الدكروري يكتب عن أول زوجات النبي لحوقا به بعد موته
الدكروري يكتب عن أول زوجات النبي لحوقا به بعد موته
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلن للنبي صلى الله عليه وسلم، أيُنا أسرع بك لحوقا؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أطولكن يدا ” فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة، وقد ظلت السيده زينب رضي الله عنها، جوَّادة كريمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، متمسكة بالزهد، وعدم التعلق بالدنيا ومتاعها، فيُذكَر أنه لمَّا جاء العطاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطب، فقد بعث إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، بالذي لها، فلما دخل عليها قالت.
“غفر الله لعمر، لغيرى من أخواتي كان أقوى على قَسم هذا منى” قالوا هذا كله لك، قالت سبحان الله، واستترت دونه بثوب، وقالت، صبُّوه واطرحوا عليه ثوبا، فصبُّوه وطرحوا عليه ثوبا، فقالت لبرزة بنت رافع ” أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان” وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها، فقسمته حتى بقيت منه بقية، فقالت لها برزة، غفر الله لك، والله لقد كان لنا في هذا حظ فقالت السيده “فلكم ما تحت الثوب” قالت فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يديها، فقالت “اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا” قالت برزه، فماتت السيده زينب رضي الله عنها، وفي شأنها أنزل الله تعالى الأمر بإدناء الحجاب.
وبيان ما يجب مراعاته من حقوق نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت رضي الله عنها من سادة النساء ، دينا وورعا، وجودا ومعروفا، محضن اليتامى ومواسية الأرامل، فقد فاقت أقرانها خَلقا وخُلقا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور زينب، ويمكث معها، ويشرب العسل عندها، فغارت بعض نسائه، وأردن أن يصرفنه عن ذلك، فعن عائشة رضي الله عنها ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش، فيشرب عندها عسلا، قالت فتواطيت أنا و حفصة، أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلتقل” إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ وهو صمغ يؤكل، طيب الطعم، ولكنه له رائحه غير طيبة، فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له صلى الله عليه وسلم.
فقال” بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له” فنزل قول الحق سبحانه وتعالى “يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك” إلى قوله تعالى “إن تتوبا” وقد قيل أنه كان النداء إلى السيده عائشة بنت أبى بكر، والسيده حفصة بنت عمر بن الخطاب ” وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا” لقوله ” بل شربت عسلا ” رواه البخاري و مسلم، وكان من مناقبها رضى الله عنها أنها كانت ورعة قوامة، تديم الصيام، وكثيرة التصدق وفعل الخير، وكانت من صُناع اليد، فكانت رضى الله عنها تدبغ و تخرز، ثم تتصدق بثمن ذلك، وقد روت السيده زينب بنت جحش رضى الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثا، وقد اتفق البخاري ومسلم لها على حديثين، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبدالله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة.