« هشام طرّاف »… ضابط يقهر السرطان بالعمل

تقرير : طلال الجمل 

رغم عمله الشاق كمقدم في جهاز الشرطة، إلا أنه كان محاربًا لمرض السرطان الذي أصيب به وتصدى له، فبعد عودته إلى عمله فور انتهائه من فترة العلاج الكيماوي، تحولت قصته إلى قصة بطل يتداولها أبناء مهنته كقدوة لهم في مواجهة الخطر، إنه المقدم هشام طراف.
تداول أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصته؛ لأخذ العبرة منها، بعد أن تمكّن منه المرض ودخل في مرحلة الغيبوية بمستشفى الشرطة في العجوزة، وسط دعوات له بأن يعود سالمًا من أزمته.
يروي عنه أحمد كمال أحد أصدقائه أنه رغم معاناته مع ذلك المرض الخبيث، والعلاج الكيماوي المرهق لعدة سنوات، ظل المقدم هشام يُمارس عمله باجتهاد وإخلاص، مُصرًا على الخروج للمأموريات، والسهر بالنوبتجيات، وخدمة الجميع بابتسامة لا تُفارق وجهه، وبأدب واحترام يشهد به الجميع، إلا أنه أُصيب مؤخرًا بغيبوبة بعد حدوث نزيف بالمخ، وتم نقله للعناية المركزة للقلب بمستشفى الشرطة بالعجوزة، داعيًا الله أن يُعيده لأسرته.
انتقلنا إلى الحديث مع عادل كامل، صديق آخر له، فبدأ كلماته بـ “اصحى يا هشام عشان نحتفل مع بعض بالرتبة الجديدة”، ثم ترقرت من عينيه بضعة دمعات، متابعًا بأسى أن “طرّاف” كان يكد في عمله أكثر من الأصحاء رغم مرضه، مناشدًا إياه أن يعود لهم، ولأطفاله، ثم عاد ليقول بحزن: “اصحى يا هشام وسمعنا صوتك وضحكتك تجلجل في المكان من تاني”.
“لم يُخبر الضابط هشام قياداته بمرضه، وكان يذهب للخضوع لجلسات العلاج الكيماوي، ثم يعود لعمله بانتظام دون كلل أو ملل”، كانت هذه المفاجأة التي فجرها هاني محمد، صديق آخر للضابط البطل، لافتًا إلى أنه لم يستسلم للمرض، أو يطلب الحصول على إجازة ليواصل رحلة العلاج، بل كان مُصرًا على إخفاء مرضه طيلة السنوات الماضية، والقيام بواجبه في الشرطة رغم آلامه.
وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، أطلق الرائد خالد أبو بكر، مؤسس صفحة الجيش الإلكتروني، وأحد أصدقاء المقدم هشام، كلماته بقوله: “إن “طراف” يعمل بالـ 48 ساعة نوبتجية متواصلة، حاملًا سلاحه لحفظ الأمن في مأموريات خطيرة، ورفض أي محاولات لتخفيف ضغط العمل عنه”.
يلتقط منه طرف الحديث محمد الدالي، أحد الضباط، بأنه لم يلتقِ هشام، لكنه أثناء عمله بمحافظة المنيا سمع الكثير عنه؛ عن شجاعته وأخلاقه وسمعته الطيبة، مضيفًا: “لا أملك الآن سوى الدعاء لك بأن تعود سالمًا لأسرتك ومُحبيك”.
وأجمع أصدقاء الضابط، على أن الأطباء فشلوا في التعامل مع حالته ـ حتى كتابة هذه الكلمات ـ إلا أن أملًا كبيرًا، ودعواتٍ لا تنقطع، من أجل عودة صاحب البطولة التي أبهرت الجميع، ولم ينكشف سره لقيادات حول مرضه، سوى بعد دخوله في الغيبوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *