الدكروري يكتب عن أبواب صلة الرحم العظيمة العمق نيوز

الدكروري يكتب عن أبواب صلة الرحم العظيمة العمق نيوز

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الإصلاح بين الناس وحل النزاعات، وإشاعة طمأنينة النفس، ونبذ العداوة هي من أسس الأخلاق الحميدة في الإسلام، وإن التواصي مع الغير بصلة الرحم من أبواب صلة الرحم العظيمة، وبث الخير في نفوس الناس، فالبعض لهم تجارب حميدة في هذا الشأن، فيتصل ببعض أقاربه بغرض الزيارة لغيرهم من ذوي صلة الرحم، وفي هذا تجب الإشارة إلى ضرورة حث الأقارب على تفعيل هذه الصلة من الآباء والأمهات، والإخوة والأخوات والزوجات، وحتى الأطفال الصغار، يتم تنشئتهم لمتابعة هذا النهج لنيل أجر الدلالة على الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله وملائكتَه وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” رواه الترمذي، وبر الأمهات يعني الإحسان إليهن وتوفية حقوقهن.
وطاعتهن في أغراضهن في الأمور المندوبة والمباحة، لا في الواجبات والمعاصي، ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب، ويدخل في ذلك إيناسهن وإدخال السرور على نفوسهن بالأقوال والأفعال، ولأن الأم ضعيفة بضعف الأنوثة ورقة الحنو وتواضع الشفقة فقد يغتر بعض الأبناء والبنات فتحملهم نفوسهم على تقاصر قدر الأم والاندفاع نحو عقوقها، بخلاف ما يجدونه من المنعة عند الآباء، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال” وقد قال العلماء أنه لقد خص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الأمهات بالذكر وإن كان عقوق الآباء عظيما، وذلك لأمور منها لأن حرمتهن آكد من حرمة الآباء.
ولأن العقوق إليهن أسرع من الآباء، لضعف النساء وتجبر الأولاد عليهن، ولأن أكثر العقوق يقع للأمهات، ولينبه على أن بر الأم مقدم على بر الأب في التلطف والحنو ونحو ذلك، وفى الحديث الشريف المتقدم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال “من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قل أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك” فلقد أكد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة، وذلك لما تعانيه الأم من مشقة وتعب منذ أن تكون حاملا حتى آخر يوم في حياتها ، فهى تضحى من أجل أطفالها وتؤثرهم على نفسها وتسعد لسعادتهم وتحزن لحزنهم وتنام وهى تفكر في أبنائها، وتتعب من أجلهم وكذلك تسهر لإراحتهم، ولقد وقع التقصير منا في حق الأمهات، حتى شاهدنا وسمعنا الكثير من يترك أمه سنوات عديده ولم يكلمها.
وكيف يسيء لها بالكلام السيء ولا يرعها ولا يخدمها، ويغلظ اليها القول، ويعاملها بقسوة، وهذا قطعا مسكين، فضيع الجنة، وهذا من العقوق فاحذر غضب الله عليك، فالأم غالية وعزيزة، فعلى من علم فضلها أن يبادر بكل الطرق بالإحسان اليها ويدخل عليها السرور، ويجنبها ما يحزنها ويتعبها، وأن يسال عنها، ويجلب لها ما تحبه، ألا فليتق الأولاد الله في أمهاتهم، وليقدّروا للأم حقها وبرّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم، قبل أن تحل بهم عقوبة الله تعالى وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات” وعند الترمذى في جامعه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إذا فعلت أمتى خمس عشر خصلة حل بها البلاء” وذكر منها ” وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *