أنا وبن رشدي

بقلم عبير مدين
تابعت مثل غيري القضية المثارة على الساحة هذه الأيام وهي قضية الامام عبد الله رشدي ولأنني احاول أن ألتزم الحياد قدر الإمكان قلت وارد أن يكون حدث فعلا و وارد تعني احتمال ألا يكون حدث واحتمال حدوث الفعل
وهناك احتمالات آخرى سوف أتحدث عنها لاحقا.
أما عن احتمال ألا يكون حدثت علاقة بين الرجل وبين السيدة العراقية وهذا ما أتمناه فعلينا أن نرجع للقاعدة الفقهية البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ونترك أمر اليمين على الله.
أما الاحتمال الثاني وهو أن يكون حدث وهنا أقول إن كان حدث فهذا ليس حراما لأن الأصل في الزواج شفهي و الأركان الشرعية في الزواج مكتملة العرض والقبول ووجود الشهود وهذا طبقا لرواية السيدة أما بخصوص التوثيق فهو عرف من باب حفظ الحقوق واعتقد أن الرجل ليس ساذجا ليقع فيما يخالف الشرع بهذه البساطة رغم أنه أيضا وارد فهو بشر و ليس بنبي ليعصمه الله كما عصم سيدنا يوسف حين همت به امرأة العزيز وهم بها.
إذا أين تكمن المشكلة ؟
المشكلة من وجهة نظري حاليا أن زواج المتعة والزواج الشفهي رغم إنه حلال لكن السؤال الذي يفرض نفسه على المغالون في حب الرجل هل فكرتم فيما أن قلده الشباب؟ هل فكرتم في الكوارث المترتبة على ذلك؟ وطبعا لن يلوم أحد الشاب الجميع سوف يلقى اللوم كله على الفتاة التي وافقت. لقد عانى المجتمع وما زال يعاني من قضايا الزواج العرفي حتى نجد أنفسنا نغرق في مشكلة الزواج الشفهي وما يترتب عليه من ضياع حقوق و ميلاد اطفال قد نجد بعضها ملقى في صناديق القمامة وهم مازالوا قطعة لحم حمراء نتيجة علاقات نقول عنها محرمة وهي في نظر مرتكبيها زواج شفهي أو نتيجة سيدة وهبت نفسها لرجل.
فأنا لست على خصومة و الإمام عبد الله رشدي وإن كنت أختلف معه في الرأي كثيرا لكن حقه أن يعبر عن رأيه كما يحق لي ولغيري أن نختلف معه.
هناك مشكلة أخرى وهي مشكلة التعصب و المغالاة، المغالاة في الحب و المغالاة في البغض وكلاهما يؤدي إلى مالا يحمد عقباه، المغالاة في الحب قد تصنع طاغيه وتجعل من الشخص يكثر من الذنوب وهو واثق أن الناس لن تصدق عليه شيء و المغالاة في الكره تفتح الف باب وتوجد الف سبب لارتكاب الجرائم، ولقد عالجت الدراما منذ القدم الموضوع فكم من شخصية كانت فوق مستوى الشبهات كانت في نهاية الرواية محور كل الشرور .
لذا علينا الاعتدال في مشاعرنا وعدم المغلاة فيها حتى لا نقع يوما ضحايا صدمة تفقدنا الثقة فيمن حولنا.
أما الاحتمالات الأخرى أحدها أن يكون استغلال الحدث كتريند للتعتيم على بعض الأحداث الجارية مثل صفقة صندوق الاستثمارات السعودي واحتمال آخر هو التعتيم على ما يدور في جزيرة الوراق
وهناك احتمال أن يكون نجم الرجل في الطريق إلى الأفول خاصة وعندما سارع الشيخ أحمد كريمة في الهجوم على الرجل واتهامه أنه لا يمثل الاسلام ولا يمثل إلا نفسه، وإذا كان الأمر هكذا فلما تركه الأزهر ينطلق مناظرا للبعض في القنوات الفضائية و يطلق قناة على اليوتيوب تحصد آلاف المشاهدات؟
لست جهة تحقيق ولا منوطة بإصدار الأحكام لكن أفند الأحداث واحاول أن أقرأ ما يمكن أن يحمله المستقبل وهذا ألف باء التخطيط الجيد.
ولا نملك إلا أن ننتظر ما سوف تسفر عنه الايام القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *