أدبية نقدية

نقد النقد ” الفايسبوكي ” :
إن راهنية عولمة الابداع بشتى أنواعه( أدبي،تصويري،دلالي،رياضي،فني.. )وتدويل عمليات انتاجه واستثماره ونشره عبر منصات المواقع الاجتماعية (مواقع الكترونية،تويتر،فايسبوك..)، هو في حد ذاتة نعمة في طياتها نقمات، لذلك فمن بين الاشكالات المنهجية التي تتمأسس تمظهراتها الجلية للعيان عند عملية (operation) توالد الأفكار من الشخص المولد لها(in the beginning) وانتقالها الى العالم الإفتراضي ، ينتج عنها استقبال المتلقي : طريقة الاستقبال هاته تتقاسمها عدة اعتبارات :
– ايديولوجية المتلقي
– التكوين السوسيوثقافي
– تأثيرات التفاعل البي-اشهاري للمتفاعلين..
ولذلك فمواقع التواصل الاجتماعي عامة والفايسبوك خاصة كوجهة لتجمع بشري غير متجانس (معرفيا،طبقيا..) يجعل أمر طرح عمل ابداعي ما ونشره بغض النظر عن المحتوى الأكاديمي أو السوقي هو بمثابة ميزان يرجح كفة الأكثر تأثيرا ( والذي يصطلح عليه ( the influencers) .كنسق غير خاضع لمنطق علمي؛ تتكاثف معه صيغ تداولية يومية : فالإعجاب ليس دليلا موضوعيا أو منطقيا للحديث عن جمالية عمل ابداعي بقدر ماهو تأثير لحظي محكوم بصبغة عدد الأصدقاء الافتراضيين المزعومين والذي يمكن شراء اعجاباتهم بطريقة ربحية استثمارية وبالتالي اعادة انتاج لموضوعات نسقية يحكمها “البوز” (buzz).فالعمل الأكثر عددا من الإعجاب هو بالتحديد عمل تقوم خوارزميات الفايسبوك بتحديده الاول . فسلوك للاصدقاء الافتراضيين من محاباة ومجاملات هو سلوك يتنافى و طبيعة النقد الموضوعي الكاشف لحقيقة وطينة العمل الإبداعي..
وختاما فكل من يسبح ويغالي بعملية نقد طريقة استغال وخصوصيات الفايسبوك والتويتر… يستفيد عمليا عن وعبي او بدون وعي من عائدات الإعجاب ( الأسدنس) ويوسع نسق هاته الوسائط.
لذا فإننا ندعو أن تنكب الدرسات اليوم لصياغة تصور منهجي خارج هذا النسق ومناهضا له، قوامه نقد- النقد لتبيان وكشف أصالة أو ضحالة اي عمل إبداعي.
 حسن أجبوه
كاتب باحث ومبدع
– المغرب –