اكذوبة ” ابن سالوقيه” واخر الزمان

مقال للكاتب ياسر عامر

لا شك ان وسائل التواصل الاجتماعي تشكل اهمية قصوي وضرورة في زمننا الحديث وخصوصا هذه الايام التي اقعدتنا الاجراءات الاحترازية بمنازلنا ونادي المؤذن الا صلوا في بيوتكم … الا صلوا في رحالكم وصارت اغلب معلوماتنا من وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا ” الفيس بوك” وقد ادهشني منذ عدة ايام جدل خطيرا يدخل ضمن الفتنة لعن الله من ايقظها وهذا الجدل بسبب نشر جزء من صفحة في كتاب اسمه ” آخر الزمان” نسب الي المدعو ” ابراهيم بن سالوقيه ” ويدعي الكاتب المجهول انه تنبأ في كتابه هذا بنهاية العالم التي تتفق وتتوافق علي حد نبوأته مع عام 2020 وبداية فان دينيا ومنطقيا لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالي وفي ديننا الاسلامي قد ذكرت الاحاديث وبعض النصوص القرأنيه عن يوم الساعه وخصصت لها علامات صغري وكبري واشار القرآن الكريم ان الساعة تقوم بغتة :
فعلم الساعة من الغيب الذي اختصّ الله تعالى به واستأثر بعلمه ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه بما فيهم الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون، حتى أفضل الرسل وهو نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يعلم متى تقوم الساعة.

قال تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) الأعراف /187.

وقال الله تعالى: ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) الأحزاب /63 .

فكان الناس يسألون الرسول صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عن وقت قيام الساعة (فأمره الله تعالى أن يفوض علمها إليه ( قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ.

وقال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبّكَ مُنتَهاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشاهَا ) النازعات / 42-45
وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ) لقمان /34
ومن الأحاديث التي تدل على أن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله
حديث جبريل المشهور وفيه قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجبريل لما سأله متى الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) . رواه مسلم
هذا الرد الديني ومن اصدق من الله قولا ؟
وجاء على مواقع التواصل أن مؤلف الكتاب إبراهيم بن سالوقيه المتوفى عام 463 هجرية تنبأ بأحداث كورونا من خلال أخبار الزمان، وتناقلوا منه إحدى صفحاته المزعومة والتي تحمل رقم 365 وتضمن نصها:مجموعة علامات واحداث هي كما جاءت
حتى اذا تساوى الرقمان (20=20)
وتفشى مرض الزمان
منع الحجيج
واختفى الضجيج
واجتاح الجراد
وتعب العباد
ومات ملك الروم
من مرضه الزؤوم
وخاف الأخ من اخيه
وصرتم كما اليهود في التيه
وكسدت الاسواق
وارتفعت الاثمان
فارتقبوا شهر مارس
زلزال يهد الاساس
يموت ثلث الناس
ويشيب الطفل منه الراس

وانا بالاصالة عن نفسي وعلمي اذا كنت من اهل العلم وتيقني عقلا وقلبا ان هذا لن يكون واهو شهر مارس جاري واوشك علي الانتهاء ولم لن يكون هناك زلزال يهد الاساس فليس له اساس من الصحة وبعد البحث والفحص والتبين والاستدلال ثبت يقينا انه لا يوجد شخص فى التاريخ الإسلامي يحمل اسم إبراهيم بن سالوقيه هذا، فهو اسم مزعوم لا أساس له من الصحة، فهذا الاسم لا يعرفه أحد ولم يرفق اسمه فى كتاب من قبل ولم يذكر أحد أي نص له قبل يوم 16 مارس الجاري عندما ذكرته صفحة تدعى “تغريدات عراقية” كانت هي بداية الجدل .

ولك ان تندهش ان كتاب “أخبار الزّمان” معروف لكنه من تأليف أبو الحسن عليّ بن الحسين بن علي المسعودي،ويبلغ عدد صفحات الكتاب الحقيقي 278 صفحة فقط، بما يعني أنه لا وجود اصلا للصفحة المذكورة 365، كما أن الكتاب لم يتطرق إلى أي نبؤة عن نهاية العالم، بل اقتصرت كل موضوعاته عن رصد التاريخ القديم بمختلف بلدان العصر القديم، ومنها الصين، الافرنج، الأندلس، مملكة الترك، مملكة الروم، مملكة خراسان، وغيرها من القصص.وهو كتاب شيق جدا انصح بقراءته.

ومما يدلل علي كذب النص انه لم يكن في تلك الحقبة الزمنية اي استخدام للأشهر الميلادية في ذلك الزمن فالاستخدام الرسمي للأشهر الهجرية.
وقانا الله واياكم شر الفتن ورفع الله الحزن وازاح عنا تلك الغمة وحمي الله بلادنا وهدي الله العباد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *