أبطال أكتوبر.. اللواء محمد حسن الصول يتحدث بعد 50 عاما من النصر: الجيش المصرى سجل ملحمة وطنية على أرض سيناء.. كتاب “رجال صنعوا النصر”يوثق بطولات الحرب والقصص الإنسانية.
كتبت:وفاءالبسيوني
حرب أكتوبر ليست مجرد معارك حربية ولكنها ملحمة وطنية ستظل باقية على مر التاريخ ” بهذه الكلمات العفوية يمكن أن تختصر رؤية المؤرخ العسكرى اللواء محمد حسن الصول، ابن محافظة البحيرة وأحد أبطال حرب اكتوبر المجيدة والذى أفنى عمره كله فى توثيق بطولات حرب أكتوبر.
وقال الصول إن استرداد وتحرير كامل التراب الوطنى بسيناء حتى آخر نقطة فى طابا، هو امتداد لهذا الانتصار الكبير الذى سجل بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية العالمية وتضافرت فيها كل فئات المجتمع مع قواته المسلحة حتى تحقق النصر العظيم.
وأوضح اللواء الصول أن الشعب المصرى يعيش على مدار العام أغلى الذكريات بداية من 9 مارس وهو ذكرى يوم الشهيد ، وفى 19 مارس ذكرى رفع العلم المصرى على طابا وفى 6 أكتوبر أروع ذكريات النصر.
وعن ذكرياته مع حرب أكتوبر المجيدة أكد المؤرخ العسكرى محمد حسن الصول أن انتصار 6من أكتوبر لم يأت من فراغ بل هو تتويج لموجات المعارك الباسلة التي قامت بها قواتنا المسلحة بعد نكسة 1967.
مضيفا أن هناك 3 مراحل مرت بها هذه الحرب، وهى مرحلة الصمود من يوليو إلى أكتوبر67 وفيها تم تدمير المدمرة إيلات أمام سواحل بورسعيد ، ومعركة رأس العش الاولى،
بالإضافة إلى ضرب قوات العدو المدرعة فى عمق سيناء أيضا هناك مرحلة الردع وفيها قامت القوات المسلحة بدوريات العبور خلف خطوط العدو وتدمير أسلحتهم وأسر بعض من أفراده.
وكذلك هناك مرحلة الاستنزاف والتى استشهد خلالها فخر العسكرية المصرية الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان القوات المسلحة فى هذا الوقت وخلال حرب الاستنزاف قامت المدفعية المصرية على طول المواجهة بقصف العدو
وتحطيم جزء كبير من تحصينات خط بارليف وتم تنفيذ عدة عمليات شهيرة منها عملية ميناء ايلات وعملية الحفار.
وأشار اللواء الصول إلى أن عبور قناة السويس فى6 من أكتوبر عام 1973 واقتحام خط بارليف وتحقيق أعظم انتصار هى ملحمة تاريخية نسجت خيوطها وحروفها بدماء رجال لم يعرفوا يوماً غير النصر أو الشهادة.. قصة انصهرت فيها أصالة شعب رفض الهزيمة.. قصة جيل قدم الكثير من التضحيات والبطولات ليسترد أرضه وكرامته.
وأوضح المورخ العسكرى أن تحرير سيناء يوم 25 أبريل 1982 هى إحدى المعارك الفاصلة فى تاريخ مصر وذلك بعد محاولة اسرائيل ايقاف تنفيذ اتفاقية السلام قبل الموعد بثلاثة أشهر لاختلافها على 13 علامة دولية أهمها منطقة طابا.
مضيفًا أن الدولة المصرية لم تستدرج إلى هذا الكمين الاسرائيلى الذى يحاول عرقلة تنفيذ اتفاقية السلام تحت أى مسمى وفوتت الفرصة على العدو وتصر على تنفيذ الاتفاقية وإحالة قضية طابا للتحكيم الدولى.
وأوضح اللواء الصول أن قضية طابا هى معركة كبرى كان أبطالها أعضاء لجنة المفاوضات المصرية اللذين قاموا بمعركة دبلوماسية وقانونية وتاريخيه لا تقل بطولة عن معارك الجيش المصرى العظيم حتى توجت هذه القضية فى 29 سبتمبر 1988بالنصر وأصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخى بأغلبية 4 اصوات ضد صوت واحد هو العضو الإسرائيلى لتحصل مصر على كامل أرضها حتى حدود الرابع من يونيو67 لنؤكد للعالم أن مصر لا تفرط فى شبر واحد من أرضها.
وأشار اللواء محمد حسن الصول إلى أن حرب أكتوبر بها بطولات عديدة وذاخره وبها تفاصيل لم يتم الكشف عنها رغم مرور اكثر من نصف قرن عليها.
مبينا أن حرب أكتوبر لم تاخذ حقها من الأعمال الفنية بشكل يليق بها، وأغلب الافلام السينمائية التى تناولت الحرب لم تكن بقدر قيمة هذا الانتصار العظيم خاصة القصص الإنسانية العظيمة التى رويت بدماء الشهداء.
وعن كتابه الجديد” رجال صنعوا النصر “الذى وثق فيه أحداث حرب أكتوبر قال اللواء محمد الصول انه عكف على كتابة هذا الكتاب لمدة 25 سنة.
مضيفا” أفنيت عمرى فى كتابة هذا الكتاب الذى سيكون مفاجأة للشعب المصرى، ويرصد اهم المعارك الحربية وبطولات الجنود والضباط معتمدا على الكثير من المراجع العربية والعالمية التى أرخت لحرب اكتوبر بالإضافة إلى السجلات العسكرية لإدارة عمليات القوات المسلحة وكذلك شهادات القيادات العسكرية التى شهدت الحرب بأنفسها.
وطالب المؤرخ محمد حسن الصول الأجيال الجديدة بالحذر، والحفاظ على مقدرات الوطن ومواجهة الأعداء الجدد فى الداخل والخارج، واتخاذ روح أكتوبر نموذجا ملهما فى العمل والكفاح من أجل رفعة مصر الغالية.
يذكر أن المؤرخ العسكرى اللواء محمد حسن الصول من مواليد مدينة دمنهور محافظة البحيرة حصل على نوط الواجب العسكرى من الطبقة الاولى وميدالية جرحى الحرب وميدالية 6 من اكتوبر