وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) صدق الله العظيم

الداعيه مظهر شاهين وحق الميراث

اللي ياكل حق اخواته البنات من الميراث يبقي إنسان “خسيس” و “نذل” ، وعقابه عند الله أليم:

– يبقي زي “البغل” وعامل فيها سَبَع رجَّالة وهو “أَكُولِي” عايش علي “قفا” اخواته الغلابة اللي واكل ميراثهم:

كلُّ معصيةٍ قد يقبل الله التوبة منها إلا أكل حقوق العباد فهي معصية لا تمحوها توبة، فما بالُك بأكل حقوق الأخوات ؟:

بعض الناس يستهينون بحدود الله تعالي – وخاصة في مسألة الميراث- فيأكلون حقوق إخوتهم البنات طمعاً وظلماً بغير حق تحت ذريعة أنَّ مال أبيهم مايروحش لحد غريب، وهذا أمر في غاية الخِسَّة والرُّعُونة لسببين:
الأول: هو أن الله تعالي هو من أعطاها ولست أنت، وهو سبحانه وتعالي أعلم بمصالح عباده، فأقَر َّ لهم حقوقا وجعلها أنصبةً مفروضةً، حيث يقول سبحانه وتعالي: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [سورة النساء: ١٢] والثاني: هو أنها أخته وحقها في الميراث لا يقل حصانةً من حقه، وصِلَتُها بمن ورثت منه هي نفسُ صلته هو بِه، فلا يحق له أن يقدم حقه علي حق أخته،

وليعلم من يمنع إخوته من الميراث أنه بذلك إنما تعدي حدود الله وخالف وصيته، إذ يقول الله سبحانه في آية المواريث: ﴿ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [سورة النساء: ١٢].
ويقول جل شأنه: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [سورة النساء: ١٣-١٤] ناهيك عن قطيعة الرحم وضياع الحقوق، وما قد يترتب علي ذلك من تشريد وتجويع وإذلال وإشعال لنار الحقد والعداوة والبغضاء بين ذوي الأرحام، وهذا فساد كبير،
يقول سبحانه: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ 
[سورة محمد: 22] فيا أيها الخسيس العاصي:
عُد إلي ربك ورشدك ولا تمنع وارثة من إرثها ولا وارثا من إرثة كي لا يمنعك الله يوم القيامة نصيبك من الجنة، فقد روي أبو هريرة رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مَنْ قَطَعَ مِيرَاثا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ}.
واعلم أن حقوق الناس لا تسقط بالتوبة بل هي معلقة في رقبة الباغي الظالم حتي يلق الله تعالي فيقتص من الظالم للمظلوم ، إلا إذا عفا عنه عن طيب نفس فيعفو الله تعالي عنه.
هدانا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح.

وذكر شاهين أن حقوق اليتيم في الإسلام اهتم القرآن الكريم باليتيم وبيّن أهمية رعايته وحفظ حقوقه في أوائل الآيات التي نزلت على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)،[١] ويدل النص القرآني الكريم على إنكار سلوك من يسيء إلى اليتيم وينتقص من كرامته، ورُبط ذلك بالدين؛ دلالةً على خطورة الأمر، ومن عظيم اهتمام القرآن الكريم باليتيم أن ذكره في معرض الحديث عن أركان الإيمان؛ دلالةً على أهمية البر باليتيم، قال -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)،[٢] وقد ورد ذكر اليتيم في القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين مرةً في مواضع مختلفةٍ،[٣] ومن حقوق اليتيم التي نصّت عليها الشريعة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *