بسم الله الرحمن الرحيم
التعلم الإلكتروني في أوقات التحدي: ما الذي افتقده الأطفال؟
أحيانا ما يرسل الله سبحانه وتعالى مشكلة فتكون حلا لمشكلة أخرى، ودوما نبحث في حكمة الله جل وعلا وننتظر خيره في كل شيء وكل وقت. أحد هذه المشكلات تمثلت في إغلاق غالبية مدارس الأطفال في غالبية الدول، في فترة تعتبر من فترات التحدي، مما اضطر معظم العائلات إلى تعليم أطفالها في المنزل.
ويأتي تساؤل مهم وهو: ما الذي افتقده طفلك (أطفالك) أثناء الإغلاق؟. إلا أنه من بين دراسة على 200 أسرة بريطانية تبين واحد من أهم المشاهدات وهي أن غالبية الأطفال افتقدوا أصدقائهم، وتلك هي “فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا” في خلق الإنسان كونه إجتماعي حتى وإن كان هذا صغير الإنسان فهو دوما يسير نحو بناء نفسه داخل مجتمع الأشخاص الذين يناسبونه في البيئة المحيطة به، سواء تلك الصغيرة أو الكبيرة، فهي مصدر تعلمه ومحتوى المعلومات لديه.
لقد تفاوتت الردود بين الأسر من “لا شيء” إلى “الكثير من الأشياء” التي فاتت الأطفال. أشار 84٪ إلى أن أطفالهم غابوا عن النواحي الاجتماعية المختلفة، و72٪ منهم قالوا بأنهم افتقدوا أصدقائهم. وأشار 42٪ إلى أنهم افتقدوا الطبيعة التعليمية للمدرسة – بما في ذلك هيكل النظام اليومي، والمعلمين، والمواد الدراسية. في حين أشار 7٪ إلى أنهم افتقدوا أنشطة بدنية مثل كرة القدم والسباحة ورياضات أخرى. وأشار 8٪ إلى أنهم افتقدوا أشياء أخرى، تشمل أنشطة نظامية إضافية مثل الكشافة، واحتفالات الأعياد (كل تبعا لمعتقده). بينما أشارت مجموعة صغيرة عبارة عن 2٪ إلى أن أطفالهم لم يفتقدوا شىء، حيث يفضل أطفالهم التواجد في المنزل. كما كانت هناك تعليقات حول الأطفال الذين ليس لديهم أي رفقاء في اللعب.
وعلى الرغم من صغر حجم العينة، وكذلك عدم إكتمال الصورة حول التعليم المنزلي في فترة الإغلاق، إلا أن هذه الدراسة يمكن أن تعطي صورة محددة الملامح لبعض الآثار على حياة الأطفال سواء إيجابيا أو سلبيا، ما يفتح المجال لمزيد من الحلول والمحاولات التي تعزز الإيجابيات وتصحح السلبيات بإذن الله تعالى. وتساعد هذه الصورة في الاهتمام مستقبلا (بإذن الله تعالى) بما يحتاجه هذا الإنسان الصغير من نواحي اجتماعية وطبيعة تعليمية منتظمة- باعتبارهما أعلى النسب المتحصل عليها- ومن ثم تنظيم الأنشطة والمهام التي تخدم هذه النواحي.
وحتما سيكون هناك خير من عند الله سبحانه وتعالى في كل شىء، فلا نعلم لعل هذه الفترة تمثل منفعة في مزيد من الارتباط الأسري لدى فئة معينة في المجتمع، أو تعلم المزيد من التقنيات والأدوات المهمة في هذا العصر للاستفادة منها عند العودة، ولعلها كانت فترة لإعادة تنظيم الوقت بين الأولويات أو تطوير مزيد من الأنشطة المهمة في حياة الإنسان كبيرا وصغيرا مما يحفظ النعم التي لا تُحصى حوله من أجل مزيد من الاستفادة منها بإذن الله تعالى.
مقال مترجم مفتوح (من ثاريندو لياناجناواردينا، وشيرلي ويليامز- جامعة إستات)
https://blog.ucem.ac.uk/onlineeducation/posts/1861
ترجمة وكتابة: داليا السيد حسين
اترك تعليقاً