لم يعد الجمال وصناعة الجمال حاجة من الكماليات التي يقدم إليها من يستطيعون تحمل أعبائها فقط، أو أولئك الذين يحتاجون إليها لتغيير عيب أو مشكلة خلقية، بل أصبح الجمال سمة العصر، وحاجة أساسية من حاجاته، لا بل صناعة متكاملة قد تبدأ من تصميم الإطلالات الجميلة ولكنها لا تنتهي عند تغيير الملامح أو تبديلها بشكل كامل، لنحصل على الإطلالة المناسبة لعالمنا اليوم، وهو عالم النجوم بلا منازع، نجوم المجتمع، نجوم الفن، نجوم التواصل الاجتماعي وما أكثرهم، ونجوم الثقافة والسياسة وكل نواحي الحياة.
وعلى ضوء هذا الحضور اللازم للجمال كواحد من مقومات النجم، كان لا بد من تحوله إلى صناعة حاضرة بقوة، لديها اختصاصاتها ومختصوها، وجومها أيضاً، من الأطباء والمختصين المهرة البارعين في تحقيق أحلام طالبي الخدمة، وإعطائهم الإطلالات الواثقة التي يستحقونها، عبر ما أطلقت عليه الصحافة إسم السياحة التجميلية.
ولا يمكننا الحديث عن نجوم التجميل وصناعته دون أن يلمع إسم استشاري جراحة التجميل والليزر الدكتور أحمد مازن في مصر والوطن العربي، الذي يشرفنا أن يكون ضيفنا اليوم للإجابة على مجموعة من تساؤلاتنا
*بداية ما سبب اختيارك اختصاص التجميل في مجال الطب ومن كان المحفر لك ومثلك الأغلى هذه المهنة وممارستها؟
-والدتي وأخي الأكبر شجعاني على دخول كلية الطب لتفوقي الباهر في الثانوية العامة. وكان أستاذي آنذاك الدكتور الجراح مجدي يعقوب قدوتي في مشوار الطب الطويل… أما سبب اختياري لاختصاص التجميل، لأني لم أجد نفسي في الاختصاصات الاخرى، سيما ولديَّ ميول نحو الابداع والفن بإقتدار ، ورسم البسمة على وجوه المرضى ولهذا لقبت بالرسام ذو الأنامل السحرية
*كيف تصف اليوم صناعة التجميل، هل هي فعلا صناعة قائمة بحد ذاتها؟
-لم تعد صناعة التجميل اليوم من الكماليات، وقد نعتبرها من الاساسيات حيث بات الطلب والاقبال عليها كبيرا من النساء والرجال على حد سواء ، لانها ليست فقط عمليات تهدف الى زيادة جمال الشكل، إنما تساعد أيضا في تصحيح بعض التشوهات الناجمة عن أخطاء طبية او جينية على حد سواء.
*في حال وجود تشوهات خلقية هل يمكن معالجتها تجميلياً؟
-بالطبع يقصدنا الكثيرون ممن لديهم تشوهات خلقية، في حال كانت من أختصاصنا في عمليات التجميل، نقوم بما يلزم من عمليات، وفي حال لم تكن من إختصاصنا نحولها إلى أخصائي حالته من أطباء الجراحة وما شابه
*ما هي اكثر العمليات طلبا من الزبائن نساءا ورجالاً؟
-أغلب الزبائن اليوم يهتمون بنحت وشد الوجه والرقبة من أجل الحصول على وجه أكثر إشراقاً ونضارة، لأنه عنوان الجمال، وكذلك هو الوسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية لكل شخص من فرح او حزن وغيره.
*ماذا عن مصطلح السياحة التجميلية؟ ومن هي الوجهات الأكثر نجاحاً وبراعة في الساحة التجميلية التي ينصح بها الدكتور أحمد؟
-لم تعد السياحة تقتصر على الاستجمام والتمتع بجمالية بلد ما، حيث اصبح الهدف من زيارة بعض البلدان هو البحث عن كفاءة الدكتور بما يقدمه من الخدمات الطبية التجميلية العالية، لذلك سميت بالسياحة التجميلية. أما بالنسبة للوجهات الأكثر نجاحا وبراعة، فهي تلك التي تعتمد على كفاءة الطبيب وحفاظه لاخلاقياته في مهنته.
ونصيحتي لكم أيها القراء الأعزاء، ألا تغركم الممارسات الدعائية لعمليات التجميل، لانها ليست بعمل سحري يؤدى بزمن قصير، خصوصاً أن بعض البرامج الإذاعية أو التلفزيونية وحملات التسويق المبالغ فيها التي تظهر المعجزات التي يمكن ان تنجز من خلال مبضع الجراح التجميلي، يكون الهدف الأساسي منها هو الإستفادة المادية.
ابحثوا عن طبيب مؤهل دراسياً، متخصص، ذو خبرة وكفاءة وانتبهوا جيداً، فليس كل ملقب بخبير او خبيرة تجميل بطبيب.
*هل هناك دول متفوقة في هذه الصناعة أم أشخاص؟
-التفوق في هذه الصناعة يعتمد على المهارة والخبرة التي يتميز بها الاطباء، لانها عامل الجذب الاساسي للقيام بأي عملية جراحية أو تجميلية، التي من خلالها يسافر المريض في رحلته العلاجية.
*كيف ترى تعامل السيدات العربيات مع التجميل؟ بحيث البعض يطلبن اجراء عمليات تجميل تشبهاً بعض المشاهير من نجوم الفن والتمثيل؟
بالرغم من الأزمات المختلفة التي نعيشها اليوم، تتصدر المرأة العربية قائمة النساء الاكثر طلبا على الخدمات التجميلية في العالم . وانا شخصيا ضد عمليات الاستنساخ للتشبه بأحد المشاهير ، لأن كل امرأة لديها ميزة شكلية خاصة يجب المحافظة عليها او تحسينها وليس تغييرها بالكامل.
*كيف ترى نظرة البعض الى السيدات اللاتي يخضعن لعمليات التجميل بازدراء؟
-اقول لهم لا تستهزؤوا ولا تسخروا ، فربما تحتاجون للخضوع لمثل هذه العمليات يوماً ما وكما يقول المثل: ليس كل ما يحفظه الطالب يفهمه، وتأتي الاختبارات بما لا تحتويه الكتب…. لذلك إياكم أن تنظروا لهن بازدراء، يكفي أن تحترموهن وتقدروا احتياجاتهن، فإن لم تسطيعوا فاعفوهن من اهتمامكم الساخر!!!!
*ما أهم المشاكل التي تواجه طالبي هذه الخدمة؟ من ناحية المختص أو المواد المستخدمة؟
– بداية يتوجب على الطبيب المختص معرفة التاريخ المرضي لطالب الخدمة حتى يستطيع تشخيص حالته الصحية والتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة أو حساسية معينة، وذلك لتجنب المضاعفات التي قد تحصل وبالتالي وضع المريض تحت الخطر.
ويجب التأكد من المادة المستخدمة في عمليات التجميل غير الجراحية على أن تكون الحقن بمواد مائية (هيالورونيك اسيد) على سبيل المثال الچيوڤيدرم وريستلان، لتجنب حدوث كوارث قد تمتد لتشوهات مدى الحياة، كالحقن بالفيلر الدائم او بمواد مجهولة المصدر، غير مصرح بها من وزارة الصحة او جهة او منظمة صحية معروفة.
*من الذي يحمي طبيب التجميل وهل من نقابة ترعى شؤونكم؟
-طبعا هناك نقابة أطباء ترعى شؤون الطبيب مهما كان اختصاصه.
*ما سبب التشوهات التي تحدث عند بعض المرضى عند خضوعهم لعمليات التجميل غير الجراحية وكيف يتم معالجتها؟
-أسباب التشوهات التي تحدث عند بعض المرضى بعد خضوعهم لعمليات التجميل كثيرة. من الممكن ان تكون خطأ طبياً من الطبيب الذي يتغاضى عن معرفة سجل مريضه الصحي بسبب غايته المادية وعدم الالتزام بالمعايير المطلوبة، أو مضاعفات طبيعية تعتمد على مدى تجاوب الجسم مع المواد المستخدمة في العملية أو رفضها، أو إهمالاً من المريض الذي يلجأ إلى خبراء التجميل الأرخص ثمناً الذين يفتقدون الخبرة والاختصاص والكفاءة والأهم أنهم ليسوا بأطباء، أو قلة خبرة كما نشهد في الآونة الأخيرة.
*ما هي الطرق المعتمدة بشكل عام لعمليات التجميل غير الجراحية وماذا يميزها عن سواها؟
-كل طبيب تجميل يعتمد على تقنية خاصة فيه يظهر من خلالها ابداعه في العمليات التجميلية غير الجراحية من خلال شد الوجه بالخيوط او الحقن بالفلر مثلاً وغيرها من المواد المستخدمة والتميز يكون من خلال حرفية الطبيب ومهارته ليحصل المريض على نتيجة طبيعية غير مبالغ فيها.
*وبالتالي كيف تواكبون تطور هذه المهنة والمنافسة القائمة بين الاطباء؟ ما هي أهم نصائحك لتلفي المخاطر التي تحدثت عنها سابقاً؟
-نواكب التطور في المجال التجميلي بحضور المؤتمرات العالمية وتبادل خبراتنا مع خبرات الاطباء في العالم الغربي.
ونصيحتي للناس أن يحسنوا اختيارهم لطبيبهم قبل الخضوع لاي عملية كانت ليس فقط في المجال التجميلي وانما في الاختصاصات الاخرى ايضاً، ولا تنخدعوا في الدعايات المروجة الزائفة، لان كفاءة الدكتور ومهارته في اختصاصه ستحد من المخاطر الصحية والمضاعفات التي قد تدهور صحتكم بشكل خطير تصل بكم في نهاية المطاف الى غرفة العناية المركزة في مشتشفى ما…
*فيما لو قصدتك مريضة لإجراء عملية تجميلية لم تكن مقتنعاً بها مقابل إغراءات مادية، ماذا تفعل؟
– طبعاً لا، من المستحيل أن أجري أية عملية تجميلية غير مقتنع بها خلافاُ لأخلاقياتي المهني، وفي حال إصراراها أنصحها بالذهاب إلى طبيب آخر.
*في معظم إطلالاتك الإعلامية يسألونك في مصر عن شهرتك بدكتور الفنانيين، ورسام الجمال؟
اشتهرت بدكتور الفنانيين لترددهم إلى عيادتي وثقتهم بي، وخبرتي ونجاحاتي في مهنتي، وباتت لي معهم صداقات وعلاقات ود وإحترام دائم، أما بالنسبة للقب الرسام فقد لقبني به الناس من أطلاعهم على السوشال ميديا، لدى رؤيتهم للنتائج الدقيقة المرسومة في الصور، والمعروضة على صفحاتي في الإسنتغرام والفيس بوك
في الختام، لا بد أن نوجه شكرنا لك دكتور أحمد، أنت وكل من يصنعون الجمال، ويساهمون في زيادته بهذا العالم، الذي يحتاج ضمن ظروفه الحالية القاسية إلى أن يكون أكثر لطفاً وجمالاً، وهذا ما تقومون به، أنتم ُصناع الجمال.