– أطيَافُ الأمس ِ – ( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
– أطيَافُ الأمس ِ –
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
أطيافُ الأمسِ تُرَاودُهُ وخطوبُ الدَّهرِ تعانِدُهُ
مَسبِيُّ القلبِ بهِ شجَنٌ مُلتاع ُ الفكرِ مُشَرَّدُهُ
في الغربَةِ تبقى حُرقتهُ لم يأتِ إليهِ عُوَّدُهُ
آلامُ العالمِ يَحْمِلُهَا أشواكُ الحزنِ تَوَسُّدُهُ
أضناهُ الحُبُّ وَلوَّعَهُ في اللَّيلِ يطولُ تسهُّدُهُ
العاشقُ طالتْ غربتُهُ ماذا يُخفيهِ لهُ غدُهُ
وغريبُ الدارِ لقد أضحَى جمرُ الأحزانِ تَوَجُّدُهُ
إيمانُ العاشقِ لم يَبْرَحْ بجُنونِ الحبِّ تَعَمُّدُهُ
ويُقاومُ أهوالَ الدنيا وَرَزايا الكونِ تُنَكّدُهُ
زَفَرَاتٌ يُطلِقَهُا دومًا كم يشجي النجمَ تَنَهُّدُهُ
يا حُبِّي الأوَّلَ ما كانتْ كلُّ الأهوالِ تُبَدِّدُهُ
كيمياءَ الروحِ متى أحظى بلقاءٍ … يحلو مَوردُهُ
فيهِ تتعانَقُ روحانا والعيشُ الحلوُ نُجَدِّدُهُ
أزهارُ الجَنةِ ألثمُهَا والعيشُ بقربِكِ أرْغَدُهُ
شقرائي أنتِ فتاةُ الحُلْ ِم ..ومَنْ للعاشِقِ يَعْضُدُهُ
الحُبُّ الجامِعُنا لا يَق ْ دِرُ كلُّ العالمِ يُفسِدُهُ
حُبِّي يبقى بجُنونٍ لا حُبٌّ يا حُبِّي سائِدُهُ
الحبُّ حَلفنَ ” بحاتِمِهِ ” والجُودُ بأنّيِ سيِّدُهُ
وبأنّيِ أشرَفُ إنسان ٍ في هذا العالمِ أوْحَدُهُ
ولَكَمْ عَذبَتْ في هذا الكو نِ مصادِرُهُ ومَوارِدُهُ
شرفاءُ الكونِ لهُ شَهِدُوا ونساءُ الدُّنيا تعبُدُهُ
وَجميعُ الغيدِ له ُ خَدَمٌ والكلُّ يهُونُ تَصَيُّدُهُ
وفتاتي أحلى أحلامي وشغافُ القلبِ وَمَعبَدُهُ
هُوَ لا يهوَى إلاكِ وَكَمْ سَيُغيضُ الغيدَ تَبَغدُدُهُ
فَرداءُ الطهرِ تَسَربُلهُ وَشُعاع ُ الفجرِ تَقلدُّهُ
وتَحَدَّى الكونَ ولم يبرَحْ وعَلى الطغيانِ تمَرُّدُهُ
مَن يزرَع ْ خيرًا قد يجني .. من يزرَعْ شرًّا حاصِدُهُ
مَنْ ليسَ له عَمَلٌ قد يَخْ لدُ فالتاريخُ لبائِدُهُ
إنِّي أهواك ِ أيا قمري لا عيشًا دونكِ أنشدُهُ
وقوامكِ أحلى ما ألقى والخَدُّ يُشِعُّ توَرُّدُهُ
وقوامُكِ مثلُ الغصنِ وَخَصْ رُكِ يسبي القلبَ تَمَيُّدُهُ
شفتاكِ أشهى من خمر ٍ وفمي لرُضابِكِ يَرْصُدُهُ
ونُهُودُكِ رُمَّانٌ يحلو من فوقِ زنودِي أسْنِدُهُ
وفمي كم يلهثُ في َظمَإ شهدٌ من فيكِ يُبَرِّدُهُ
إني سَأظلُّ على عهدي غيري كم عهدٍ يَجْحَدُهُ
لن ألقى صَبًّا في الدنيا لاقى ما كنتُ أكابِدُهُ
وأحِنُّ إليكِ كحنينِ الأمُّ لِواحِدِهَا إذ تفقِدُهُ
وأنا لغريبُ الدارِعنِ ال وَطنِ الغالي وَمُشَرَّدُهُ
سأظلُّ أحِبُّكِ حتى المو تَ وموتي العالمُ يشهَدُهُ
وَسَتبقى من بعدي الأجيا لُ تُكرِّمُ فنِّي… تقصِدُهُ
وستبقى تنهَلُ من علمي فني تختالُ شَوَارِدُهُ
بِكتاباتي كم قد هامُوا قولي التاريخُ يُخلدُهُ
قد يفنى الكونُ ولا يفنى حَرفٌ… ما كنتُ أنضِّدُهُ
وَكلامي نبراسٌ يبقى أحرارُ الكونِ تُمَجُّدُهُ
عُملاقٌ كنتُ بإبداعي والعالمُ إني مارِدُهُ
أنا ربُّ الشعرِ إلهُ الفنِّ … وإني دومًا رَائدُهُ
سَنَدُ المظلومِ أنا أبقى والحقُّ أنا سَأسانِدُهُ
وَأذودُ عنِ الفردَوسِ الغا لي والطاغوتُ سَأطرُدُهُ
