصرفات غريبة كالوقوف في دوائر متحدة المركز أو الاستمرار بالدوران ، وهو مرض بكتيري يصيب الاغنام (Listeriosis ) يسبب التهاب في الدماغ ومن اعراضه الحركة الدائرية ، وللعلم هذه البكتيريا موجودة في الاغلب في التربة.
ولا ننكر أبدا أن تلك الظاهرة وهي دوران الأغنام أثارت حيرة العلماء بشكل واسع ، فالأغنام تسير في دوائر مستمرة، دون توقف، والناس تساءلت بشدة عن سبب تلك الظاهرة التي يتحدث عنها العالم منذ فترة، هذا وقد كشف الطبيب البيطري السعودي الدكتور عبدالله الشال أن هذه الظاهرة، هي عبارة عن مرض يصيب الماعز والأغنام وينتقل فيما بينها، مشيراً إلى أنه عندما يصيب القطيع، يجعله يدور حول نفسه، بطريقة عكس عقارب الساعة ، وأضاف أن هذا المرض يدعى «لستريا»، مشيرًا إلى أن المسبب له ميكروب بكتيري، يؤثر في الجهاز العصبي ويصيب المخ ، وحذر من أن هذا المرض مُعدٍ ، ويجب عزل الأغنام المصابة، كون بعضها قادراً على الامتثال للشفاء ، وقال إن هذا المرض غير معدٍ للإنسان، وأشار إلى أنه ليس له أي علاقة بأي ظواهر .
ولكن انتشر على مواقع التواصل الإجتماعى مقاطع فيديو تظهر قطيعاً من الأغنام في جنوب الأردن يدور حول نفسه، في حادثة شبيهة لما شهدته الصين.
واستمر تواصل الظاهرة الغريبة والتي لم يوجد لها تفسير حتى الآن والمتمثلة في مشي الحيوانات في دوائر ، فبعد قطعان الأغنام التي رصدت تسير بشكل دائري في الصين وكذلك الأردن دون تفسير ، وظهر فيديوهات تظهر سرب من البط يسير في دائرة دون توقف وقال محمد النوايسة، الشاب الأردني الذي سجل الفيديو ، إنه قام بتصويره في منطقة المرج بمحافظة الكرك عندما اندهش الجميع مما كان يحدث .
ولا يزال سبب دوران الخراف حول نفسها لغزاً على الرغم من محاولة الخبراء شرح هذه الظاهرة المثيرة والغريبة ، وقد حير الخبراء بسبب تفسيرات متعددة للمشهد غير المألوف، حيث تشير التقارير إلى أن تناوب الأغنام قد يكون بسبب مرض بكتيري يسمى الليستريات، المعروف باسم مرض الدورة الدموية ، وقد استبعد أندرو فيش، أستاذ طب إنتاج الماشية والأغنام في جامعة ملبورن في أستراليا، أن يكون مرض الدورة الدموية هو السبب وراء ذلك السلوك الغريب ، موضحاً أن العدوى تصيب عادة 1٪ إلى 10٪ فقط من القطيع ، وقال مات بيل، أستاذ الزراعة في جامعة هارتبوري في جلوستر بالمملكة المتحدة أن الأغنام لديها هذا السلوك المتكرر لأنها تشعر بالإحباط بسبب بقائها في الحظيرة لفترة طويلة ، وختم مؤكداً أن الأغنام تقضي وقتاً طويلاً في الحظيرة، والإحباط يمكن أن يؤدي إلى سلوك نموذجي ، وهو الدوران بشكل متكرر .
وأوضحت خبيرة الفلك والتارو بسنت يوسف ، أن السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة، يكمن في انتشار فيروس يصيب الحيوانات بدوار وعدم القدرة علي الاتزان، كما ربطت بين هذه الظاهرة وبين الظواهر الأخرى التي حدثت من فترة، مثل: أسراب الطيور التي وقعت من السما، و أسراب الأسماك والدلافين اللي خرجت من الميه وماتت منتحرة علي الشاطئ، وكذلك قطعان الحيوانات اللي خرجت من الغابات للمدن، كل تلك الظواهر التي حدثت سواء في البر أو البحر أو السماء، قد مرت بدون أن يحدث شيء من تلك الخرافات ( على حد تعبيرها ) والتي تم تداولها مثل نهاية العالم أو ظهور المسح الدجال .
