التعليم والتدريب المزدوج: قصة نجاح وتطوير مستمر
التعليم والتدريب المزدوج: قصة نجاح وتطوير مستمر
كتبت ربا ب احمد
يعتبر التعليم والتدريب المزدوج علامة فارقة في تاريخ التعليم الفني بمصر. نشأ هذا النظام الفريد في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عقب زيارته لدولة المانيا في عام 1991
و تم توقيع البروتوكول الخاص بهذا النظام في عام 1992 وبدأت أولى خطواته الفعلية في عام 1995. كانت البداية بثلاث مدارس فقط حيث أشرف الخبراء الألمان على تقديم الدعم الفني والتدريب لمجموعة من المعلمين والخبراء المصريين لتأهيلهم لإدارة هذا النظام الجديد. ومنذ ذلك الحين شهد التعليم والتدريب المزدوج توسعا وانتشارا ليشمل عددا كبيرا من المدارس والمصانع في جميع أنحاء مصر.
ما يميز التعليم والتدريب المزدوج عن نظام التعليم الفني هو الدمج الفعّال بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي. حيث يدرس الطالب يومين في المدرسة ويتم التدريب أربعة أيام داخل المنشأة التدريبية مما يتيح له فرصة فريدة لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة لمواكبة تطورات سوق العمل.
يتضمن هذا النظام العديد من النوعيات مثل التعليم الصناعي. التجاري. السياحي والفندقي . بالإضافة إلى التعليم الزراعي. والنقطة الفارقة هنا أن الطالب يتدرب في بيئة عمل حقيقية مما يجعل هذا النظام مثاليا لإعداد جيل قادر على المنافسة في سوق العمل.
ولا يمكننا إغفال دور وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني
والإدارة العامة للتعليم والتدريب المزدوج و التكنولوجيا التطبيقية
في دعم وتطوير هذا النظام. فمشاركة الشريك الصناعي في وضع المناهج بالتعاون مع خبراء المناهج بالوزارة كان لها دور كبير في تطوير المنظومة. فقد أصبحت المناهج تتواكب مع متطلبات سوق العمل الحديثة مما يمنح الطالب تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين الجانب النظري والتطبيق. والاهتمام بجميع محاور العملية التعليمية
كما شهد النظام تطورات جوهرية أخرى مثل تطبيق نظام الجدارات وعقد تدريبات وورش عمل مستمرة لرفع كفاءة جميع العاملين بالنظام ابتدأ من المعلمين والقائمين على التقييم والامتحانات. ففي هذا العام أطلقت الإدارة العامة ماراثون الاختبارات التجميعية الموحدة على مستوى الجمهورية مما يعد إنجازًا هامًا في مسيرة التعليم والتدريب المزدوج. فهوليس مجرد نظام تعليمي، بل هو تجربة متكاملة تعزز من فرص الشباب المصري وتمنحهم الأدوات اللازمة للنجاح في مستقبلهم المهني. إن هذا النظام، الذي بدأ بفكرة وتوسع ليصبح جزءًا أساسيًا من التعليم الفني في مصر، يعد بحق قصة نجاح تستحق أن تروى.