غضبي يتفجَّرُ بركانا وَنضالُ الشَّعبِ أصَعِّدُهُ
لي عزمٌ كالفولاذِ وإني الصخرُ العاتي… أصلدُهُ
أتحَدَّى الكلَّ لأجلِ هوا ك ِ أقيمُ الكونَ وأقعِدُهُ
هيهاتَ حياتي لا أنسَا ك ِ وأسلوُ الحُبَّ وأبعِدُهُ
في الحُبِّ أنا “رُوميُو”من غَيْ رُكِ َمنْ يا حُبِّي يُسعِدُهُ ؟
رمزُ العُشَّاق ِ سَأبقى وال حُبُّ العذريُّ أجَسِّدُهُ
كم وعدٍ منكِ “كعُرقوبٍ ” وَحَبيبُكِ يُقصَى موعِدُهُ
قد طالَ الدَّهرُ ولم يبرَحْ مثلُ النيرانِ توَقدُهُ
ولأجل ِالحُبِّ فكم عمَلٍ أو مشروع ٍ يُجَمِّدُهُ
إن عشتُ بعيدًا عنكِ فكم أتمَنى الموتَ وأنشِدُهُ
وَجراحُ الجسمِ لها طبٌّ مَن جُرحُ الحُبِّ يُضَمِّدُهُ
أنا حارقُ كلَّ قلوبِ الحَسْ ناواتِ … وقلبي أبعِدُهُ
نظري كالسَّهمِ ومن نار ٍ وَلصَوبِ الغيدِ أسَدِّدُهُ
في الشِّعرِ…إله ٌ..كم قالوا وَتَهُزُّ الكونَ قصائدُهُ
كَمَلاكِ الجَنةِ روعتهُ في الحُسنِ سيبقى مُفرَدَهُ
يدُهُ دومًا للجودِ فكم أعطى خيرًا سَلمَت يدُهُ
نهرٌ لا ينضبُ ، مندَفِقٌ تسقي الأجيالَ رَوافدُهُ
أطيافُ الماضي تلفَحُهُ أنسَامُ الحُبِّ تُهَدْهِدُهُ
وَجُفونُ الشَّمسِ لهُ وَطنٌ أنغامُ الفجرِ تَغَرُّدُهُ
ونساءُ الأرضِ بهِ هامَتْ وَجَميعُ الغيدِ تُوَادِدُهُ
دُونجْوَانُ العصرِ ولم يَبْرَحْ وَعذارى الحُبِّ تطاردُهُ
أشباحُ الشَّرِّ تلاحِقهُ … وَخُطوبُ الدَّهرِ تهَدِّدُهُ
كإلهٍ صورَتُهُ يسبي الألبابَ … وكم يمتازُ تفرُّدُهُ
كم يرخي الشَّعْرَعلى الكتِفَيْ نِ طويلا .. ثمَّ يُجَعُّدُهُ
في الحَقِّ فلا يخشى أحَدًا في الشَّرِّ يكونُ تَرَدُّدُهُ
وَيُناضِلُ من أجلِ الحُرِّيَّ ةِ.. يفدي الشَّعبَ مُجَاهِدُهُ
سَيفي من نار ٍ مُستَعِرٌ في وَجهِ الظلم أجَرِّدُهُ
لكن بالحِلمِ أضَمِّخُهُ من أجلِ السِّلمٍ سَأغمِدُهُ
كلماتي تبقى دينا… لا أحَدٌ في الأرضِ يُفَندُهُ
راياتُ السِّلمِ أعَلّيهَا بابُ الأشرارِ سَأوْصِدُهُ
أنا تِرْبُ الجُودِ وَرَبُّ الصِّي دِ أنا المَظلومُ أساعِدُهُ
فكري في الدُّنيا أنشُرُهُ ما من أحَدٍ سَيُقَيِّدُهُ
وصَليبي دومًا أحمِلهُ والصَّعبُ الصَّعبُ أعَانِدُهُ
وَطريقي وحدي أعبُرُهُ دربي بالشَّوكِ تَمَدُّدَهُ
وَصَبَرتُ على ألأهوال ِ، مَعي ” أيُّوبٌ ” ضَاعَ تَجَلدُهُ
الشِّدَّة ُ وَلتْ مُدبِرَةً والليلُ توارَى أسوَدُهُ
جَسَّدْتُ رسالاتِ الأبْ رَارِ وللإيمان مَعاهِدُهُ
وَنَبيُّ العَصرِ أنا أبقى وَمَنارَ الفنِّ وَسُؤدُدَهُ
قيلُ الأقيالِ وَحُلمُ الأجْ يَالِ المَيمونُ تَمَجُّدُهُ
طَودُ الأطوادِ وَضِدُّ الأضْ دَادِ المَرْهُوبُ تَوَعُّدُهُ
وَمبادِىءُ مُثلى فيَّ سَمَتْ غيري الأموالُ تَعَبُّدُهُ
غيري قد باع مَبَادِئَهُ والمادِّيَّاتُ تُحَدِّدُهُ
وَضَميرُ العالم كم يغفُو وَضميري الحَيُّ يُباعِدُهُ
والناسُ وما ألِفوُهُ من قَحْطِ الأفكارِ مُحَايدُهُ
وَصُروحُ العلمِ أشَيِّدُهَا أنا َمنْ بالحَقِّ تَزَوُّدُهُ
شُرُفاتُ المَجدِ لقد هَتَفتْ وَطريقُ الشَّمسِ أعَبِّدُهُ
فالموتُ وما أحلى موتي من أجلِ الحَقِّ سَأوْرِدُهُ
أنا قربانٌ من أجلِ الرّبِّ ضياءُ الفجرِ يُعَمِّدُهُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار- الجليل )