الأزمات والإنسانية

الأزمات والإنسانية

الأزمات والإنسانية

كتب/ أبوالعزالمشوادي

بين الحين والحين تتصدر الأزمات العناوين الرئيسية لكل إعلام العالم .

عاش الكون أوبئة مثل الطاعون والكوليرا وهلك من البشر الكثير والكثير وأوبئة كثيرة غير الطاعون والكوليرا .
ومر على العالم حروب طاحنة بين الأمم هلك فيها الحرث والنسل وأصبحت الدور خراب والأرض تكاد لا تستوعب جثث الناس وكتظت المستشفيات بالجرحى وأصحاب العاهات …
وسط زحام الكوارث والنكبات والأوبئة يظهر المعدن الأصيل ويظهر المعدن الرديئ …

صاحب المعدن الأصيل يعطى ولا يخاف إقلالًا يعلم ان الرزاق هو الله والخالق لا يضيع خلقه ولكن لله في خلقه شئون يعلم ان ما جاء من عند الله فهو خير ولا نعلم خفاياه هذا الخير …
ويكون اكثر عطاءا وجودا في هذا الوقت
تتجلى فيه روح العطاء وروح المآثرة يحسن على القريب والبعيد يحسن لمن احسن إليه ومن اساء إليه .
منتظر الأجر من الله الرزاق لا ينتظر شكرا من احد ، سالك طريقه لا يلتفت للخلف مهما قال القائلون .

بينما صاحب المعدن الرديئ فهو دائما يحسب كل كبيرة وصغيرة ولا يعطي إلا بالحسرة .
عنده ويطمع فيما بين أيدي الناس تراه أستاذ في الكلام افعلوا كذا وكذا عند الكلام متصدر المجلس وعند العطاء في الركن الخلفي لا يظهر ولا تسمع له صوتا .
يحب ان يثنى عليه بما لم يفعل البخل عنوانه ومن سجاياه ينسى القريب والبعيد لا يتذكر إلا نفسه يريد النجاة لنفسه والهلاك لغيره لا يحسن لمن احسن إليه بل يبحث عن النقائص فيمن احسن اليه ويرى في نفسه العجب لان الله احسن إليه واعطاه بعد جوع وفقر ويذم ذاك الذي احسن إليه في وقت عوزه وربط الحبل على بطنه …

معادن البشر تظهر وقت الأزمات ، ولقد رأينا في هذه الازمة أروع الأمثله في العطاء والكرم والجود .
وظهر كذلك المعدن الرديئ ولكن بفضل من الله انهم قله لا يحسبون على البشر فهم مخلوقات مختلفه لا نحسبهم ولا نريد معرفتهم .

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *