الدكروري يكتب عن أبرهه يقود حملة عسكرية فاشلة
الدكروري يكتب عن أبرهه يقود حملة عسكرية فاشلة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد قيل في الروايات التاريخية، أن أبرهة الحبشي قاد حملة عسكرية فاشلة لم يستطع خلالها أن يخضع منطقة مكة بما تمثله من رمزية دينية وقبلية لسيطرته، ووجه تسمية العام بعام الفيل، يعود إلى أن الحملة العسكرية التي سيّرت في غزو مكة، بهدف هدم الكعبة، استخدم فيها الفيلة، وحسب الرواية العربية أن أبرهة توفي في صنعاء بعد عودته من مكة بقليل، وذلك في سنة خمسمائة وسبعون أو خمسمائة وواحد وسبعون للميلاد، أما المصادر اليونانية فلم تشر إلى سنة وفاته، وقد ذكر المسعودي أن الحملة الحبشية التي كانت تستهدف مكة المكرمة، كانت يوم الأحد السابع عشر من شهر محرم سنة ثمانى مائة واثنين وثمانين حسب تقويم الإسكندر، الموافق مائتان وستة عشر حسب التاريخ العربي.
الذي أوله حجة العدد وهى حجة الغدر، الموافق لسنة أربعين من مُلك كسرى أنوشيروان، ويسجل المؤرخون الإيرانيون أن كسرى الأول المعروف بكسرى أنوشيروان حكم ما بين خمسمائة وواحد وثلاثون إلى خمسمائة وتسعة وسبعون للميلاد بذلك تكون السنة الأربعون من حكمه توافق عام خمسائة وواحد وسبعون للميلاد، وبحسب ذلك وبحسب كثير من المستشرقين والمشتغلين بالتقاويم وبتحويل السنين، فإن عام الفيل يصادف سنة خمسمائة وسبعون أو خمسمائة وواحد وسبعون للميلاد، ويسجل المؤرخون أن أبرهة الحبشي في حال لو تم له ما أراد، ونجحت حملته العسكرية بإخضاع مكة المكرمة وهدم الكعبة لتغيرت الخارطة السياسية في الجزيرة العربية برمتها، ولقد قيل أيضا من بعض المنكرين لهذه الواقعه.
إنه لا توجد أدلة على قيام أبرهة الحبشى بغزو الكعبة وفقا لما تم تناقله تاريخيا، مؤكدين أنه لا توجد أية أدلة أو وثائق تشير الى غزو أبرهة الحبشى للكعبة، وقيل أن أبرهة الحبشى غزا مكة، لا أصل له لأنه طبقا للنقوش التى تركها أبرهة الحبشى فى اليمن بما فى ذلك النقوش التى تركها على سد مأرب وبقايا سد مأرب، الحبشى كان رجلا مسيحيا، وهو يكتب نقوشه بالخط المسند اليمنى على جدران وبقايا سد مأرب كتب بسم الرب المسيح أو بسم المسيح الرب” وقيل أنه كان أبرهه الحبشي رجلا مسيحيا ولم يكن وثنيا، الأمر الآخر، هو توفى عام خمسمائة وخمسة وثلاثون ميلادى وليس خمسمائة وسبعون كما يزعم المؤرخون القدماء وأنه غزا الكعبة فى هذا الوقت، فهناك خمسة وثلاثون سنة فرق.
ولا توجد أى وثيقة أن أبرهة الحبشى خرج من اليمن وقصد الجزيرة العربية لأنه طوال السنوات التى كان يحكم بها اليمن كان مشغولا بقمع تمردات القبائل اليمنية التى احتجت عليه وبسبب علاقاته مع الأحباش، وقد أردف ابنه يكسوم الذى ورث الحكم منه هو الذى بنى الدولة الشهيرة المسيحية التى عُرفت بدولة أكسوم أو يكسوم، وهى اندماج جنوب اليمن مع الحبشة فى دولة مسيحية جديدة عرفت بدولة يكسوم، فلا توجد أى دلائل لا بالنقوش ولا وثائق تاريخية ولا أخبار تاريخية موثقة أنه غزا الجزيرة العربية، ثم أخيرا كان للمنكرين رأى بأنهم قالوا هل من المنطقى أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يرسل الحجارة ليقتل جيش مسيحى وينتصر للوثنيين؟ وهل يمكن لعاقل أن يقبل أن الله تعالى وقف مع الوثنيين ضد المسيحيين؟” وإنه لا تتفق الكتب المقدسة وكتب التاريخ والمعالم الأثرية طوال الوقت، فقد تختلف الأمور قليلا أو كثيرا.