الحصول على السعادة بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه للحصول على السعادة، ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو، ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل، فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال “أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال صلى الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا”
فإذا أردت الحصول على السعادة، فعليك بالأخذ بأسبابها ومن أسبابها هو تحقيق التوحيد، والخضوع لمنهج الله على المستوى الفردي والجماعي، والإيمان بالله عز وجل والعمل الصلح، حيث قال سبحانه ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” وكذلك الإيمان بالقضاء والقدر، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أصابك مكتوب عليك، فقال تعالى ” إنا كل شئ خلقناه بقدر” وإن من طرق الحصول على السعادة هو الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، أما من أعرض عن ذكر الله، فهو من التعساء البؤساء، فقال تعالى “ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين” وكذلك البعد عن المعاصي والآثام، فلها عواقب وخيمة، وصلاحك أنت يبارك الله لك به في ذريتك، فقد قال أهل العلم في تفسير قوله تعالى “وكان أبوهما صالحا”
أى الجد السابع لهما، ومن طرق الحصول على السعادة هو مصاحبة الأخيار، فإنهم يقودون الإنسان إلى الخير ويدلونه عليه، وكما قيل “الصاحب ساحب” والصاحب إما حامل مسك يدلك على الخير ويقودك إليه، وإما نافخ كير يوقعك في الإثم والشر، ويجرك إليه، فقد قال عز وجل فى سورة الزخرف “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين” وإن من سبل الحصول على السعادة هو طلب العلم الشرعي، فإن الإنسان إذا طلب العلم كان سيره على هدى من الكتاب والسنة، فقد قال عز وجل فى سورة الزمر ” هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون” وقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادلة ” الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” ومن أهم الوسائل للحصول على السعادة هو أن تدعو الله، وتسأله الهداية وخاصة في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل.
وبين الأذان والإقامة، وفي آخر ساعة من نهار الجمعة تلجأ إلى الله وتدعوه يا رب، اللهم مُنّ عليّ بالهدى والتقى، فإن الدعاء من أعظم وسائل التوفيق إلى الهداية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله “اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب، صرف قلوبنا إلى طاعتك” فهنيئا لمن أكثر من ذكر الله، وعمّر بيوت الله، وهنيئا لمن هجر رفقة السوء، وصحب أهل الإيمان، وهنيئا لمن بادر إلى حلق العلم والعلماء، وهنيئا لمن أنفق في سبيل الله، وهنيئا لمن ربّى أولاده على حفظ كتاب الله والعمل به، فكان من تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذا لأمر ربه أنه كان يحب ذكر الله، ويأمر به، ويحث عليه، فقال صلى الله عليه وسلم “لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس”.
اترك تعليقاً