أين سيتم إفراغ النفط الإيراني؟

كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم” :لم يعد خفيا ان بيئة حزب الله تعاني كافة الازمات المعيشية التي يعانيها الشعب اللبناني بأكمله، فعل سبيل المثال وصل اليوم سعر صفيحة البنزين في السوق السوداء في النبطية إلى الـ500 ألف ليرة. وتوقفت محطات الوقود عن بيع المادة، فيما بدأت أزمة نقص الغاز المنزلي، بالإضافة إلى طوابير المواطنين على الأفران

بمعنى آخر، فان الامين العام لحزب الله بات يشعر  بهذا الضيق، وهو بحاجة الى تعويم قبل ان تنفجر البيئة الحاضنة بوجهه… فجاءت المساعدة الايرانية!.. وقد اختار نصر الله احياء ذكرى عاشوراء وما لها من رمزية لدى الشيعة ليعلن عن “انطلاق السفينة الأولى من إيران التي تحمل المحروقات باتجاه لبنان ببركة الإمام الحسين (ع)، موضحًا أن ما يفصلنا عنها مسافة ساعات فقط، وهي أنجزت كل أعمالها”، مؤكدًا أن سفنًا أخرى ستتبعها فالمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”.

ويقول مصدر واسع الاطلاع اذا وصلت المحروقات الايرانية سيطل نصر الله بمظهر البطل… واذا لم تصل فسيجد الف عذر واتهام!

ولكن السؤال، بحسب المصدر: اذا كان لدى ايران امكانية لتصدير المحروقات، فلماذا لا تصدرها الى سوريا وتريح لبنان من التهريب؟!… ويتابع سائلا: هل ما يحصل هو من اجل تمويل نفقات الحزب، من خلال بيع هذه المحروقات في لبنان، ويتردد في هذا المجال ان ايران لم ترسل اليه الاموال وهو يعاني من عجز كبير على هذا المستوى

الى ذلك، هناك الكثير من الاسئلة المطروحة حول هذه السفينة الايرانية: ما هي حمولتها، ماذا عن المواصفات وتطابقها مع المعايير اللبنانية، اين ستجري الفحوصات؟… والاهم ايضا اين ستفرغ خصوصا ان لا دخل للدولة اللبنانية بها؟

هنا يشرح خبير تقني انه اذا كانت الدولة لا تريد الدخول في المسألة ليبقى حزب الله وحده في الواجهة فتجنب نفسها العقوبات، فان الحزب سيتكفل بافراغها، وبالتالي فان الحمولة ستتجه نحو الجنوب لافراغها ربما في خزانات (تتسع لنحو 30 الف طن) تابعة لشركة “الطاقة”، وهي قريبة جدا من الحزب.

اما على مستوى التوزيع، فيرجح الخبير ان تسفيد منها محطتا “الايتام” و”الامانة” التابعتين ايضا بشكل او بآخر الى الحزب.

وانطلاقا مما تقدم، يوضح مصدر سياسي ان هذا النفط الايراني، ان وصل الى لبنان، كما وعد نصر الله، فسيكون معدا للنقل الى سوريا، مبديا اسفه الى ان وجود الدويلة في لبنان يتعزز على حساب الدولة، ولا بل “هذه الدويلة اصبحت اقوى من الدولة اللبنانية”، وهذا ما يعيدنا بالذاكرة الى ايام الحرب حين كانت الدولة هي الاضعف والاعجز، وكان كل حزب فاتحا على حسابه.

ويخلص المصدر الى القول: ايران تبيع نفطها بالدولار، وهي فقط تبحث عن العملات الصعبة وان حرمت شعبها من البنزين… وهذا ما ينطبق على بيع المحروقات لبنان، اي المزيد من الدولارات ستسحب من السوق المحلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *