أطباء مصر في عالم الرواية والأدب
بقلم – خالد جعفر
إذا لم تكن تشعر بكل ما حولك من ظواهر لافتة للنظر في مجال تخصصك أو في مجال الحياة في مجملها فأنت في حاجة إلي إعادة النظر في تكوينك الشخصي والفكري .
ودائما أصحاب الرؤى الدقيقة هم من تدور أعينهم وتنصهر أفكارهم ويستجمعون حروف الأبجدية كي يجمعوا الحروف والكلمات ويحولونها إلي خرزات من اللالئ في شكل عمل أدبي يرقى إلي أعلى مستويات العقل وأجمل مبهجات الروح .
والظاهرة التي لفتت نظري في مجال الأدب الروائي أنني صادفت في فترة وجيزة تفوق الأدباء الذين يعملون في مجال الطب وعبقريتهم في السرد الأدبي الروائي في أعمالهم وأذكر منهم على سبيل الذكر وليس الحصر الدكتورة عزة العلوي الجراحة المصرية الشهيرة العاشقة لوطنها مصر ، وبنت سيناء الحبيبة والتي تعيش في أمريكا وصاحبة رواية (الجزارة الناعمة) والتي نقلتنا فيها من حالتها المهنية كطبيبة جراحة إلي عالمها الهادئ ، ومن مادية الغرب إلي روح الشرق والحلم بالوطن .
وكذلك الدكتورة الطبيبة والروائية غادة العبسي والتي أبهرتني بفكرها وثقافتها وتمكنها في عرض أعمالها الأدبية في ندوة دعيت لها في الأوبرا ، والدكتورة غادة العبسي أول أديبة وروائية مصرية ترشح لمنحة الكاتب العالمي المقدمة من جامعة آيوا بالولايات المتحدة الأمريكية . إلي جانب أنها مطربة من طراز فريد وصوت يحمل نغما من الزمن الجميل ولها حفلات غنائية رائعة في دار الأوبرا المصرية .
وهناك أيضا الدكتور أحمد سمير طبيب التخدير والروائي المبدع والذي كتب أصعب تجربة عاشها طبيب في مجال مهنته في روايته (الأكسير) سحر البنج وترجم العديد من الكتب منها (الفلسفة الخالدة) ل (ألدوس هكسلي) .
ومازل عالم الطب لايبخل علينا بمبدعيه وأدبائه .
ومن هذا المجال الإنساني الرحب تطل علينا الدكتورة رانيا سامي أستاذة الطب النفسي و روايتها (مازالت أحبها سادة) واستطاعت لكونها طبيبة نفسية أن تمزج بين الحزن والألم و الأفراح والمأسي من خلال عنصر التشويق في جريمة قتل غامضة نسجتها بحرفية ومهارة وخرجنا معها في نهاية الأحداث أن الأمل لا ينقطع مادام الله موجودا . مرحبا بأطباء مصر في عالم الرواية والأدب .