أمجّدُ اسمَكَ ارتفعُ معهُ فأعانقهُ. بقلم الأديبة والشاعرة اللبنانية / سامية خليفة متابعة المستشار الإعلامي دكتور / سامح الخطيب العمق نيوز

أمجّدُ اسمَكَ ارتفعُ معهُ فأعانقهُ. بقلم الأديبة والشاعرة اللبنانية / سامية خليفة متابعة المستشار الإعلامي دكتور / سامح الخطيب العمق نيوز
على رؤوسِ الأصابعِ وخلسةً، تقودني الأفكارُ إلى دروبٍ مبهمة، أجوبُ في متاهاتٍ مقفرةٍ لأجدَني شذراتٍ تتوهُ في أقدامِ الخطوات. المسافاتُ تكبرُ، الصقيعُ ينتشرُ، لكنَّ الحقيقةَ تختلفُ، إن كنتُ أنا البؤبؤُ فأنتَ المحجرُ، إن كنتُ أنا النّبضُ فأنتَ الوريدُ، إنْ تشتعل ما بينَ قلبيْنا المسافةُ لتقترفَ إثم الفراقِ، فاعلم أنّه فراقٌ مزيّفٌ، ذاك لأنّي حين أمجّدُ اسمَكَ ارتفعُ معهُ فأعانقهُ، ليكونَ الفراقُ أكبرَ كذبة. إن تتنبّأ بموتي عشقًا، فأنا بوجدي أتدثّر الرّوحَ سواترَ تمنعُ عنكَ رصاصَ الغدرِ. تبهرُني نجومٌ ينشقُّ منها وجهُكَ الغضُّ، نجومٌ تحيلُ جفافَ عمري الخريفيِّ إلى جنانٍ. الخيطُ الرّفيعُ بينَ الموتِ والحياةِ، بين الأملِ واليأس، خطوةٌ من فكرٍ حرٍّ. متى يا سماءُ تقشِّرين جلدَك الرَّماديَّ الميتَ تتعرّين من خطايا البغاةِ لتظهري نقيَّةً صافيةً؟
أيتها الأفكارُ النَّقيّة تراودينَ الرّوحَ المزنَّرةَ بالأنوار تتفجرينَ وعيًا يقضي على أوكارِ أفاعي ظلاميي هذا الزّمنِ القميءِ، أنوارُكِ إنْ نظرنا إليها انبهرْنا، إنْ عانقْناها ارتعشْنا، إنْ شممْنا دفئَها عانقْنا الرّحابَ، وإنِ ابتعدنا عنها تهنا في البراري الموحشةِ.
أيّتها الأفكارُ المتلبِّدةُ السَّوداءُ، السّاكنةُ تلابيبَ العقلِ المتحجّرِ، تستحمّينَ بالمياهِ الآسنةِ، تتعطّرينَ بروائحَ عفنةٍ، لا غرْوَ أنْ تنجوَ منكِ العقولُ النّيرةُ المجذّفةُ بعزيمةٍ نحو أنوارٍ تمتدّ أمامَها حبالُ النَّجاةِ، لا تقطعُها وشوشاتُ غوايةٍ، ولا تشويشاتُ وسواسٍ خنّاسٍ، هي أفكارٌ من نورٍ يُسقطُ الظُّلمةَ صرعى إنْ لاحَ لها من بعيدٍ آتيًا بخيلاءَ في عباءةٍ بيضاءَ.
بقلمي – سامية خليفة (لبنان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *