اغتصاب الروح والجسد

اغتصاب الروح والجسد

بقلم : د . شيماء سليمان

 جميعنا يعلم ان  العنف الجسدي والجنسي الممارس ضد المرأه ظاهره متفشيه في أنحاء العالم  ،ورغم ان الدين الاسلامي الحنيف  وضع قوانين وقواعد  للتعامل مع المرأه وكرمها في الكثير من المواضع  ، ومن ذلك قوله تعالي ( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )  .

وأوصانا بالترفق بها  (رفقا بالقوارير )  ، إلا ان ابتعاد البشر عن طاعه الله والإلتزام بأوامره افقدته مهاره التعامل مع المرأه واحترامها واعتبارها كيان يستحق التعامل بكل حب وموده .

 والعنف الجنسي ايضا اصبح ظاهره منتشره   في جميع انحاء العالم والكثير يتجنب تناول هذه المشكله  وطرحها للحوار نظرا للطبيعه الخاصه لتلك المشكله . 

والخطير هنا ليس فقط التعدي الجنسي فقط بل أيضا التأثير النفسي والجسدي والإجتماعي  الناتج عن ذلك النوع من انواع العنف المستهدف فيها المرأه ، وفي المعتاد يتم الحصول علي تلك المعلومات من الشرطه او العيادات الطبيه ، والمنظمات الغير حكوميه والابحاث العلميه ، ولعل ذلك لكون العنف الجنسي  هو موضوع شائك وغالبا تكون المعلومات عنه غير مكتمله وذلك لأن الكثير من الضحايا لا يبلغون عن ما حدث لهم خوفا من التعرض للخزي والمعايره من جانب المجتمع واللوم بعدم الحرص او التربيه الحسنه . 

وقد تنوعت الممارسات المختلفه للعنف الجنسي في سياقات عديده  ، فلم تعد تقتصر فقط علي العنف الجنسي داخل الأسره من الزوج تجاه زوجته وفقط وإنما تعدي ايضا إلي ممارسات  ….. تحدث  بدعوي الحفاظ علي السلم والامن داخل مؤسسات  محدده كالسجون تنتهك حق المراه في سلامتهن الجسديه وحقهم في الخصوصيه ، وقد وثقت العديد من المجموعات النسويه والمبادرات التي تعمل علي القضاء علي العنف الجنسي اكثر من ٢٥٠ حاله اعتداء جنسي تضمنوا حالات اغتصاب جماعي خلال الفتره من فبراير  ٢٠١٢ الي يوليو ٢٠١٣ . 

• اسباب التعرض للعنف .

أحيانا يكون السبب الرئيسي للعنف هي المرأه نفسها وذلك لتقبلها له والخضوع والتسامح كرد فعل لذلك مما يشجع الطرف الاخر في التمادي  ، وقد يكون السبب في انتشارها هي الجهل وعدم معرفه كيفيه التعامل مع الآمر  ، وقد يكون اسس التربيه التي نشأ فيها الرجل هي التي تولد العنف لديه وينشأ لديه عدم احترام المرأه منذ الصغر  ، ويشارك الي حد كبير في تضخم تلك الظاهره ايضا الظروف الاقتصاديه والماديه المتعسره التي تمثل ضغط نفسي للزوج يظهر في هيئه عنف موجهه ضد الزوجه او الابنه  هذا بالنسبه الي العنف الجسدي .

اما بالنسبه للعنف الجنسي فعند الحديث عن اسبابه نجد انه ليس بالسؤال السهل تقديم إجابه عنه ،فالعوامل المؤديه للعنف الجنسي متشابكه ومعقده الي درجه لايمكن الفصل بينهما فهناك عوامل تتصل بالشخصيه وهناك عوامل اجتماعيه وثقافيه وتربويه .

ذلك ان العنف ليس قابعا داخل النفس البشريه فقط ، وإنما يقدم لنا من خلال الظروف المحيطه ،فهو عنف تقدمه البيئه ، وكذلك غياب الوعي والردع المناسب وعدم وجود حمايه كافيه للمجني عليهم مما يجعلها تتخذ موقغ سلبي بالسكوت سواء كان سببه الخوف او خشيه من عدم نقبل المجتمع لها . 

• إحصائيات 

– كشفت دراسات التي اجرتها منظمه الصحه العالميه علي مجموعات مختلفه ، ان نسبه انتشار العنف الجسدي  الذي يرتكبه شريك الحياه يتراوح من  بين ١٣ ٪ و ٦١٪ .

– كما بينت دراسات وأد  البنات في استراليا ، واسرائيل ، وجنوب افريقيا ، وكندا ، وامريكا ، ان مايتراوح بين ٤٠٪ و ٧٠٪  من النساء التي قتلن بأيدي ازواجهن او اصدقائهن . 

– كذلك العنف الممارس ضد النساء اثناء الحروب والصراعات المسلحه ، ويوضح التقرير ان مايتراوح بين٢٠٠٠٠ و ٥٠٠٠٠ امرأه اغتصبن في البوسنه  من قبل القوات الحربيه .

٥٢ ٪ من النساء الفلسطينيات يتعرضن للضرب علي الاقل مره واحده في العام  .

في امريكا تتعرض ٦ ملايين زوجه للضرب المبرح كل عام و ٤٠٠ زوجه تموت جراء العنف سنويا و ٦٥٪ قتلا بالرصاص .

٥٢٪ في المانيا تتعرض النساء للعنف المصاحب للتحرش الجنسي .

٦٠٪ من النساء في تركيا يتعرضن للضرب  .

٤٧٪ من النساء في الاردن يتعرضن للضرب بصوره دائمه .

٦٠٪ من سكان الضفه الغربيه وغزه دون ال١٩ يتعرضن للإنتهاك الجسدي .

تفيد كثير من النساء بأن أول تجربه جنسيه عرفتها لم تتم بموافقتها ٢٤٪ في المناطق الريفيه  من بيرو ، وفي تنزانيا ٣٠ ٪  وفي بنجلادش ٤٠٪  .

-وتبين كذلك ان ٢٠٪ من النساء يبلغون عن تعرضهم للعنف الجنسي في مرحله الطفوله . 

وتفيد الدرسات في كندا أن نحو ٤٢٧٠٠٠  ٱمرأه عمرها اكثر من ١٥ سنه وقعن ضحايا الإعتداء الجنسي  .

• الحل 

من الممكن وضع حلول جذريه لتلك الظاهره للحد من حدوثها ورغم ان تلك الحلول قد تستغرق الكثير من الوقت لتؤتي ثمارها ، إلا انه بالرغم من وجود صعوبه في سرعه الوصول للحد من تفشيها إلا اننا نجد ايضا قيود من حديد تقيدنا وتجعل وصولنا لنتيجه مباشره وسريعه  …… ألا وهي المجني عليها  

نعم المجني عليها هي العائق الأساسي امام وضع حلول جذريه وسريعه للحد من تلك الظاهره فتخوفها من المجتمع والأهل في حاله البوح بما تعرضت له يجعلها تهدر حقها وحق مثيلاتها ممن تعرضن للعنف الجنسي والجسدي  لذلك فإن عدم كتمانها هي وغيرها من المجني عليهن ييسر علي الجهات المعنيه توثيق حالات العنف الجنسي ، وان كانت عمليه التوثيق عمليه صعبه الي حد كبير  ذلك ان الوصول الي الضحايا أو إعلان الجريمه المرتكبه في حقهن امر عسير بسبب تكتمهم لعدم قدره الكثير بالبوح بما حدث لها بسبب النظره الإجتماعيه ، ولكن أري ايضا حالات ليست بالقليله استطعن البوح والإبلاغ عما حدث لهم سواء كان عن طريق بلاغات للشرطه أو بالظهور في البرامج  الاعلاميه  . 

-توفير الدعم  النفسي للمرأه والرجل .

– وضع برامج. للعلاج النفسي للمعتدين .

-إخضاع الضحيه لخدمات العلاج الصحي والحمايه القانونيه .

– وضع علاجات متوفره لعدوي ال HlV  .

-إنشاء حملات إعلانيه وإعلاميه  محاربه للإعتداء .

– الاصلاح القضائي الذي يحمي المرأه  عن طريق سن قوانين رادعه لمواجهه  مرتكبي العنف ضد المرأه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *