أنثى العنكبوت

بقلم: الكاتب الصحفى أسامة حسان

أنثى العنكبوت

    فى هذه المرة سوف أخرج عن الإطار المعتاد لى فى الكتابة لأسطر بعض ما وجدته عبر شبكات التواصل الاجتماعى من مأسى وحكايات بنى البشر وبعض السلوكيات التى لاتدخل تحت بند المسألة القانونية بقدر ما تندرج تحت بند المسألة الأخلاقية.

   هذه المرة سوف أوجه كلامى إليها. تتسألون من هى؟ وأنا أجيب عليكم بأنها أنثى العنكبوت، وأهمس إليها وأقول لا تكونى أنثى العنكبوت ولا ملكة النحل كونى أنت كما خُلقتى.

   هى بالطبع واحده من بنى البشر ولكنى أسميتها أنثى العنكبوت لأنها أخذت من طباع تلك الكائنات ما تفوقت به على هذه المخلوقات فى صفاتها العدوانية.

   فأنثى العنكبوت تقتل من أحبت وتنهى حياته مرة واحده بعد التزاوج، وينتهى الأمر بموته موته واحده، وكذلك ملكة النحل حيث تطير عالياً يتبعها كل ذكور الخلية.

   ويتساقطون واحد تلو الآخر من التعب كلما ارتفعت لأعلى، حتى إذا لحق بها أخر ذكر وهو أقوى ذكر يصل إليها تتم عملية التزاوج بينهما وبعدها تنفصل أعضائه الذكرية داخل الجهاز التناسلى للملكة وينتهى الأمر بموته.

   أما هذه المخلوقة لن أطلق عليها لفظ إنسانة لأنها تجردت من كل معانى الإنسانية، فهناك من الناس من بداخله قلوب بشر وهناك منهم من بداخلة قلوب هى أقسى من الحجر.

   فتترك من أحبها لا هو حى ولا هو ميت بل تقتله كل يوم  الف مرة، فهناك من القتل ما يكون حسياً كما تفعل أنثى العنكبوت وملكة النحل بمن يتزاوج منهما وهناك القتل المعنوى كما تفعل أنثى البشر.

   فالقتل الحسى يكون مرة واحده أما القتل المعنوى هو تعذيب للإنسان مئات المرات فهو يموت فى كل لحظة تمر به ذكراها ويتذكر أنه أحب من لا تستحق هذا الحب.

  ووضع ثقته كاملة فى فتاة لا ترقى إلى مرتبة فصائل هذه المخلوقات فهذه المخلوقات رغم ميولها العدوانية التى فُطرت عليها أرحم بكثير من مخلوقة يفترض فيها الإنسانية.

   أنثى العنكبوت تقتل من أحبت مرة وملكة النحل كذلك أيضاً، وأنثى البشر تقتل من أحبها ألف مرة، صدمها أحد الرجال فى مشاعرها وعواطفها فاردات الانتقام من كل الرجال.

   وهى تستخدم فى سبيل ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وكافة الأساليب والحيل للإيقاع بكل الرجال فى حبائلها تحت مسمى الحب.

   تغازل ذلك وتكلم ذاك وتضحك لآخر وتجد غالبية أصدقائها بل أكثرهم فى قوائم شبكات التواصل الاجتماعى من الرجال تهوى، لا بل تريد وترغب فى معاقبة كل الرجال، لأن من تهوى تحب ولديها إحساس.

  أما هى فالقلوب عندها خارج كل الحسابات فلقد ألقت الإحساس والمشاعر جانباً وانطلقت فى كل وجهه وكل اتجاه تستدرج وتعاقب كل من يصادف طريقها وبعد أن توقعه فى حبائلها بكلامها المعسول تمضى فى طريقها وكأن شىء لم يحدث.

   تسمح للجميع بالاقتراب منها وفجأة تصبح مثل أنثى العنكبوت وملكة النحل، تنتقم من الكل بلا شفقة ولا هوادة، واليها أقول رفقاً رفقاً فليس كل الرجال خائنون بل هناك من هم فى حبهم وعواطفهم ومشاعرهم صادقون .

   ولن تمضى الحياة هكذا حب وغرام ثم ثأر وانتقام، علاقة تبدأ بالتعارف أولاً ثم الإعجاب والمغازلة ثانياً وقد يسبق أحدهما الآخر فيكون الإعجاب والمغازلة أولاً ثم التعارف ثانياً.

  أما هى فلقد اختصرت كل هذه الأشياء فى شىء واحد المغازلة ثم قتله معنوياً لاسترداد كرامتها الجريحة ولكن هيهات هيهات فبأى ذنب يعاقب إنسان بفعل غيرة من البشر.

   كان ذلك نموذجاً موجوداً فى حياتناً اليومية سواء من الرجال أو النساء ولكن هذه المرة جاء الإسقاط على النساء أكثر من الرجال لأنه قد كثرت نوعية المرآة اللعوب أو أنثى العنكبوت كما أسميتها أنا.

   لأنها ترغب وتصد فإذا رغبت انجذب إليها وأحبها وإذا صدت ذهب عنها وانصرف وتركها وينتهى أمر الضحية الأولى لها وتبدأ أنثى العنكبوت لعبتها من جديد.

   وتبحث عن إنسان ليكون الضحية لها من جديد تتلذذ فى تعذيبه وتمارس انتقامها من جديد ليتحول بعدها من قلب ملئ بالحب إلى قلب يبغض كل النساء.

     كانت هذه بعض من صور نماذج موجودة فعلاً فى المجتمع حالياً فى الحياة وأن كانت منتشرة أكثر عبر شبكات التواصل الاجتماعى فأرجو ألا تكونى منهم وإلا تكون منهم عزيزى القارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *