الدكروري يكتب عن الأسباب الاقتصادية للفساد(العمق نيوز)
الدكروري يكتب عن الأسباب الاقتصادية للفساد(العمق نيوز)
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من الأسباب التي أدت للفساد في المجتمع هي الأسباب الاقتصادية من البطالة، وعدم الامانة وعدم الإخلاص، وعدم أداء الأجير أجرته مما يؤدي به إلى الاختلاس والتزوير وغير ذلك من الصور المحرمة، وانتشار الظلم والكذب والخيانة بين الناس، والتهالك على الأموال والحرص على الدنيا، ولهذا عندما نتأمل في نصوص الآيات السابقة وفي الأحاديث الكثيرة التي بينها لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، نجد أن الإسلام جعل لنا السبل التي تقينا من الفساد، ومنها هو الإيمان بالله، فيقول سبحانه فى سورة الأعراف “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ” بمعنى أنه لو أن الناس آمنوا واتقوا وأقبلوا على الله سبحانه وتعالى لفتحت عليهم البركات والخيرات والنعم بما لا يجدون له وصفا.
والأمر الثاني ضعف العبادات، والإسلام أمرنا بالعبادات، بالصلاة والصيام والحج والزكاة، فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” فالمؤمن الذي يؤدي الصلاة لن يختلس، الذي يؤدي الصلاة لن يهمل في وظيفته، لن يأخذ الرشوة، لن يغش أحدا، لأنه لا يريد أن يفسد صلاته فقال تعالى “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليعلم أن صلاته ناقصة، وإن لأهمية الأخلاق في الإسلام كانت الفترة الزمنية المكية من بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منصبة على غرس القيم والأخلاق في أفراد المجتمع واستمرت هذه الفترة ثلاثة عشر عاما لم ينزل فيها أوامر أو نواهي أو تكاليف وهذه هي الرسالة الأخلاقية التي أصاغها جعفر بن أبي طالب رضى الله عنهن للنجاشي ملك الحبشة.
ولو إننا لو نظرنا إلى الدين الإسلامي لوجدناه ينقسم إلى ثلاثة أقسام، هى عقيدة وتتمثل في توحيد الله تعالى، وشريعة، وتتمثل في العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وأخلاق وتتمثل في الأخلاق الفاضلة في التعامل مع الآخرين وكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة يمثل ثلث الإسلام، فالعقيدة تمثل ثلث الإسلام، لذلك كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لاشتمالها على الجانب العقدي، وكذلك العبادات تعدل ثلث الإسلام، والأخلاق التي يظن البعض أن لا علاقة لها بالدين فإنها تعدل ثلث الإسلام، بل الإسلام كله، بل إنه صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الهدف من بعثته هو غرس مكارم الأخلاق في أفراد المجتمع فقال صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” رواه أحمد والبيهقي والحاكم.
وقال المناوي، أي أرسلت لأجل أن أكمل الأخلاق بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة، وقد وقف العلماء عند هذا الحديث قائلين لماذا حصر النبي صلى الله عليه وسلم بعثته في مكارم الأخلاق مع أنه بعث بالتوحيد والعبادات وهي أرفع منزلة وأهم من الأخلاق؟ وهوأن التوحيد والعبادات شرعت من أجل ترسيخ مكارم الأخلاق بين أفراد المجتمع، فالغاية والحكمة الجليلة من تشريع العبادات هي غرس الأخلاق الفاضة وتهذيب النفوس، كما هو معلوم في الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، وإن التمسك بالأخلاق الفاضلة من الأمانة، من الصدق، ومن الوفاء، ومن الإخلاص، ومن جميع صور الأمانات، حتى يصل إلى المرتبة العليا في الجنة، وقد سئل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال صلى الله عليه وسلم “تقوى الله، وحسن الخلق، وإن المرء ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”