هذا وقد أوضحت الدكتورة شيرين زكي، وكيل نقابة البيطريين، أن صاحبة هذه المزرعة قالت أن هذه الظاهرة لم تحدث إلا في عنبر واحد فقط، ورجحت صاحبة المزرعة أن هذه الظاهرة قد ترجع الي حبس الحيوانات لمدة طويلة ، حيث افترضت الدكتورة شيرين زكي أن السبب وراء هذه الظاهرة هو إصابة هذا القطيع بمرض “الهيستريا البكتيري”، مشيرة الي ضرورة أخذ عينة من هذا القطيع وتحليلها لمعرفة ماذا يحدث، كما وضعت سبب أخر حيال هذه الظاهرة ، وهو إصابة هذا القطيع بالاعتلال الدماغي المعروف باسم “جنون البقر”، مشيرة الي أن الحيوانات تدور بصورة دائرية عندما تصاب بالمرض ، و عقبت الدكتورة شيرين زكي علي توقعات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: الموضوع له تأثير علمي، فهناك سلوك مشابه لهذه الحركة الدائرية الدوامية في الأسماك، وكذلك دائرة الموت في النمل ، أضافت أنه من ضمن الأقاويل العملية أن هذه الحالة قد تكون بسبب الاعتلال دماغي، أي جنون الأبقار وهو مرض مهم جدا في الخارج، وهذا المرض يصيب قائد القطيع فعندما يتحرك بهذا الشكل الدائري ،يتحرك معه باقي القطيع ، و أوضحت أن المروجين لعلوم الطاقة قالوا إن القوى المغناطيسية للأرض اختلفت وقد يحدث العديد من الكوارث، لافتة إلى أن هذا الأمر له تفسير علمي، ويوجد سلوك مشابه لسلوك الأغنام وهو الحركة الدائرية أو الدوامية وهو موجود لدى الأسماك، مشيرة إلى أن هذا الأمر معروف لدى النمل فيشكلون دائرة تسمى دائرة الموت ، و أردفت أن بقاء هذه الحيوانات بدون طعام أو شراب لمدة 14 يوما أمر عار عن الصحة، موضحة أن صاحبة المزرعة قالت إن لديها عدة عنابر ولم يحدث هذا الأمر إلا في هذا العنبر، لذلك فإن التفسير العلمي الأقرب لهذه الظاهرة هو أن هذه الأغنام حبست لفترة طويلة داخل عنبرها ، وارادت أن تتحرك ، فتحركت بجانب الحوائط وأخذت هذا الشكل.
كما علق الدكتور يحيى مدبولي، باحث فيروسات بمعهد الأمصال واللقاحات البيطرية، علي هذه الظاهرة، حيث أشار أن هذه الظاهرة لها أكثر من تفسير، فالتفسير الطبي وهو إصابة الحيوانات ببعض الأمراض، مشير الي أنه عندما تصاب واحدة بالقطيع بمرض معين وتبدأ بالدوران، فيقوم بقية القطيع بتقلديها، أو أن تلك الظاهرة ترجع الي الطعام المقدم لهؤلاء الخرفان، حيث هناك بكتيريا تصيب الأغنام وتوجد بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي والتربة، وأحياناً تسبب أعراض عصبية تؤدي الي الدوران، لكنه يستبعد هذا التفسير، حيث تصاحب هذه البكتيريا أعراض أخري، وبالأخص أن المقطع المتداول يؤكد أن الحالة الصحية للأغنام مستقرة، غير أن التقارير الصحية التي تخص هذا القطيع تؤكد أنها بخير.
هذا وقد ذهبت بعض التفسيرات إلى كونها علامة على نهاية العالم، ومنهم من فسره علي أنها تدل علي ظهور المسيح الدجال، ومنهم من أفاد أن هذه الظاهرة تدل علي حدوث ظاهرة طبيعية كارثية “زلزال”، مما ينتج عنه خسائر مهولة، مما ساعد على نشر الرعب والزعر بين الناس.
وهذا أدى الاطباء والعلماء إلي القيام بتفسير تلك الظاهرة الغريبة، منهم: خبيرة التارو والفلك، بسنت يوسف، التي نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منشور تتحدث فيه عن محاولتها لفهم تلك الظاهرة، قائلة: منذ ثلاثة أيام حاولت أن أوصل للسبب الحقيقي لدوران الحيوانات في دوائر، فمنها ما يدور مع حركة عقارب الساعة، ومنها ما يدور عكسها، ومع العلم أن حركة معظم الكائنات الحية بطبعها دائرية، خاصة إذا كانت تتعمد إخراج طاقتها الحركية في مكان محدود أو حسب تعليمات وتدريب راعيها مثال حيوانات الرعي مثل الغنم والمواشي .
لا شك أن هذه الأبحاث والدراسات العلمية من الباحثين، ستظل تكشف لنا أسرار هذا الكون، وعجائب المخلوقات التي تعيش على تربته، وستبقى تزودنا معرفة تحملنا إلى فضاء يزدان بالحقيقة والعرفان ، حتى في وجود التقنيات الحديثة المتطورة، فلا يزال من الصعب اكتشاف الكوارث الطبيعية قبل وقوعها، وحتى أحدث المستشعرات الزلزالية تبدأ عملها بعد أن تحدث الاهتزازات العميقة في الأرض، ولم يتمكن العلماء إلى اليوم من العثور على أي إشارات تدل على قرب وقوع الزلازل.